تخطى إلى المحتوى

مازال طعم الحلوى في فمي يا عمي 2024.

مازال طعم الحلوى في فمي يا عمي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

ما زال طعم الحلوى في فمي يا عمي !

رجل كبير يرقد فى المستشفى لهرم جسده يزوره شاب كل يوم ويجلس معه لأكثر من ساعة يساعده على أكل طعامه والاغتسال ويأخذه في جولة بحديقة المستشفى ، و يساعده على الأستلقاء ويذهب بعد أن يطمئن عليه

دخلت عليه الممرضة في أحد الأيام , لتعطيه الدواء وتتفقد حاله وقالت له :

" ما شاء الله هل هذا ابنك !؟ "

نظر إليها ولم ينطق وأغمض عينيه ، وقال لنفسه " ليته كان أحد أبنائي "

هذا اليتيم من الحي الذي كنا نسكن فيه , رأيته مرة يبكي عند باب المسجد بعدما توفي والده و هدأته
واشتريت له الحلوى ، ولم احتك به منذ ذلك الوقت , ومنذ علم بوحدتي أنا وزوجتي يزورنا كل يوم لـ يتفقد أحوالنا حتى وهن جسدي , فأخذ زوجتي إلى منزله وجاء بي إلى المستشفى للعلاج .

وعندما كنت أسأله :

" لماذا يا ولدي تتكبد هذا العناء معنا ؟ "

يبتسم ويقول :

( ما زال طعم الحلوى في فمي يا عمي ) !

يقول الشاعر :

ازرع جميلاً و لو في غير موضعه

فـلن يضيع جميلاً أينما زُرِعَ

إن الجميلَ و إن طالَ الزمانُ بِهِ

فليسَ يحصُدُهُ إلا الذي زرَعَهُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.