تخطى إلى المحتوى

كيف يتجنب الأزواج تأثير الديون المالية على علاقتهم 2024.

  • بواسطة
وَلَّدت الأزمة المالية العالمية، مشاكل اجتماعية، لا حصر لها، وبالتأكيد، ظهر كثير من الأزواج كأطراف متنازعة في هذه الأزمة، قد يكون الزوج فيها الضحية، أو الزوجة، بسبب تراكم الديون، ولكن ماذا إذا وقعت العائلة برمتها ضحية هذه الأزمة، كما حدث مع الأميركي «إيرفن أنطونيو لوبو»، الذي قتل زوجته وأطفاله الخمسة، بعد أن فقد وظيفته، وتراكمت الديون عليه؟ .

يقول المثل «الأفعى تستطيع أن تنام، لكن المديون لا يغمض له جفن»، طبعًا هذا يحدث كلما ورد إلى ذهنه الديون المالية المتراكمة عليه، وتأخره عن دفعها، الشعور بالمديونية رهيب فعلاً، طبقًا لدراسات كثيرة عالمية، ومن الممكن أن يؤثر تأثيرًا سلبيًّا على العلاقة الزوجية، فـ«المديون» يشعر بالدونية وهوان الشأن، مما يقلل المساحات العاطفية بينه وبين شريكة حياته، وينطبق الشيء ذاته على المرأة «المديونة» كذلك.
في أول دراسة اجتماعية برازيلية لعام 2024، تم تحديد بعض الإرشادات الهامة التي تساعد الأزواج على تجنب تأثير الديون المالية على علاقاتهم الزوجية؟، وقالت «ماريا لورينا» -32 عامًا- المتخصصة بالعلوم الإنسانية، وإحدى المشاركات في إعداد الدراسة: «إن من يستطيع تطبيق هذه الإرشادات، سينجح على الأقل في التقليل من وطأة الديون على العلاقة الزوجية»، وأضافت أنه -وسط معمعة أي أزمة اقتصادية يتعرض لها الأزواج- فإن التفكير ينصبُّ على تجنب اقتراض المال من الآخرين، لأن النتيجة ربما لا تكون مرضية، لا للدائن ولا للـ«مديون».

المغامرة والتوتر
قالت الدراسة -التي حصلت «سيدتي» على ملخص لها- إن توفير المال لدفع فواتير الحسابات، في نهاية كل شهر، يمكن أن يتحول إلى مغامرة حقيقية، والأسوأ من ذلك، أن مراجعة المصاريف العامة خلال الشهر، تؤدي إلى التوتر، وفي النهاية، يمكن أن يتخذ الزوجان إجراءات معينة، تضعف الروابط العاطفية بينهما، وينفتح المجال أمام التفكير المادي البحت، للخروج من أزمة نقص المال اللازم لدفع الحسابات والفواتير، وربما يبدأ أحدهما -أو الاثنان معًا- في البحث عن مصدر لاقتراض المال، لسد الثغرات التي ظهرت أمامه.
وقد يسير الوضع باتجاه الأسوأ، عندما يفقد الزوج -أو الزوجة- عمله أو وظيفته، ففي البرازيل، وأغلب بلاد العالم، لا يكفي أن يعمل طرف واحد لدفع تكاليف المعيشة الغالية، بل إن الاثنين يعملان، وبالكاد، يستطيعان دفع المصاريف والديون، وفقدان الوظيفة يعتبر أسوأ كابوس يُثقل كاهل أي عائلة، باستثناء الأغنياء طبعًا.

مواجهة الأزمة
وأضافت «لورينا» أن أهم الحلول الناجعة، لمواجهة أزمة الديون، اتحاد الزوجين في مواجهة الأزمة بشجاعة، والعمل معًا للخروج منها، وفي هذا الاتحاد، ينبغي على الزوجين التفكير في المضي قُدمًا إلى الأمام، وعدم الاستسلام للأزمة، وتابعت تقول: «إن أول ما ينبغي أن يركز عليه الزوجان، هو الإيمان بالقدرة على مواجهة الأزمة، وعدم الخلط بين أزمة الديون والعلاقة الزوجية، وأن العاطفة يجب أن تظل بعيدة كل البعد عن المادة، حتى لو تأثرت وضعفت، بسبب ضعف المرء أمام وضع مادي سيء»، وبحسب رأيها أيضًا، فإن تجنب الشعور بالضعف أمام الأزمة، يساهم في اتحاد الزوجين لمواجهتها.

رأيان أفضل من رأي واحد
وفي هذا الصدد، قالت الدراسة إن وجود رأيين أفضل من رأي واحد، وهذا ينطبق على جميع الأمور، وليس الأزمات المالية فقط، وقالت برازيلية أخرى -شاركت في إعداد الدراسة- تدعى «تامارا ألفاريز» -29 عامًا- وهي اختصاصية اجتماعية أيضًا: «إن النقاشات بطرق مختلفة تعتبر صحية، لأنها تجلب المزيد من الأفكار والآراء، التي تساعد الزوجين على مواجهة المصاعب المالية، وعلى رأسها وطأة الديون، كما أن الأحاديث الصحية بين الزوجين، حول طرق مواجهة الأزمة المالية، تبيِّن أن لكل شخص طريقته الخاصة به، في مواجهة المصاعب، وذلك يعد نوعًا من اكتمال الجهود، فمن أبدى رأيًا ناقصًا، يُمكن أن يُكمله الآخر، وبهذا تتجلى الحلول بشكل أسرع، وإذا تمسَّك كلٌ برأيه، وحاول حل الأزمة بطريقته فقط، فإن الموقف سيتعقد، ويصبح العناد سيد الموقف».

معًا في السراء والضراء
أكدت «تامارا» -في الجزء الخاص بها من الدراسة- أن سر خروج الزوجين من الأزمات المالية، هو الرجوع إلى ما تعهدا به عند الزواج، وهو العيش معًا في السراء والضرَّاء، إنه أول الوعود التي يطلقها الزوجان، قبل الزواج، والرجوع إليه في وقت الأزمات، يُقوِّي الإرادة للتغلب على المصاعب. وقالت: «مع تذكر هذا الوعد، يجب أن يتجنب الزوجان محاسبة الآخر، أو اتهام الآخر بالإهمال في صرف الأموال، والتسبب في تراكم الديون، وقد ثبت -من خلال استطلاع آراء بعض الأزواج- أن الوعود الجيدة، ساعدت المئات من الأزواج الذين تعرضوا في مرحلة من المراحل لأزمات مالية، على تخطي جميع العقبات والمضي إلى الأمام بإرادة صلبة».

الحب يجب أن يبقى
أكدت الدراسة -في جوانب أخرى حول هذه المشكلة- أن الحب يجب أن يبقى بين الزوجين، لأنه قوة أخرى كبيرة، تساهم في دفع جهود الزوجين لمواجهة الأزمات، وضعفه -الحب- يعني الاستسلام للأزمة، حتى وإن كانت صغيرة ويمكن التغلب عليها.
ووافق جميع الذين شاركوا في إعداد الدراسة، على أن الحب هو سلاح حماية من الأزمات الخارجية، الحب الداخلي بين الزوجين بالتحديد، هو الذي يدفع بالخطر الخارجي إلى الوراء، وقالوا إن من كان حبه قويًّا، فلا خوف عليه من الأزمات، لأن ذلك يساعد على منح الزوجين، شعورًا بأن الأزمة المالية التي يتعرضان لها ما هي إلا وضع مؤقت وسيزول، لأن الحياة لها أطوار تختلف بعضها عن بعض، منها ما يضعف الإنسان، ومنها ما يقوّيه، لكن الحب واحد، وإن اختلفت مراحله، فإنها جميعًا تسير باتجاه النمو والنضوج.

محاسبة الآخر
قالت الدراسة إنه في ضوء الحالة المادية وتراكم الديون، تبدأ المحاسبة بين الزوج والزوجة، كل منهما يحاسب الآخر، بسبب صرف ما لم يكن من الضروري صرفه، وتتحول المحاسبة تدريجيًّا إلى شجار خفي، ثم اصطدام ظاهر، بفعل التوتر واليأس من تراكم الديون، وعدم القدرة على الوفاء بها في أوقاتها.
ومحاسبة الآخر بسبب الديون والمصاريف، هي من أولى علامات دخول العلاقة الزوجية في أزمة خارجة عن نطاق السيطرة، فإن لم يكن الزوجان واعيين لهذا الأمر، فقد تصل العلاقة إلى حد الطلاق، وتابعت الدراسة تقول: «إن وجود الوظيفة والراتب الثابت، يمنحان العلاقة الزوجية نوعًا من الاستقرار، وفقدان أحد الزوجين للوظيفة، يشبه إلى حد كبير الطوفان الذي يهدم الجدران مهما كانت متينة».
«لورينا» أكدت أن الكثير من حالات الطلاق في العالم، سببها الأزمات المالية، التي يتعرض لها الأزواج في مرحلة ما من المراحل، وخاصة بعد فقدان أحد الطرفين لوظيفته، والطلاق هنا -بحسب رأيها- هو تهرب بحت من تحمل المسؤولية.
🙁

خليجية
شكرلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.