تعد فترة ما قبل المدرسة من الفترات الأساسية في حياة الطفل ليس لمجرد كونها بداية سلسلة طويلة من التغيرات، بل لأنها أكثر مراحل نمو الانسان أهمية وتأثيرا فيما يليها من مراحل.
فقد ثبت علميا أن سنوات هذه المرحلة تشكل مرحلة جوهرية وتأسيسية تبنى عليها مراحل النمو التي تليها، وأن للإستشارة الإجتماعية والحسية والحركية والإدراكية والعقلية واللغوية السليمة في هذه المرحلة آثارا إيجابية على تكوين شخصية الطفل واستمرار نموه السوي في حياته المستقبلية سواء في سنوات تعلمه المختلفة أو في مواجهة شؤون الحياة العملية المتعددة فيما بعد.
إن هذه المرحلة هي مرحلة النمو العقلي والنضج الإجتماعي السريع ومرحلة وضع الأساس لتكوين كثير من الميول والإتجاهات التي تلعب دورا كبيرا في بناء الشخصية وتوجيه السلوك.
ومن الضروري أن يعلم الكبار أن المعلومات التي يقدمونها للصغار في هذه المرحلة يجب أن تكون في المستوى الذي يتناسب مع مستوى نضجهم العقلي وأن تقدم اليهم بشكل واضح ومفهوم، وأن ما يحصلون عليه من معارف بانفسهم نتيجة خبراتهم واحتكاكهم مع غيرهم وتفاعلهم مع بيئتهم إنما هو بمثابة الخطوة الاولى لما سيتعلمونه من التراث الانساني المخزون في الكتب، الذي سيطلعون عليه بصورة تدريجية ومنظمة خلال سنواتهم المدرسية اللاحقة.إن معلمة الروضة مدعوة لملاحظة سلوك كل طفل من اطفال صفها في أكثر من موقف وفي مرات عديدة وذلك من خلال قيامه بأنشطته اليومية، وكيفية استقباله للحياة، ومن الضروري عدم تسرعها في إصدار أحكامها عليه لأنه في تغير مستمر، وكلما تعرفت على الاطفال بصورة جيدة كان توجيهها إليهم بشكل أفضل وبشكل يدعو لكسب ثقتهم بها ومحبتها لهم.
إن منهاج الروضة لا يقوم على أس أكاديمية أو خبرات محددة، وإنما يقوم على توفير مختلف الخبرات والتجارب التي تخدم الطفل وتكسبه الخبرة اللازمة وتعمل على تنميته في مختلف مجالات النمو، وهو أمر يختلف من روضة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر فضلا عن وجود فروق فردية بين الاطفال انفسهم .
م/ن