بعض الأعراف والتقاليد البالية قامت بتهميش دور وقولبتها لتقوم بدور الزوجة والأم فقط ، وعن هذا الأمر تناول كتاب "تحرير فى عصر الرسالة" وهو يضم عدة مجلدات للدكتور عبد الحليم أبو شُقة وهو أحد علماء الأزهر الكبار ، وقام بتغيير نظرة المجتمع للمرأة حيث وصف لنا كيف كانت تعيش في أيام الرسول عليه الصلاة والسلام في عصر الرسالة وهو مرجع يتناول ما الأدوار التي يمكن أن تقوم بها في إطار الشرع ،عن طريق سرد لحياة النساء في زمن الحبيب المصطفي ، ولم ستخدم أي دليل سوى القرآن وأحاديث البخاري ومسلم فقط ، وخرج من هذه الأدلة الشرعية بتحليل بعض الأمور المتعلقة ب ، وللأسف هذا الكتاب ممنوع فى بعض الدول الإسلامية لأنه مخالف لعاداتهم القبلية.
رموز معدودة
ومن هنا ظهرت بعض الآفات فى مجتمعاتنا والمتعلقة بنظرة المجتمع للمرأة من خلالها تواجه بعض التحديات والصعوبات ومازالت مظلومة ومقهورة بعد ولم تأخذ بعض حقوقها التى كفلها لها الشرع والدين ، وعن هذا الأمر تحدث الداعية الدكتور طارق سويدان خلال برنامجه " علمتنى الحياة " قائلاً : لدينا مشكلة وهي قلة أعداد القيادات النسائية عبر التاريخ ، والغريب أن الرموز النسائية بالأجيال الأولي من الإسلام فى عهد الصحابة وأمهات المؤمنين لا تعد ولا تحصي ، وهذا الأمر اتضح خلال كتاب "نساء خالدات" والذي أشار إلى أن هذا العصر كان زاجر بالأسماء النسائية التي صنعت وشاركت فى بناء الحضارة الإسلامية.
خلال هذا الكتاب حاول د.سويدان أن ينتقي من كل هذه الأعداد بعض هذه النماذج فقط ولم يستطع استعراض الجميع ، ولكنه للأسف عندما جاء دور العصور المتأخرة قلما وجد أسم بارز لامرأة يخلدها التاريخ ، مؤكداً أن هذه المشكلة لا تواجه العالم الإسلامي فحسب ولكنها مشكلة عالمية ، والدليل أن عدد الحاصلات على جائزة نوبل 11 امرأة فقط من 555 شخص حاصر جائزة نوبل والتي منحت من عام 1898 حتى عام 2024.
قائدة من الدرجة الأولي
وأشار الدكتور طارق سويدان أن باستطاعتها أن تكون قيادية ناجحة فى مجال العمل،لأن لديها قدرات تميزها عن الرجل وبالرغم من ذلك مازالت في الظل ، وهذا لا ينفي أن هناك بعض الفروق الواضحة بينها وبين الرجل، واستعان ببعض الدراسات العلمية التى وصفت هذه الفروق الذي تناولها فى كتابه "صناعة القائد" وتحديداً بفصل يحمل عنوان " القيادية"الذي يناقش فيه الفروق بين الجنسين واستعرض خلالها بعض الفروق التي توصلت لها بعض الدراسات العلمية .
– الرجل القيادي يعمل بدرجات متفاوتة من الجهد (عالي – متوسط – ضعيف) ولكن بدون انقطاع بينما القيادية تعمل بدرجة واحدة من الجهد وتفضل أن تأخذ فترات راحة قصيرة تجدد النشاط خلالها.
– الرجل القيادي يحرص على العمل بشكل كبير ولا يتخلل ذلك أي أمور أخرى في الغالب ، بينما القيادية تخصص وقتاً للأمور الأخرى لأن لديها قدرة غير عادية على متابعة الأمور الأخرى كالأمور الأسرية وهي تعمل بتركيز فى نفس الوقت.
وفى دراسة أخرى وجدوا أن باستطاعتها أن تطبخ وتتحدث فى التليفون وتتابع أطفالها فى نفس الوقت هذه القدرة تتميز بها النساء فقط.
– الرجل القيادي له علاقات واسعة خارج المجال الذي يعمل فيه ، بينما القيادية لها علاقات داخل المنظمة وخارج المنظمة ، لأنها أقدر على بناء العلاقة .
– من صفات الرجل القيادي أنه يتابع أداء المهمة تلو المهمة دون التركيز على أي منها أو تقييم الأداء أو النظر فى الآثار المستقبلية التي تترتب على قرار ما ، بينما القيادية تقيم كل عمل وتحرص على دراسة آثاره ونتائجه ، سواء ذلك كان بالعمل أو الآثار العامة على الأسرة وعلى البيئة وعلى التعليم .. وغيرها ، ولكن كل ما يهم الرجل هو الانجاز والأرباح .
– الرجل القيادي يرتبط بعمله بشكل عميق ويصير جزء كبير من حياته ليكون مربوط دوماً بالعمل ، بعكس التي لا ترتبط به لأنها قادرة على الموازنة بشكل أكبر.
الرجل القيادي يميل إلى السرعة فى اتخاذ القرار أما تتروي أثناء اتخاذ أي قرار ، ولكن الرجل يحب أن يشاور قليلاً قبل أن يأخذ القرار ولكن تشاور كثيراً وهنا يعتبرها الناس أنها غير حازمة .
– الرجل القيادي أقل إبداعاً من القيادية بنسبة 25 % ، ولو أخذنا عينتين من الرجال والنساء وطلبنا من الفريقين إعطاء حلول إبداعية لمشكلة معينة ، ف تخرج حلول أكثر من الرجال بنسبة 25% .
– من الفروق الواضحة بين الرجل و أن أكثر مزاجية من الرجل متقلبة وأحوالها غير مستقرة مرة تكون سعيدة ومرتاحة وتارة أخرى مستاءة ومتقلبة ، ولذلك ينصحوك إذا كانت رئيستك في العمل امرأة اختار الوقت المناسب كي تطلب ما تريد ، بينما الرجل لا توجد لديه هذه المشكلة بشكل واضح على الإطلاق.
– القيادية حزمها أقل وتخفق أحياناً فى اتخاذ أي قرار حازم ينهي مشكلة لكنها تتردد وتتأخر وهنا تحتاج إلى تغيير هذه الصفة إذا كانت تدير مجموعة وتترأسهم بعكس الرجل القيادي.
– تكره أن ترأسها امرأة ، والعكس صحيح لا يسبب هذا الأمر مشكلة لدى الرجال سوى من تخطوا الخمسين عاماً هم فقط لا يشعرون بالراحة مع التعامل مع مدرائهم من النساء ، أيضاً وجدوا أن عندما تترأس نساء تصبح دكتاتورة وعندما تترأس رجال تشاورهم .
أين المشكلة؟
إذا تمكنا من فهم هذه الفروق جيداً عندها يستطيع الرجال التعامل مع بشكل أكثر وضوحاً ، ولفت دكتور سويدان الانتباه إلى أن طريقة تربية الأجيال القادمة ساهم فى تشكيل أفكارهم بالمقارنة بالأجيال السابقة التى تربت في أوضاع غير مستقرة من استعمار وغيرها ، لأننا عندما ننهض ب لا نحن لا نهتم بنصف المجتمع فقط ولكننا نهتم بالجيل القادم بأكمله ، وهذه هي المعادلة الأساسية فى صناعة النهضة والحضارة من جديد.
وتسائل د. سويدان من أين المشكلة إذا ؟هل هي فى طبيعة النساء أم هناك أسباب أخرى أدت إلى حصر أدوارهن وتراجعها ؟ وبغض النظر أن كتابة التاريخ كانت مهنة مخولة إلى الرجال بطبيعة الحال قاموا من خلالها على تسليط الأضواء على الرجال فقط إلى أن فى عصرنا الحالي قد شغلت نفسها بتوافه الأمور بالانشغال بالموضة والأسواق والمبالغة في الاهتمام بالحفلات وغير ذلك من الأمور فكم يبقي من الوقت لانجاز أي مهام أخري ، بالإضافة لرضا بأداء الأدوار الهامشية فى الحياة ، وهذا لا ينكر دور بعض السيدات اللائي كسرن هذه المعادلة واستطعن تحقيق انجازات فى المجالات المختلفة ، صحيح أن العدد قليل ولكنهن في ازدياد ، ويرفضن العيش على الهامش بل يساهمن فى صناعة الحضارة ، وإعادة الأمور إلى نصابها في إصلاح الأمة وتربية الجيل القادم على هذه المعاني .
واستشهد د. سويدان فى النهاية بحكمة عطائية لابن عطاء السكندري تقول: أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس ، وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عن الناس " وهذه الحكمة موجهة على وجه الخصوص للنساء ، إذا رضيت بأن تعيش على هامش الحياة وتشغل بالمعاصي فهذا الأمر أساس كل معصية ، وعدم الرضا عن هذا الوضع هو بداية التغيير أما من رضيت بوضعها فلن يتغير حالها أبداً " فالطاعة لله أولاً وصناعة الحضارة ثانياً .
لايصيبكــ الغرور يااحواء
ولاتغيض ياادم علينا
كلنا نكمل الاخر
حواء جزء من ادم وادم جزء من حواء
ولكم احترامى وتقديرى