*عشر كلمات تدمر نفسية اﻷوﻻد
*
*
*
*كثيرا ما يتلفظ اﻵباء واﻷمهات بكلمات ﻻ يحسبون لها حساب ولكنها تدمر
اﻷهداف التربوية التي ينشدونها ، فالكلمة هي أساس التربية ، ونحن نوجّه
أبناءنا بالكﻼم ونحاسبهم بالكﻼم ونشجعهم بالكﻼم ونمدحهم بالكﻼم ونغضب
عليهم بالكﻼم ، فتربية اﻷبناء إما بالكﻼم أو باﻷفعال وفي الحالتين هي كﻼم
، فالكﻼم حوار لفظي واﻷفعال حوار غير لفظي ، فالموضوع إذن كله كﻼم بكﻼم
وهذه هي التربية .*
*ومن خﻼل تجاربي في حل المشاكل التربوية اكتشفت أن أكثر ما يساهم في انحراف
اﻷبناء سوء استخدام اﻷلفاظ والكﻼم ، ومن يومين جلست مع شاب هارب من بيته
ﻷستمع لمشكلته التربوية مع والديه وكان ملخصها في الكﻼم السيء الذي يسمعه
منهما ، وفتاة اشتكت لي الحال من انحرافها وهي غير راضية عن نفسها ولكنها
أرادت أن تنتقم من سوء كﻼم والديها لها ، وقد جمعت بهذا المقال اﻷمراض
التربوية في اللسان بعشرة كلمات تدمر نفسية اﻷبناء وتشجعهم على اﻻنحراف وهي
كالتالي : *
*أوﻻ : الشتم بوصف الطفل بأوصاف الحيوانات مثل (حمار ، كلب ، ثور ، تيس ، يا
حيوان ، …) ، أو تشتم اليوم الذي ولد فيه .*
*ثانيا : اﻹهانة من خﻼل اﻻنتقاص منه بأوصاف سلبية مثل أنت ( شقي ، كذاب ،
قبيح ، سمين ، أعرج ، حرامي ) واﻹهانة مثل الجمرة تحرق القلب .*
*ثالثا : المقارنة وهذه تدمر شخصية الطفل ﻷن كل طفل لديه قدرات ومواهب
مختلفة عن اﻵخر ، والمقارنة تشعره بالنقص وتقتل عنده الثقة بالنفس وتجعله
يكره من يقارن به .*
*رابعا : الحب المشروط كأن تشترط حبك له بفعل معين مثل ( أنا ما أحبك ﻷنك
فعلت كذا ، أحبك لو أكلت كذا أو لو نجحت وذاكرت ) فالحب المشروط يشعر *
*الطفل بأنه غير محبوب ومرغوب فيه ، وإذا كبر يشعر بعدم اﻻنتماء لﻸسرة ﻷنه
كان مكروها فيها عندما كان صغيرا ، ولهذا اﻷطفال يحبون الجد والجدة كثيرا ﻷن
حبهم غير مشروط . *
*خامسا : معلومة خاطئة مثل ( الرجل ﻻ يبكي ، اسكت بعدك صغير ، هذا الولد
جنني ، أنا ما أقدر عليه ، الله يعاقبك ويحرقك بالنار )*
*سادسا : اﻹحباط مثل ( أنت ما تفهم ، اسكت يا شيطان ، ما منك فايدة )*
*سابعا : التهديد الخاطئ ( أكسر راسك ، أشرب دمك ، أذبحك) *
*ثامنا : المنع غير المقنع مثل نكرر من قول ﻻ ﻻ ﻻ ودائما نرفض طلباته من
غير بيان للسبب *
*تاسعا : الدعاء عليه مثل ( الله يأخذك ، عساك تموت ، ملعون )*
*عاشرا : الفضيحة وذلك بكشف أسراره وخصوصياته *
*فهذه عشرة كاملة وقد اطلعت على دراسة تفيد أن الطفل إلى سن المراهقة يكون قد
استمع من والديه ستة عشر ألف كلمة سيئة من الشتائم إﻻ إن الدراسة لم ترصد لنا
إﻻ نوعا واحدا من اﻷمراض اللسانية والتي ذكرناها ، فتخيلوا معي طفﻼ لم يبلغ
من العمر ثماني سنوات وفي قاموسه أكثر من خمسة آﻻف كلمة مدمرة فإن أثرها عليه
سيكون أكبر من أسلحة الدمار الشامل فتدمر حياته ونفسيته .*
* *
*
وقد لخص لنا رسولنا الكريم هذا المقال كله بأربع كلمات وهي في قوله صلى الله
عليه وسلم (ليس المؤمن بالطعان وﻻ اللعان وﻻ الفاحش وﻻ البذيء ) فاﻷصل أن
نتجنب هذه الرباعية السلبية وأن نستبدلها برباعية إيجابية أخرى مع أبنائنا
فنركز على الحب والتشجيع والمدح واﻻحترام .
فالكلمة الطيبة أهم من العطية قال تعالى (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها
أذى) ونحن نعطي أوﻻدها كل شيء طعام وألعاب وترفيه وتعليم ولكننا نحرقهم
وندمرهم بالكﻼم وهذا خﻼف المنهج القرآني ، وقد اكتشف العلماء المعاصرون أن
(الكلمة الطيبة والصدقة) لهما نفس اﻷثر على الدماغ . فلنحرص على انتقاء
الكﻼم في بيوتنا فللكلمة أثر عظيم ، فالقرآن الكريم أصله كلمة ، واﻹنسان
يدخل في اﻹسﻼم ويخرج منه بكلمة ، واﻷعزب ينتقل للحياة الزوجية ويخرج منها
بكلمة ، فﻼ نستهين بالكلمة ولنحرص عليها وعلى الكلمة المؤثرة التي تساهم في
بناء أطفالنا وتنميتهم ، فبالكﻼم نصنع السﻼم والوئام ويكون أبناؤنا تمام
التمام
*
*منقووول لفائده*
يعطيك العافية