تخطى إلى المحتوى

ظواهر لغوية طريفة : الكون العام و الكون الخاص 2024.

بعيدا عن تعريفات النقاد، لكي نسهل على رواد الدفتر اللغوي، نقول :
الكون العام هو ما دل على مجرد الكون ( أي الوجود ) و يمكن تقديرة بكائن و موجود.
ففي قولنا : الكتاب فوق الكتب / أو : التلميذ في القسم..
تم حذف الخبر ، و تقديره : موجود / كائن ..
أي : الكتاب موجود فوق المكتب / الكتاب كائن فوق المكتب.
و التلميذ موجود في القسم / التلميذ كائن في القسم.
====
و قد أجازت كثرة الاستعمال حذف الخبر الدال على كون ( وجود ) عام بشرط أن يبقى متعلقه : الجار و المجرو أو الظرف.
لكن حين يصبح الكون خاصا يمتنع حذف الخبر حتى و إن كان في الجملة متعلق له لأنه لا يمكن الاهتداء إليه… فلو قلنا :
التلميذ نائم في القسم.
فالتلميذ موجود في القسم، لكنه موجود على هيئة خاصة.. إنه موجود في حالة نوم. فالكون هنا ليس عاما يدل على محض الوجود، و لكنه كون خاص و وجود خاص.
و يستطيع القارئ أن يفهم أن معنى الكون العام يستطيع الذهن الاهتداء إليه بخلاف الكون الخاص لذلك أجازوا حذف الخبر الدال على الكون العام، و منعوا حذف الخبر الدال على الكون الخاص.
====
يحذف الخبر في أربع حالات ذكرتها كتب النحو حذفا واجبا، و من بين حالات الحذف الواجب : أن يكون خبرا لـ (( لولا )).
نقول : لولا الربان لغرقت السفينة.
الربان مبتدأ، و الخبر محذوف تقديره : موجود، فهو دال على كون عام.
أي : لولا الربان موجود لغرقت السفينة.
لكن لو أردنا أن نعبر فنقول إن وجود الربان بحد ذاته لم يكن كافيا لمنع السفينة من الغرق، و إنما مهارة الربان أو سرعته أو خبرته، فتكون هذه الأكوان أكوانا خاصة : ماهر، سريع، خبير. و لا يمكن الاهتداء إليها لو أنها حذفت، و من ثم اشترط النحاة لكي يحذف خبر لولا أن يدل على كون عام.
و لذلك يجدر ذكر الخبر لو أردنا أن نعبر عن كون خاص في المثال السابق، فنقول :
لولا الربان ماهر لغرقت السفينة.
أرجو أن أكون قد يسرت و أفدت …

م/ن
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.