فالشمس في اصفرارها الأخير
خيوطها الحمراء الملتهبة تعانق الأرض بقوه
وظلام الليل قد خيم في أعالي السماء
أمواج البحر تتخبط بسرعة واحتيار
تتقدم وتلامس أقدامي وتعود للخلف
وقشعريرة تسري في جسدي من بروده هذا المساء
والأحمر يغطي زرقة الماء
………….
لحظه …!!!
فمشاعري في صرخة انطفاء
يكسوها الهدوء والمرح
وتناقض بين أفكاري يكاد يصيبني بالجنون
………..
وداعاً في عالم ذكرياتي الحزينة
فقد أتت سفينة النسيان
لتبعدني عن هذا المكان
ألقت بمرساتها قرب الشاطئ
وصوت خشبة الحزن يتردد على أذني
انحدرت دموعي على وجنتي بصمت
رفعت يداي المرتجفتين ومسحتها
ولكنها تستمر بالعصيان وتنحدر واحده تلو الاخره
وأعود وأمسحها من جديد
وأنا أبتسم ….
وأذكر نفسي أن هناك دافع وان كان صغيرا للابتسام
نعم علي أن أسافر رغم حبي لهذه الذكريات الحزينة
علي أن أطوي هذه الصفحة من الماضي
علي أن أبدأ مجددا من نقطه الصفر
وأول خطوه هي الصعود على سفينة النسيان
………..
بابتسامه راضيه صعدت ورفعت المرساة
وبدأت رياح الشوق تعصف بي
وبدأ تلاطم الأمواج يتزايد
تمسكت بأسوار السفينة وأنا أحاول السيطرة على توازني
تجمعت دموع السماء وبكت على حالي
وزادت من فوضه دواخلي
وفي منتصف العاصفة
سقطت …
ولم أشعر بشيء بعدها
………..
استيقظت والشمس تداعب عيني
فتحتها ببطء وأنا أشعر بشيء غريب
أحساسا افتقدته طويلا
سعادة غامره .. رائعة
وقفت وأنا أشعر بنشاط غريب
وكأني ولدت من جديد
قفزت وبدأت بتسلق شباك السفينة
حتى وصلت إلى أعلى جزء فيها
جلست على أحدى أخشابها ألمرتفعه
ونسيم الصباح يتراقص مع أمواج البحر
منظر رائع يغمره الهدوء
إلا من ضحكاتي المتتالية
وخيوط الشمس ترسم بسمه على وجه السماء
وزرقة البحر تلمع بصفاء
وربما حققت أحد أحلامي
أن أشعر بأني طير يصل للفضاء
و تسلم الايادي على الطرح الجميل
تقبلي مروري المتواضع