يعاني العديد من الأشخاص من البدانة التي لا تقتصر تأثيراتها على الناحية الجمالية فحسب وإنما الصحية والنفسية ، وخصوصاً لدى الإناث.
وبالرغم من أن المحافظة على تناسق الجسم والتمتع بالصحة والحيوية حلم الجميع إلا أن هذا الحلم يصعب تحقيقه لأسباب عديدة.
ولهذا تتهافت النساء على المراكز المتخصصة من أجل مساعدتهن على التخلص من هذه المشكلة ، ويحقق لبعض منهن هذا الحلم الجميل ، بينما يفشل البعض الآخر.
لماذا تفشل أغلب علاجات البدانة ؟
مسكينة المرأة العربية في يومنا هذا..فهي تشاهد مع أسرتها التلفزيون بمعدل خمس ساعات يومياً.. تطل خلالها المذيعات وعارضات الأزياء وممثلا هوليود بأجسام رشيقة ومقاسات يصعب على الكثيرات محاكاتها. يتلو ذلك إعلانات مكثفة عن الحليب والبيتزا والشوكولا والعصير مما يفتح الشهية ويجعل يدها تمتد بشكل انعكاسي وبلا وعي للتناول الطعام بغض النظر عن شعورها بالجوع أو عدمه. تهرع المرأة بعد ذلك إلى كل ما من يمد يده لمساعدتها في تنزيل وزنها فتشتري الأجهزة الرياضية والأطعمة والمشروبات القليلة السكر وتتبادل مع صديقاتها آخر «ريجيم» سمعت به فتهبط بضعة كيلو جرامات ولكن وزنها سرعان ما يعاود الصعود بعد عدة أشهر إلى أعلى مما كان عليه قبل الرجيم، ولدى مشاهدتها مذيعات التلفزيون يعاودها الشعور بالذنب.
لماذا لا تنجح برامج الحمية؟
تظهر الإحصائيات ان%95 من الذين يتبعون برامج الحمية (تنزيل الوزن) يفشلون في تنزيل وزنهم لدى معاينتهم عد خمسة سنوات من اتباعهم الحميات المختلفة. كما هنالك ريجيم جديد تسوقه صناعة تنزيل الوزن كل ثلاثة أشهر (ريجيم البروتين ، ريجيم العصير، الريجيم الكيميائي ، ريجيم مأكولات جاهزة قليلة الحريرات..)
دور الرياضة
لنفكر بالرياضة على أنها متعة وليست واجب بهذا التفكير نستطيع أن نجعلها عادة يومية تدخل السرور إلى قلوبنا والسر هو أن نختار الرياضة المحببة سواء كانت السباحة، الرقص ، المشي السريع، ركوب الدراجة….
إن عدم توفر الوقت ليس حجة لعدم ممارسة الرياضة فـ 30 دقيقة ستعتني بأجسادنا وستوفر علينا ساعات وأيام نقضيها في علاج أمراض كالقلب والسكر وضغط الدم.
ولنعلم أن الرياضة تساعد في إفراز مادة السيروتونين في الدماغ وهي مادة طبيعية لمقاومة التوتر العصبي والاكتئاب.
قاطعات الشهية:
يقلل دواء «زينكال» من امتصاص الجسم للشحوم بنسبة %30 من الأمعاء وقد ينقص وزن بعض المرضى بحوالي %10 من وزنهم الطبيعي بعد سنة من اتباع العلاج ، ولكنه باهظ الثمن وقد يؤثر على امتصاص الفيتامينات في الجسم.
أما«ريدكتل» فهو علاج حديث يمنح الإنسان الشعور بالامتلاء والشبع كما أنه آمن لحد كبير إذا استخدم لفترة محدودة وكجزء من برنامج حمية تحت إشراف طبي ، ولكن بعد ثلاثة أشهر من استعماله يعتاد الجسم عليه ويصبح غير مجد.
دور أخصائية التغذية:
«العادات وليس الريجيم» هذه القاعدة يجب أن تكون أساساً لأي برنامج حمية لتنزيل الوزن . لذا فإن مهمة أخصائية التغذية تتجلى في توعية المريض وإطلاعه على أساليب الغذاء السليم والصحي من أجل تغيير عاداته الغذائية فهنالك وخاصة في الشرق الأوسط نقص في ثقافة الطعام السليم والصحي.
فمثلاً معظم الناس يعتقد أن عصير الفواكه الطازج جيد لكن الحقيقة أنه ماء وسكر وفيتامين C فما نحتاجه فعلاً هو الفيتامين وليس السكر وهذا ممكن الحصول عليه من الفلفل الأخضر والفاكهة الكاملة والخضروات أو بأخذ قرص فيتامين C ، لذا وبدلاً من شرب كوب من عصير البرتقال ننصح بتناول ثلاث برتقالات وبذلك نحصل على الألياف التي تشعر المرء بالشبع بالإضافة إلى أن عملية امتصاص الجسم للسكر وتحويله إلى أنسولين في حال تناول الفاكهة كاملة تكون أبطأ مما يقلل الإحساس بالجوع والرغبة في تناول الطعام .
لذا فالعادة الأولى: حاول ألا تدخل العصائر للبيت لنأكل فقط الفواكه الكاملة والخضار.
والعادة الثانية : لنشرب الماء وبكثرة فهو الشراب الوحيد الخالي من الكيماويات والسكريات . بما أن الطعام لا يكتسب الطعم اللذيذ إلا بوجود أحد شيئين ، التوابل أو الدسم تعتمد المطاعم على الدسم في حين يعتمد طبخ البيت السليم على التوابل والنكهات الأخرى ، ومن هنا تأتي العادة الثالثة : لنستغل المنكهات كالثوم والبصل والبهارات لتلون طعامنا بنكهة جيدة دون أن تشبعه بالسعرات الحرارية.
وهكذا فإن أخصائية التغذية سوف توضح للمريض عاداته الخاطئة في تناول الطعام وتقدم له البدائل الصحية والمفيدة.
بعد شهرين تعتاد حليمات الذوق على مذاق الطعام الجديد وبعد 3 -6 أشهر سيكره المريض المذاق المحلي للمشروبات وسيعتاد على شرب الماء مرة أخرى «العادات وليس الريجيم».
التخلص السريع من الوزن خطر على الجسم
كثيرة هي الإعلانات التي تروج للأوهام، والتي تحمل بين طياتها الكثير من المخاطر . ومن المعروف بأن التخلص من الوزن الزائد يحتاج لوقت طويل ، ولا يمكن لما تشكل خلال وقت طويل أن يتم التخلص منه بين ليلة وضحاها ، لهذا فقد طفت على سطح الحياة فئات هامشية هلامية باتت تروج للأوهام زاعمة أنها تمتلك المفتاح السحري لحل مشكلة البدانة مهما بلغت.
وتجدر الإشارة إلى أن المستحضر أو الوسيلة التي يروج لها الإعلان قد يخلص المرء من بعض الكيلو غرامات الزائدة من الوزن ، و ذلك قد يضر بالجسم ، إذ من المعروف بأن التخلص من الوزن الزائد يجب أن يتم بشكل تدريجي من جهة ، وأن يخضع لقواعد أساسية ، إذ لا ينصح خبراء الصحة العامة بفقدان أكثر من %10 من وزن الجسم خلال شهر واحد.
وبشكل عام لا ينصح بفقدان أكثر من كيلو غرام واحد خلال أسبوع، إذ أن فقدان الوزن بشكل تدريجي وببطىء أكثر صحة للجسم وأكثر ميلاً للثبات أيضاً. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من الأشخاص الذين يتخلصون من الوزن الزائد خلال فترة قصيرة سرعان ما تعود أوزانهم إلى ما كانت عليه سابقاً.