إليك بعض النصائح حول كيفية التعاطي مع طفلك من دون عبارات جارحة.
"ستسبِّب جنوني"، أو "ستفقدني عقلي"، من العبارات التي تستخدمها الأمهات كثيراً حين يغضبن من تصرفات طفل مشاغب. هذه الجملة، تجعل الطفل يشعر أنّه يسبب الأذى لأمّه بتصرّفاته، ويشعر بالتالي بالذنب، يتخيل أنّ أمّه لن تحبّه إلا إن كان طفلاً مثالياً… وهذا يمكن أن يجعله يعيش نوعاً من الإبتزاز العاطفي، فيمتثل لأوامرك ليس لأنّه مقتنع بها، بل لأنّه يريد إرضاءك لا أكثر. من الأفضل أن تقولي له: "ما فعلته سيّء"، أو "تصرفك غير مقبول"، أو "لماذا تتصرف بهذه الطريقة السيئة؟.
"أفعلُ هذا لمصلحتك"، من العبارات التي تكررها الأمهات كثيراً… لكن تخيلي أنّ أحداً يردد عليك هذه الجملة طوال النهار، وهو يتدخّل في تفاصيل حياتك من دون أن يأذن له أحد بذلك؟ تكرار هذه الكلمة على مسامع الطفل، تجعله يعيش حالة من الضياع. فمن حقّه ألا يحبّ طبق السبانخ، حتى وإن كان تناوله لمصلحته. في بعض الأحيان يجدر ألا تبالغ الأم في قول ذلك، وفي أحيان أخرى يجب أن تكون حاسمة بكلّ بساطة: " ستذهب معي لزيارة الطبيب، ونقطة انتهى". وليس: " أنا آخذك لعند الطبيب لأنّ هذا لمصلحتك". لا تكوني في موقف الترغيب، وفي الوقت عينه لا تطمسي له حقّه في التعبير عن رأيه فيما يحب، وفي نوع الطعام الذي يفضله، أو في البرنامج الذي يحب مشاهدته على الشاشة.
"يئست منك أنت لا تتغيّر أبداً"
بهذه الطريقة تقولين له إنّه لا يمتلك فرصة ثانية ليتحسّن، أو ليتغيّر، أو ليحاول أن يكون عند مستوى توقعاتك. كأنّك تقولين له إنّه سيبقى مشاغباً للأبد لن يطيقه أحد. بعكس ما تتوقعه الأمهات، فإنّ الطفل المشاغب يبذل جهداً كبيراً للفت النظر، ولكي يشعر بحنان والديه. فحين تقولين له إنّه حالة ميؤوس منها، تقتلين لديه الرغبة في المحاولة. من الأفضل أن تقولي له: " إن قمت بهذا التصرّف مرة ثانية، ستعاقب". أو: " لقد وعدتني أن ترتّب أغراضك، وأنا ما زلت أنتظر".
"لم لا تتشبه بأختك"، "افعل كما يفعل أخوك"، من العبارات المؤذية الشائعة أيضاً. حين تقولين لطفلك أو طفلتك هذا الكلام، فأنت لا تحثيه على التمثل بصفات إخوته الحسنة… كلّ ما تفعلينه هو إشعاره بأنك تميزين بينه وبين إخوته، مما سيؤجج الغيرة والتنافر بينه وبينهم. عوضاً عن المقارنة المؤذية، شجعيه بكلمات إيحابية: " يمكنك أن تفعل ذلك، لا ينقصك شيء…"، أو "أنا واثقة أنّك قادر على فعل ذلك".
نقدر نطبق الموضوع الجميل ياعسل