لايخفاكم أن التلفاز سلاح ذو حدين، نستطيع بحكمتنا وثقافتنا أن نجعله مفيدا كما أن بالامكان أن نجعله سلاحا حادا، يهدد مستقبل الاطفال والشباب الذين بات هذا الجهاز أحد المساهمين الفاعلين في دور التربية لهم، إما سلبا أو إيجابا.
وهنا يجب ان نلتفت الى نقطة مهمة وهي ان لانلقي باللائمة دائما على كل ما هو جديد، بل يجب ان نعرف مسؤلياتنا الحقيقية وان نكون بقدر هذه المسؤولية وتحملها في إدارة الاسرة بالطريقة الصحيحة ومراقبة سلوكيات الطفل وتشخيص الداء في بداياته، بدل ان نترك الامر الى ان يستفحل ثم نأتي ونلقي المسئولية على "الغزو الفكري" الذي يحمل دوره السلبي في بعض الاحيان.
وحيث اني ذكرت منذ البداية ان التلفاز سلاح ذو حدين أؤكد على سلبية الكثير من البرامج التي يقدمها هذا الجهاز الا ان هناك من البرامج المفيدة ثقافيا وعقائديا خصوصا في هذا الزمن حيث انطلقت ثلة من الفضائيات الاسلامية التي تعنى بما تقدمه وتنتقي البرامج الهادفة الجميلة والممتعة.
وكي لانركز فقط على فكرة العنف التي تكون افلام الكارتون أكثر البرامج الغنية بها يجب ان نلتفت ايضا الى القضايا العقائدية والاخلاقية والتي تعبث بها بعض الفضائيات مما يجعلها فضائيات خطرة جدا في مجتمعاتنا. يمكننا مقاومتها بدعم الفاضائيات الصالحة من ناحية ومراقبة سلوكيات الطفل وتقويمه من ناحية اخرى.
يُعرف عن التلفزيون أن له مضار عديدة متى ما بالغ المرء في الجلوس أمامه،
وهذه الأضرار صحية مباشرة منها تحويل البعض إلى اكياس من البطاطا بسبب السمنة
.كما أن له تأثير سلبي على مستوى الذكاء،
ويُسهم في الانتقاض من قدرة الإنسان على تطوير مهاراته الاجتماعية
ومن ابرزها تكوين الصداقات وتوسيع رقعة الاتصال بالناس.
وهناك انطباع عند الكثيرين بأن وجود التلفزيون له تأثير سلبي ملموس على تقلص النشاطات الاجتماعية عند الناس،
رغم أن الغالبية العظمى من هؤلاء لا تمانع في أن تكون لها شبكة علاقات وعدد من الأصدقاء.
إلا أن باحثين من كلية لندن للدراسات الاقتصادية يقولون إن التلفزيون يمكن في واقع الأمر أن يكون مفيداً من الناحية النفسية في مساعدة الناس على تكوين وتطوير روابط قوية وطيبة مع الآخرين،
وفقاً ل "بي بي سي أونلاين".ويقول الدكتور دارين هوجيتس، المحاضر في دراسات الإعلام والاتصالات بقسم علم النفس الاجتماعي في الكلية، إن التلفزيون لا يقلل من حاجة الناس إلى الأصدقاء ولا يمنعهم من تكوين العلاقات الاجتماعية معهم، كما هو شائع.بل يذهب أبعد من هذا بالقول إن التلفزيون "يمكن أن يتحول إلى مكان أو موقع طقسي لتجمع الناس وتحلقهم حوله ليتبادلوا الأفكار، ويعبروا عن المشاعر الطيبة الودية تجاه بعضهم".
وقد أتم الدكتور هوجيتس أخيراً دراسة بصدد النشر حول الفوائد والانعكاسات الايجابية للتلفزيون على الصحة النفسية للرجال،
من خلال تقوية ارتباطهم ببعضهم البعض وهم يشاهدون لعبة رياضية في مكان واحد على شاشة.
لكن الخوف يظل قائماً لدى الاوساط الطبية من المشاكل الأخرى التي يمكن أن تنجم عن الإدمان على التلفزيون ومن أبرزها
زيادة الوزن والسمنة.ويرى باحثون أن مجرد إطفاء الجهاز يمكن أن يسهم مباشرة في التخفيف من مشاكل البدانة وزيادة الوزن.
فالناس سيجدون انفسهم وهم يقومون بأعمال أخرى لابد وأن تكون أكثر نشاطاً من مجرد الجلوس أو الاستلقاء الكسول أمام الجهاز.
كما يتهم التلفزيون بأنه أحد أهم الأسباب وراء تراجع وتقلص قدرة المرء على تحسين مستوى ذكائه مع مرور الوقت،
بزعم أنه يجعل الدماغ أكثر ميلاً للسكون والسلبية والاستسلام.
بل يجادل باحثون آخرون بالقول إن درجة نشاط الدماغ تتقلص أثناء مشاهدة التلفزيون إلى درجة تقل عن درجة نشاطه أثناء النوم.
إلا أن البروفيسورة سونيا ليفينجستون أستاذة علم النفس الاجتماعي في الكلية اللندنية، التي ظلت تبحث تأثيرات التلفزيون والإنترنت على الأطفال،
تقول أن ليس في هذا ما يدعو للقلق.وتؤكد على أنه طالما روعي الاعتدال والانضباط في مشاهدة الأطفال للتلفزيون،
لن يكون هناك أي داع للقلق أو الخوف من تأثيراته عليهم، بل قد تكون النتائج ايجابية وليست سلبية من ناحية التواصل والتفاعل الاجتماعي.
لماذا التلفزيزن ؟
شبه احدهم التلفزيون في احدى الاساطير بمارد له قوة خرافية وطاقات فوق مستوى التصور البشري، نزل الى قرية فعمل فيها هدماً وتحطيما وتخريبا .فاجتمع حكماء القرية ليتشاوروا في امر هذا المارد الجبار، وانتهى بهم الرأي إلى الشيء الوحيد الذي ينقذهم من شروره وهو ان يقوموا بتركيب عقل في راسه .. وانتهزوا بالفعل فرصة نوم المارد، ونجحوا في ان يركبوا عقلا في راسه. فلما اصبح الصباح كان المارد بقدراته الهائلة قد اخذ على عاتقه مساعدة كل اهل القرية في اعمالهم. ان هذه الاسطورة – والتي تلفت انتباهنا الى ضرورة التخطيط بالنسبة للنشاط التلفزيوني – تعبر عن القدرات الهائلة للتلفزيون في التأثير على الفرد والمجتمع. ومما يدعم اهمية التلفزيون كوسيلة اتصال ثقافية واعلامية فضلا عما ذكر في الاسطورة، الاستبيان الذي اجراه احد المهتمين عن دور التلفزيون واثره في حياة الطفل العراقي، والذي جاء فيه ان (36.05%) من الاطفال الذين شـملهم الاستبيان يفضلون مشـاهدة التلفزيون في اوقات الـفراغ .. بينـما يفضل (6.44%) منـهم سمـاع الراديو، ويفـضل (13.30%) منهم الـذهاب الى السـينما. و(5.58%) يفضلون الذهاب الى المسرح و(11.16%) منهم يفضلون الذهاب الى المنتزه و(17.60%) يفضلون ممارسة الرياضة. (1.72%) يفضلون اللعب في الشارع. ويفضل (8.15%) منهم اكثر من وسيلة.. وهكذا نلاحظ ان اعلى نسبة من الاطفال الذين شملهم الاستبيان يفضلون مشاهدة التلفزيون، لكونه وسيلة متاحة وسهلة الاستخدام وتحتوي على الصورة والصوت معا
أرجو أن تعم الفائدة للجميع