الســـــــلام عليكم
تكاد تكون ظاهرة الخادمة الأجنبية تقليداً أو ضرورة عند بعض العائلات في المجتمع العربي. وبعدما كانت وظيفتها مساعدة ربة المنزل في الأعمال المنزلية، أُوكلت إليها مهمة أخرى هي تربية الأبناء.
يؤكد اختصاصيو علم نفس الطفل أن وظيفة الخادمة هي مساعدة سيدة المنزل في الشؤون المنزلية لا في تربية الأبناء. ولكن ما يحدث اليوم في بعض العائلات أن الأم تتخلى عن دورها الأساسي وعن غير قصد، فتوكل مهمة الاهتمام بشؤون أبنائها إلى الخادمة، وهذا الأمر يعتبر من الممارسات الخاطئة جداً، إذ يؤدي تسليم زمام تربية الطفل للخادمة إلى مشكلات عدة. عندما تلقين بمهمة تربية الطفل إلى الخادمة فأنت تسلمينه إلى سيّدة لا تعرفين شيئاً عن كفاءتها في التربية وقدراتها.
وفي بعض الأحيان قد يكتسب الطفل منها عادات غريبة تختلف عن مجتمعه. وعلى سبيل المثال تجيء معظم الخادمات من بيئات اجتماعية واقتصادية فقيرة، فتكون المهارات التي يعلمنها للطفل غير متطورة، مما يسبب ضرراً في تطوره الفكري ونموه النفسي،
يتعرف الطفل إلى والدته منذ اللحظة الأولى للولادة، وتنشأ بينهما علاقة عاطفية إضافة إلى العلاقة البيولوجية. فالتحدث إليه وإطعامه واللعب معه وغيرها من الأمور التي توطد العلاقة بينه وبين أمه هي من الحاجات العاطفية المهمة لنموه.
وحين تقوم الخادمة بهذا الدور، فإنها تحل محل الأم فتصير بالنسبة إلى الطفل الأم الثانية. وهذا يُفسر جزئياً الأزمات النفسية التي يصاب بها بعض الأطفال عندما تسافر الخادمة. عندما تأخذ الخادمة الطفل لتلاعبه أو تطعمه فإنها تتحدث معه، وهذا يؤثر في تطور لغة الطفل كثيرا، حيث يساهم إتقان اللغة في نمو ذكاء الطفل وتطوره، وهي عامل أساسي في نجاحه المدرسي. وبدءاً من سن الثلاث سنوات يبدأ بنطق جمل واضحة ومفهومة، وحين تكون الخادمة هي المسؤولة عن تلبية حاجاته كإطعامه وإلباسه واللعب معه، فإنها تتحدث إليه بلغتها التي قد تكون غير متطورة.
كذلك يعتبر اللعب من الوسائل التربوية الأساسية لنمو دماغ الطفل وذكائه. وحين تطلب ربة المنزل من الخادمة اللعب مع الطفل لن تعرف نوعية اللعب الذي تقدمه له.
ويؤكد الاختصاصيون على ضرورة أن تكون الأم هي الأم الأولى والأخيرة في حياة طفلها. يتوجب عليها أن تمضي أطول وقت ممكن معه. حتى الأم العاملة، عليها أن تنشغل عند عودتها إلى المنزل بطفلها وأن تلعب معه وتتحدث إليه.ورغم كل التعب والجهد، على الأم أن تتنبه إلى أن مزيج الحب والحنان واللعب والكلام هو ضرورة للطفل، وهو جزء أساسي من علاقة الأمومة التي تربطها بطفلها.
لا تتسرعي في الاختيار لتسهيل مهمة اختيار المربية تقدم لكِ اختصاصية التربية وعلم النفس "ايمانويل فافر ريه" بعض النصائح التي قد تساعدك على الاختيار الجيد . في البداية لابد أن يكون لديكِ الوقت الكافي للبحث عما تريدين ، فالتسرع في الاختيار أول المقدمات الخاطئة في كيفية البحث ، وعليكِ تجنب البحث عبر الإنترنت فهذه وسيلة قد باتت منتشرة في العديد من البلدان ، الأفضل دائما هو الاختيار عبر أحد المعارف أو الأقارب أو الوكالات الخاصة بعمالة المربيات بشرط التأكد من حسن سمعة الوكالة التي ستتعاملين معها ، كما يجب التأكد تماما من صحة الأوراق المقدمة إليكِ من قبل الوكالة أو المربية ، كشهادات الخبرة ، وإثبات الشخصية ، وتصريح العمل ، وأوراق الإقامة لمن هن من خارج البلاد"
ولأن مقابلة المربية لأول مرة من الأمور الهامة فهناك أساسيات ينبغي على الوالدين الاهتمام بها . تقول ايمانويل : " قبل استقبال أية مربية ، فهناك أهمية خاصة لجلوس الأب والأم سوياً ، والاتفاق عما يجب توافره في هذه المربية محل البحث ، ووضع تصور واضح حولها ، وحول الشروط الأساسية التي يجب أن تتوافر فيها ، حيث تختلف هذه التصورات من عائلة إلى أخرى ، وفي الواقع لا توجد صورة متكاملة للمربية النموذجية ، حيث لكل أهل متطلبات خاصة ، أيضا هناك ضرورة لوجود الوالدين في أول مقابلة تجرى مع المتقدمات للوظيفة، فالمسؤولية مشتركة في الرؤية والاختيار ".
وتضيف إيمانويل : " بعد الإطلاع على الأوراق ، وأخذ صور منها للتأكد من صحتها ، يفضل الحديث باستفاضة عن الخبرات السابقة ، وأسباب ترك العمل ، ويفضل بطبيعة الحال المربية ذات الخبرة السابقة في معاملة وتربية الصغار ، ويجب طرح بعض الأسئلة قد تكون مؤشراً للاختيار مثل : لماذا اختارت هذه المهنة ؟ ما هي الظروف التي دفعتها لاختيارها؟ كيف ترى من وجهة نظرها اليوم المثالي للطفل ؟ وماذا تعرف عن النظام الغذائي المتكامل للأطفال؟ وما هي أهم احتياجات الصغير النفسية والبيولوجية ؟".
وأكدت إيمانويل على ضرورة التركيز على تأمين الصغير والتأكد من قدرة المربية على التصرف من أجل حمايته ، وخاصة إذا كان الطفل يبدأ خطواته الأولى في تعلم السير ، وكيفية التصرف إذا ما حدث أي طارئ أو مشكلة في المنزل قد تصيبه بأذى ، وعلى الوالدين التركيز على كيفية وأسلوب إجابتها ، وليس على الإجابات فقط ، من حيث هل هي شخصية عابسة ، أم مبتسمة، أم هادئة ، أم عصبية وتحاول السيطرة على نفسها أثناء الحديث، أم متوترة، أو واثقة من نفسها.. وهكذا.
صفات لا تتغاضي عنها أنتِ أمام صعوبة كبيرة ، كما تقول إيمانويل، فصحة طفلك النفسية سوف ترتبط كثيرا باختيارك ، أيضا هناك الكثير ممن تتقدمن للوظيفة مدربات بشكل جيد على الإجابات المرضية للأهل بشكل عام ، لذا عليك التركيز على الأسئلة المفاجئة والخاصة بالصورة التي تريدينها عليها ، وفي كل الحالات عليك اختيار الأقرب إلى تصورك، حيث من الصعب أن تجدي علاقة كاملة بين تصورك والمربية التي ستختارينها".
وعن الصفات التي يجب توافرها فى مربية الطفل فهي تختلف حسب المرحلة العمرية وهذا ما أكدته الاختصاصية نورة اللويحان قائلة : " إن طبيعة عمل المربّية مع الطفل تختلف عن أي مرحلة ، وهذا يتطلّب توافر خصائص جسمية معيّنة في مربّية الطفل أهمها ، أن تتمتّع باللياقة البدنية إذ ان طبيعة عملها تتطلّب مجهوداً ، وألا تعاني من أمراض قد تعوقها عن القيام بعملها على الوجه المطلوب ، ومن الضروري أن تكون سليمة الحواس وخالية من العاهات التي يمكن أن تؤثر على تعاملها مع الطفل ، ولتنمية ذوق الطفل يجب أن تهتم بمظهرها وملابسها ، وأن تتمتّع بالحيوية والنشاط حتى لا تشعر بالتعب والإجهاد مع كل عمل تقوم به مع الطفل"
وتضيف " أن الصفات الخلقية للمربّية مهمّة للغاية لأنها تمثّل النموذج المثالي أو القدوة الحسنة، فلا بدّ أن يكون أسلوب تعاملها مع الطفل مبنياً على العطف والتقبّل والتسامح والرحمة، حتى تساعد الطفل على تنمية الصفات الخلقية الجيدة والجوانب الإيجابية".
ولابد أن تتمتع المربية بدرجة من الذكاء وسرعة بديهة وأن تحسن أسلوب مداعبة الأطفال وتوجيههم في حال الخطأ ، كما يجب أن تكون ذات خلفية ثقافية لإدراك المفاهيم الأساسية في العلوم والرياضيات واللغة والفنون مع الحرص على ملاحظة ألفاظها وكلماتها يجب أن تكون سليمة ، كي لا يقلّد الطفل اللهجة غير الصحيحة.
أما السلوك الاجتماعي والصفات النفسية فهي أيضاً تحمل جانب كثيراً من الأهمية ، فيجب أن تتمتع المربية بالقدرة على ضبط انفعالاتها ، وأن تكون محبّة للطفل ولديها الرغبة في العمل معه وتحمّل أعبائه بصبر، بالإضافة إلى رغبتها في تعليمه ، وتتمتّع بروح المرح والدعابة والمرونة.
ونصحت الإختصاصية ايمانويل فافر ريه أنه بعد نجاح المربية في الاختبار على الأم خلق علاقة احترام ما بين الصغير ومربيته ، فهي الشخص القائم على تنفيذ رؤية الأم تجاه تربية الصغير، ويجب على الأم ألا تتوقف أمام اختيار أول مربية تتقدم لها ، فالأفضل إجراء مقابلة مع كثيرات ، ثم اختيار ثلاث على الأقل ، يتم من خلالهن اختيار الأفضل في هدوء وذهن صاف.
عوضي غيابك وبعد الاطمئنان على أطفالك مع مربية ناجحة ذلك لا يلغي وجودك ، وإذا كان لديك شعور بالذنب تجاه طفلك ، احرصي على تعويض طفلك الوقت الذي تقضينه خارج المنزل ، ويقدم الدكتور حسان المالح استشاري الطب النفسي ستة أفكار قد تفيدك في التوفيق بين عملك وأبنائك :
* حاولي أن تعوضي قلة الوقت الذي تقضيه مع أبنائك بقضاء الوقت القليل الذي تجلسيه معهم بطريقة مختلفة ، علي سبيل المثال اشتركوا معاً في عمل شيء فني أو اللعب بالصلصال أو المكعبات ، انزلي لمستوى تفكيرهم وشاركيهم ضحكاتهم ولعبهم .
* احكي لأبنائك عن يومك في العمل ،هم لن يفهموا ما تقولين ولن يشاركوك همومك ، لكنهم حتماً سيشعرون بمعنى المشاركة.
* لا تشعري أبناءك أنك مقصرة ، ولا تبدِي لهم إحساسك بالذنب ، حتى لا يلزمهم هذا الشعور ويبدأون في محاسبتك عندما يكبرون
* قدمي الوجبات لأطفالك بعد عودتك من العمل ، ولا تعتمدي على المربية بقدر الإمكان في كل شيء ، فتقديم الطعام والعناية بملابس أبنائك هو نوع من الاهتمام والحب الذي لا تعوضه أشياء أخرى.
* اقضي أجازة نهاية الأسبوع مع أبنائك وحاولي أن تتجنبي الخروج مع أصدقائك ، وبرغم أن هذا الأمر قد يسبب عندك نوعاً من الضغط لكنه إحدى ضرائب العمل.
* خصصي جزءاً من راتبك يكون حقاً لهم ، تشترين لهم ما يحتاجون من دون أن يشعروا أنه مقابل تقصير أو غياب .
الله يعطيك 1000 عافية
لروعة طرحك وعلى جهودك المشهودة
تسلمي لنا وتسلم ذاتك الرائعة بكل معانيها
ماننحرم من جماال مواضيعك
ولامن عطائك الا محدود
وافر ودي