الزواج ليس فقط كلمة تربط بين اثنين، هو عقد مقدس، ورباط يجمع بينهما، يتعاهدان فيه بالسكن والمودة والرحمة والألفة، والحياة الزوجية كسائر العلاقات الإنسانية تتعرض لهزات وأزمات ومشكلات، وإذا لم يحاول الزوجان حل ومعالجة أي خلل يعترض هذه العلاقة فستكون النتيجة الطلاق، الذي من أسبابه العناد والتباعد والجفاء والإهمال، وعدم معرفة كل منهما حقوقه واجباته، فالأيام تمضي بين الزوجين بحلوها ومرها، ويعيشان معًا على السراء والضراء تحت جناح الحب الذي يسودهما، ويكون الحب والعطاء والتضحية في أوج ظهورها وقت المصائب والشدائد والابتلاءات، أيًا كان نوعها وحجمها، وهنا تتضح الصور في أحلى معانيها من خلال الوفاء والتحمل والصبر، سواء للزوجة أو الزوج، فعندما يمرض أحد الزوجين بمرض مستعصٍ قد يطول علاجه، أو بمرض يحتاج من الآخر أن يقف قلبًا وقالبًا مع شريكه يسانده ويعزز ثقته بنفسه وبقدراته، وأن يتحمل بالصبر والعطاء النابع من الأعماق، أي العطاء بحب من دون تذمر أو تأف مهما طال العلاج، ومهما انتكست الحالة، ولم يعد في وسعه الاستمرار في خدمته ومساعدته، فالواجب يحتم أن لا يشعر الطرف المريض بأنه عبء عليه، وأن مدة صلاحيته قد انتهت عند حد معين ليكون الطلاق هو الحل، ولو كل طرف وضع مكانه في مكان الطرف الآخر ماذا كان سيفعل، وما هو موقفه وتصرفه حيال شريكه في رحلة عمره، ورفيق دربه الذي أراد الله له هذا الامتحان، حكت لي إحدى الزوجات عن تجربتها المريرة وموقف زوجها بعد عشرة عمر طويلة عندما ابتلاها الله سبحانه وتعالى بمرض ألزمها الفراش، ولم تعد قادرة على القيام بواجباتها بالشكل المطلوب بعد سنوات زوجية طويلة، ساد فيها الحب والاحترام، وكانت سعادتهما مكتملة الجوانب في أسرة تحيا حياة هادئة بين زوجين متحابين، وأبناء متفوقين في جميع المجالات، فقد كانت محبة لزوجها وأبنائها وبيتها، احتوت كل المصاعب التي مرت على زوجها، وقفت معه في أزماته المادية والنفسية والمعنوية والاجتماعية حتى تجاوز العديد من المحن التي واجهته، بعد كل هذا تجاهل مرضها تمامًا، وكان يطالبها بحقوقه المنزلية والزوجية، وصارحها بأنها أصبحت عبئًا عليه، ويريد أن يطلقها؛ فمن حقه أن يتزوج طالما أنها مريضة، وضرب بمشاعرها عرض الحائط، نزفت دموعها على سنوات عمرها التي أمضتها من أجل راحته، وتلبية طلباته، وكانت ضريبة الحب والإخلاص والعطاء هي تركها وحيدة تواجه مصيرها، لا أدري هل لو ابتلى الله أحد الزوجين بالمرض يصبح في هامش الحياة، إنها قمة الأنانية بعينها؛ فتقصيرها معه ليس بسبب السهر والصديقات، ولا الوظيفة، ولا الإهمال، ولا التجاهل، ولا الجفاء، ولا قلة الاحترام وسلاطة اللسان، ولا.. ولا.. وإنما بسبب قوي ليس لها دخل فيه، إنه قضاء وقدر من الخالق، هل يراها من وجهة نظره بأن مدة صلاحيتها كزوجة انتهت؟! فأين إذن ذهبت العشرة والمودة والألفة والتراحم والتعاطف؟ أين ذهب حبها وإخلاصها وتفانيها وعطاؤها وتضحيتها وأمومتها؟
لابد أن يؤمن كل طرف بأن من واجبه أن يشعر الآخر بالاهتمام، والرعاية والإخلاص والتضحية، وإذا لزم الأمر -وفي أسوأ الظروف- لو لم يتمكن هذا الزوج من الاستمرار لأي سبب من الأسباب، لابد أن يحفظ لزوجته مكانتها وضعها، ويحافظ على كرامتها، فهي عشيرته وأم أبنائه، ولا أحد ينكر عليه متطلباته كزوج.. فليذهب وليتزوج، لكن عليه أن يتقي الله ويخافه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، فلا بد أن يكون قد دبر لها أمورها ومستلزماتها واحتياجاتها، وأن يكون دومًا قريبًا منها، إنها مشاعر إنسانية لابد أن تكون عند الزوج السليم نفسيًا، أما أن يهرب ويتنصل من مسؤولياته، فهذا الموقف لا يرضي الله سبحانه وتعالى؛ لأن الموت والمرض من الأمور الكونية التي لا دخل للإنسا فيها.
موضوع رائع
مشكوره حبيبتي
مشكوره يالغلا موضوع رائع
كلامك اصابنى ولاكن جرحنى اكتر لانه على قدماهو صحيح لاكن ما فى فايده الطبع يغلب التطبع عند الازواج