تخطى إلى المحتوى

كيف نتعامل مع اطفالنا من 3-6 سنوات 2024.

  • بواسطة

مابين الثالثة والسادسة يبدأ الطفل إدراك هوّيته وشخصيّته المستقلة، ويحاول قدر الإمكان إثبات وجوده لا سيّما في علاقته مع الراشدين وتحديدًا والديه اللذين يحاول اختبار قدرتهما على فرض القوانين وإلزامه بها، فالإعتراض والحجاج والإلحاح على تنفيذ طلباته كلها مظاهر سلوكية طبيعية عند كل الأطفال، تعكس ميلهم ورغبتهم في الإعلان عن وجودهم ككيان مستقل.
وفي المقابل، عندما يبالغ الطفل في جدال والدته أو الإلحاح في تنفيذ طلباته، على الأم أن تعرف كيف تتصرف معه كي لا يتحول إلى طاغية المنزل ويصبح هو الآمر الناهي فيه.

الطفل الذي لا يتوقف عن الجدال
لا شك أن قدرة الطفل على النقاش وتقديم الحجاج والتفاوض حول مطالبه أمر جيّد، ومن المهارات الإجتماعية التي على الطفل تعلّمها.
ولكن المبالغة في تقديم الحجاج والجدال حولها إلى حين تحقيق مراده حتى يصبح سلوكًا يعتمده الطفل في كل أموره اليومية فهذا مؤشر لأنه بدأ يبتز والديه.
فمن المعلوم أن الطفل يقلّد من حوله وبدءًا من الثالثة أو الرابعة يصبح شيئًا فشيئًا معتادًا على انتاج الحجج التي يسمعها من محيطه ويستعملها ليفاوض على أساسها.
يقول مثلاً: «لا أستطيع رفع ألعابي عن الأرض لأن هذا يشعرني بالتعب»، فهذه الحجة سمعها من شخص راشد ربما والدته أو خاله أو والده، كما أنه يستند في حجاجه أيضًا إلى أنه مظلوم، مثلاً يقول: «لماذا لا يحق لي السهر فيما أنتم تنامون في ساعة متقدمة من المساء».

ماذا تفعل الأم في هذه الحالة؟
على الأم أن تكون حازمة في قراراتها وتقاطع شكوى طفلها الذي يبالغ في تفاوضه، ولكن عليها في الوقت نفسه شرح وجهة نظرها بشكل واضح وحازم وتقول مثلاً: «هذا يكفي أنا والدتك، وأعرف مصلحتك، ولا تراجع عن قراري».
أما إذا استفاضت في الشرح كما لو أنها تبرّر قرارها فهذا يوحي للطفل أنه في إمكانه إخضاعها لرغباته.
وهذه بعض الإرشادات التي يمكن الأم اتباعها مع طفلها المفاوض في تقديم حججه

الإنتقال فورًا إلى الفعل والتوقف عن تكرار الطلب. مثلا عندما يحتج على أنه لا يستطيع ترتيب ألعابه لأنه يريد اللعب بها لاحقًا، عليها أن تكون حاسمة وتنظر في عينيه وتؤكد له أن حجته واهية، لذا عليه تنفيذ طلبها فورًا ومن دون نقاش.
تجنب المناقشة الطويلة كي لا تشجع طفلها على تقديم مزيد من الحجج، وتقول له بوضوح: «كفى» وبأنها لا تريد التحدث عن الأمر. فموقع الأهل يعطيهم الحق باتخاذ القرارت من دون تبريرها.
تجنب المساومة: فمثلاً عندما تقول الأم لطفلها «إذا أنجزت فروضك سوف تنال مكافأة» فإنها تفتح الباب على مصرعيه لتفاوض على إمتيازات أخرى في المستقبل، وبالتالي يعتاد الطفل على طلب مكافأة عن كل عمل ينجزه.
تجنب التهديدات غير الواقعية، لأنها مجازفة في الوقوع في مطب عدم تنفيذها. فإذا قالت مثلاً «سأذهب من دونك إذا ما استمريت بتصرفك هذا» ولم تنفذ الأم تهديدها الكلامي فعليًا، فإن الطفل سوف يستنتج أنه مجرد كلام لا نتيجة عملية له مما يؤدي إلى عدم إحترامه قرارتها، وبالتالي يمكنه المساومة على كل قرارتها إلى أن يحقق مبتغاه.
مجابهة الطفل في الوقت المناسب، فعندما يتعلق الأمر بقواعد وضعتها الأم عليها الاستفادة من الفرص لتعارض طفلها المفاوض بدل التصرّف في مكان الحدث.
فمثلاً ليس في محل السكاكر يجرى النقاش ما إذا كان في إمكانه شراء السكاكر أم لا، لأنه غالبًا سوف يربح الطفل في نهاية المطاف.
لذا عليها أن تواجهه حين يطلب منها في البيت، وتبت المسألة وتحدد له عدد المرات التي يحق له فيها تناول الحلوى، وأنه مهما حاول لن ترجع عن قرارها، ولكن هذا يتطلب منها صبرًا وحزمًا.

الطفل غير الصبور
«ماما تعالي بسرعة»… يمرّ غالبية الأطفال بمراحل يريدون خلالها كل شيء وفورًا، وقد يكون الطفل فعلاً يريد الحصول على شيء ما أو ببساطة لفت انتباه الأهل واهتمامهم.
ومع ذلك يجب تعليم الطفل بين السنة والست سنوات أن بعض الأمور لا يمكن تنفيذها فورًا وتتطلب الصبر.

لمساعدته على الصبر
على الأم أن تشرح لطفلها لمَ عليه الإنتظار ومتى يمكنها تلبية طلبه. فرغم أن الطفل قادر على توقّع أن والدته ستلبي له طلبه بعد إنجازها ما تقوم به، فإنه مع ذلك يصعب عليه تقويم مدة الإنتظار، خصوصًا إذا ما أظهر أن الأمر طارئ لتنفيذ طلبه.

ترجمة شعور الطفل بالكلمات. فعندما تتحدث الأم إلى طفلها تجعله يتحمل مدة الإنتظار، ويستتنتج أن والدته تدرك طلبه وأنها سوف تلبيه لاحقًا. كأن تقول له مثلاً «سوف أقرأ لك قصة بعد الإنتهاء من تنظيف المطبخ. أترى؟ مسحت الطاولة ومن ثم غسلت الصحون وأعرف أنك مستعجل لكن يمكنك الإنتظار».
جعل مدّة الإنتظار ملموسة. يمكن الأم أن تضع مرجعًا نظريًا مثل ملصق لحيوان طريف على ساعة الحائط وتحديد الوقت الذي ستلبي خلاله طلبه. وهكذا يمكنها أن تطلب منه الإنتظار حتى يصبح العقرب الكبير في المكان الذي وُضع فيه الملصق.
الإقتراح على الطفل القيام بنشاط أثناء الإنتظار أو تطلب منه أن يكون مساعدها. بعيدًا عن ضغط الإنتظار يستمتع الطفل بالمشاركة في الأمور اليومية، فغالبًا يريد مساعدة أهله والقيام بالأمور نفسها التي يقومون بها.
وأخيرًا على الأم أن تتذكر أن عليها التحلّي بالصبر لتعليم طفلها أن يكون صبورًا. وتساعده على التحدّث عن نفاد صبره، وتقويم قدرته على الإنتظار وتعليمه التآلف معه فهذا يساعده في علاقاته الإجتماعية مستقبلاً.


بــووركتــي غالــيتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.