قال رسول الله عليـه أفضل الصلآة والسلآم ::
" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "
جملة استوقفتني كثيرا … ولكن قبل
أن نتساءل عن علاقة تلك الجملة
" بتنمية ثقة الإنسان في نفسه "
نبادر بالقول بأن معظم الناس يكونون في
حالة نفسية سيئة للغاية ، عندما يشعرون
بأنهم فاشلون في إقامة علاقات جيدة مع الناس
وبدلا من تضميد جراحهم النفسية والبحث
عن الأسباب وعلاجها , يقومون بشتم حظهم
والشكوى من الناس والزمن ، وإنهم سيعاملون
الناس بمعاملتهم ، وبالطبع نجدهم فعلآ مثل
الذي يقوم بفرك جرحه بالملح في محاولة
لعلاجه والنتيجه تكون مؤسفة للغاية .
ولا تتعجب إذا علمت أن أكثرنا ينفق وقتا
طويلا ويبذل جهدا خارقا من أجل إتقان فن أو
مهارة أو تحصيل علم أو تعلم مهنة أو حرفة
ولكن قليلا جدا أن نرى إهانا ينفق وقته وجهدة
ليفهم مهارة التعامل مع الناس كي يجيد اسلوب التعامل مع الناسأولئك الذين يحسنون التعامل مع الناس سيجدون رد فعل إيجابيا مماثلا على الأقل وبحب الناس تزداد ثقة الإنسان بنفسه ، ولكن الصلات المتنافرة تجعل الإنسان في حالة نفسية سيئة وتضعف من ثقته في نفسه، معظم اولئك
الذين يشكون من عدم الثقة بالنفس لا يقدرون
أهمية معاشرة الناس حق قدرها، والحقيقة
الطيبة تقول أن كثيرا من العلل والأمراض
المسماة بالنفسية والعصبية .
وكثيرا من الأمراض الجسدية الأخرى
ترجع إلى عدم الإستقرار العقلي والنفسي
الناتج عن الصلات المتنافرة بين الإنسان
والمحيطين به والمتعاملين معه.
كلنا مخلوقات اجتماعية راغبة في صحبة
الأهل والرفاق والأصدقاء،رضاهم وحبهم
وتقديرهم وعطفهم يبعث في نفوسنا الثقة
بالإضافة إلى السرور والإبتهاج في حين
يجلب لنا إهمالهم وتنكرهم لنا أشد انواع
الالام النفسية والجسدية بالإضافة إلى الحزن
والهمفالإنسان الذي يشعر بعدم حب الأخرين
ضعف الثقة بالنفس على الأقل , والميل إلى
العزلة وإطالة التفكير في النفس وحالها والتباكي والنكد وسوء الظن وعدم الاستقرار والاستعداد للتخاصم وعلى طريقة .
"فرك الجرح بالملح " تكون نتيجة حرمان
لك الإنسان من عطف الناس ومحبتهم وشقائهمفإذا كنت مثل ذلك الشخص الذي يشعر بعدم حب الناس فبادر فورآ باعتبار أن هذا الفكر قائم على الخيال دون الحقيقهوحاول مرة أخرى بالتعامل الجيد الفعال مع الناس على اعتبار أنهم يتقبلونك ويحسنون معاشرتكفإذا ما ارتفع اعتبارك الذاتي وارتفعت ثقتك بنفسك وشعرت بالسعادة واستطعت فعلا بذلك ان تنمي ثقتك بنفسك بأسلوب إيجابي ليس مع نفسك فقط بل أمام الأخرين أيضاوثق تماما ان الشخص الذي لا يستطيع أن يتوافقمع الناس إنسان تعيس ولن يخرج من تعاسته إلا بعد أن يعيد حساباته مع نفسه ويثق بها ويبدأ من جديدوتأكد أنه ليس للناس جميعا تركيب عقلي واحد وإننا أن نتعامل مع جميعها بالطريقة نفسهالذلك الأفضل أن تعامل كل إنسان على ضوء معرفتك الشخصية كي تجد قبولا .
من كتاب الثقة بالنفس