——————————————————————————–
——————————————————————————–
كيف تكشف كذب الآخرين عليك ؟؟؟
هناك فئة من الناس يصفونهم بسلامة النية وتتحول الصفة هذه لاتهام
عندما يتحول صفاء النية إلى طيبة ، والطيبة تعني عند بعض الناس
(الغبن) .
ومهما اختلفت المسميات إلا أن الأشخاص من هذه الفئة
غالبا ما يقعون فريسة الكذب والاستغلال من آخرين . والسبب يعود
للظن الحسن الذي يضعونه في بداية أي تعامل مع الآخرين . هذا الظن
يجعل الأشخاص الذين يكذبون بلاهة أو براعة يستسيغون الاستفادة
من قدر تسامحهم وتصديقهم للأمور بساطة .
وكثيرا ما كنت أستمع لشكاوى هؤلاء الطيبين ،
وأتساءل : كيف يمكن أن يكتشف الإنسان
كذب الآخرين ؟
ورأيت أن حتى الآخرين من خارج فئة الطيبين يقعون
أحيانا في براثن الكذابين.وتبدو براعة الإنسان حينما يحاول بعد صدمة
أو اثنتين لاكتشافه كذب أحدهم التبصر بأحوال الكذابين ومحاولة حماية
نفسه منهم . العجيب أن هؤلاء (الكذابين ) يقيّمون هذا السلوك إما
على أنه فهلوة ، أو فطنة أو ذكاء في التعامل مع الحياة والناس.وأتذكر
شخصيا موقفا حدث معي عندما قابلت إحدى هؤلاء وقد بدت في منتهى
البراءة والروعة ، لكن شعورا داخليا كان يخبرني بأن هناك شيئا مريبا
فيها . عرفت لاحقا أنه الصورة التي تحاول أن تجملها عن نفسها دوما
بالكذب .
لهذا أقول إن هناك علامات كثيرة يمكنك أن تكتشف بها كذب
أحدهم عليك ، إحداها تلك الفراسة التي يختص الله بها بعض عباده
التي تنبئه بسوء نية أحدهم وتجعله يحرص في التعامل مع سلوكه
ورواياته . وهناك أمور أخرى ذكرها مختصون أحدهم د. مارك كناب
أستاذ الاتصالات بجامعة بوردو . فقد أجرى تجربة طلب فيها من
مجموعة أشخاص أن يكذبوا في موقف ، وان يقولوا الصدق في موقف
آخر . وسجل إجاباتهم على أشرطة ثم حللها فوجد 14 فرقا على الأقل
بين الصادقين والكاذبين . واكتشف أمارات يمكنها أن تكشف الكاذبين
بينها:- الكاذب لا يركز في النظر إلى عينيك فدوما يحاول إمالة بصره
بعيدا عنك حتى لا تكتشف كذبه .
– بعضهم يقوم باستخدام كلمات قليلة حتى لا يفلت لسانه بما لا يريد
قوله، وبعضهم يعتقد أنه يمكن أن يهرب بكذبه حينما يتحدث بسرعة
فيشت تركيزك معه.- بعضهم يتكلف الظهور بمظهر الجاد في ملامح
الوجه ونبرات الصوت ، ويختار الجيد من الكلمات حتى لا تشعر
بارتباكه إلا أن كثرة رمش العين يمكن أن تفضحه بسهولة.- الكاذب أثناء الحديث
يشغل نفسه بأمور صغيرة حتى لا يضطر للنظر
إليك كمسح النظارة أو لمس الوجه أو الأذن أو غيرها من بعض
الحركات العصبية الاإرادية .
– الكاذب يلجأ لمهاجمتك عندما تتهم بعدم الصدق بل أحيانا يلجأ
لاستخدام عبارات رنانة مثل ( ليس من حقك أن تسألني ، أنظر
إلى نفسك أولا) ويبدأ في تذكيرك بعض أمور قد تكون استأمنته عليها في
وقت ضعف.- الكاذب يميل عادة إلى استخدام نفس الكلمات والمبرات
مرات متتالية .
– يستخدم الكاذب أسلوب تعميم حينما يريد الهروب من خطأ ارتكبه
كأن يقول ( فلان هو أيضا فعل كذا وكذا، كل الناس تخطئ أو تتأخر ….).
– يتجنب الكاذب عادة استخدام كلمة « أنا « ويقول بدلا منها ، « نحن
« أو « الناس « او « كلهم « أو « الواحد منهم.
– الكاذب سريع النسيان وقد يقع فريسة كذبه حينما يعيد واقعة ما
بأسلوب مختلف فينهار كذبه حينما توجه له الأسئلة حول تناقض ما
قاله وما يقوله في مناسبة أخرى.
– يستخدم الكاذب حيلة طريفة حينما يحاول وصم الآخرين بما فيه ،
حتى لا يجد نفسه وحيدا فيما يفعل.
– الكاذب يبالغ كثيرا في قدراته وعلاقاته ولابد أنك عزيزي القارئ
لمست ذلك في أحدهم حولك وجدت أنه يحاول أن يثبت أنه قادر على
الحصول على المعلومة من أي مكان رغبة منه في لفت النظر إليه
والانشغال عن كذبه.
– عندما تهاجم الكاذب بكذبه تجد لديه من المبرات الكثير وقد يلجأ
للبكاء وإشعال فتيل الظلم الذي مني به من أصدقائه أو عائلته .
– الكاذب نظرته قاصرة للأمور وإن لم يجد من يناصر كذبه يلجأ إلى
تحريض الآخرين لفعل أمور قد لا تتناسب واحتياجاتهم ولأسف ينزلق
بعض الناس في هذا المنزلق الذي يحيكه الكاذب براعة ولا يكتشفون
إلا وقد خسروا أمورا هامة قد يكون أغلاها احترام الآخرين .
والحقيقية أن الكاذب ضحية نفسه لأنه يتوهم أن الكذب هو أقصر
وسيلة للحصول ما يريد ، ورغم وجود الناس حوله فهم مع الوقت
يفقدون الثقة فيه وبأعذاره . ونحن نتساءل : لماذا يضطر الإنسان
للكذب ؟ وأقول لا يحدث ذلك إلا عندما تكون اختياراتك في الحياة
مبنية على قشور مثل ( التعاطف ، الإعجاب، إثبات وجهة نظر ، الوصول
لمراكز معينة ، الهروب من حل مشكلة بلوم الآخرين عليها ) لكن مهما
يكن من الأمور المؤقتة التي يمكن أن يفوز بها يظل دوما في دائرة
الخسارة ، لأنه إن حصل على شيء فهو قد يحصل على ما استمات في
كذبه للحصول عليه، لكنه سيظل يحترق بنجاح الصادقين حوله في
الحصول على ماهو أهم
ونحن لا نقول: إننا يجب أن نغلب الظن السيء في الآخرين لأن الأصل
أن نحسن الظن، لكن من الفطنة أيضا أن نستدل بالإشارات التي نشعر
بها أو نراها فيمن يتحدث على كذبه أو صدقه ، فالكاذب طال الزمن أو
قصر سيفتضح أمره يوما .
الكاتبة : إلهام أحمد
جريدة اليوم السعودية
منقول لتعم الفائده
والله استفدت كتير
لكي مني تحيتي..