رسالة .. يال قسوة النساء!
وبعد طول انتظار هذا ماوصلني منها، فتحت رسالتها على الإيميل مثل طفل يفتح هدية ميلاده فيجد فيها ثعبانا يلدغه.. لم أكن أعرف أن لها قلباً يمكنه أن يكون أسود… وهذا ماكتبت وقد اضطررت لقص بعض الفقرات منها لأنها تحوي أموراً أقسى مما أحتمل …
“لن اقول شيئاً عن الحب.. لنترك هذا المسكين في حاله.. سأفاجئك مفاجأة حياتك ياسيدي وتاج راسي كما علمتني أمي وكما تربينا.. سأفاجئك أنني لا أحبك..
ولكنني حاولت.. تزوجتك مثلما تزوجتني لا أعرفك ولا تعرفني، قالوا أهالينا أننا نناسب بعضنا، وحاولنا أن نكذب أنفسنا ونصدق رأيهم وخبرتهم في الحياة. وظلت أمي تقنعني أنك زوجٌ مناسبٌ بلا أي شك ولم أكن أعرف من أين يأتيها كل هذا اليقين؟
ولأنني قررت المحاولة وقررت أنني لا أريد الفشل في زواجي فعلت مابوسعي..أنت تعرف أنني فعلت ولا تنكر ذلك…احتملت بردك وصمت نظراتك وفمك حتى يديك كانتا صامتتين ولا تلمسان جسدي الذي كان يحترق وينطفئ من تلقاء نفسه.. هل تعتقد أنني لم أشعر بك حتى كنت تتخليني غيري..
لست بجمال حبيبتك القديمة التي مازلت تحتفظ بصورها وتعتقد أنني لا أعرف أنك تقلبها حين تقابلني على الكنبة وفي حضنك اللابتوب، بعد أن أكون أعددت لك الحلوى التي تحبها وانتظرت أن تصحو من قيلولتك لأخفف عنك متاعب عملك.. أنا لا أتلصص عليك أنت من نسي اللابتوب مفتوحا أمام انعكاس الزجاج خلفك.
لا بأس أن تتلصص على ماضيك فأنا أيضا لو لدي صور من الماضي لاحتفظت لفنسي بحق تقليبها بين فترة وأخرى.. ولكن هل كنت تعيساً معي إلى هذا الحد؟ هل تفضل صورة اللابتوب على امرأة جالسة إلى جانبك من لحم ودم..
لكني اعتدت عليك، واعتمدت على مرور الوقت والعشرة، قلت ستراني بلا شك وترى كم أحاول، أقول أحاول، أن أكون أقل التفاصيل المزعجة في حياتك.. ليس من أجلك فقط لكنني أيضا حلمت بأن أكون زوجة سعيدة..هل لديك شك أن كل امرأة تحلم بهذا؟
حتى تلك المرأة التي فضلتها علي في عملك وخفق لها قلبك..كانت تحلم بأن تكون زوجة سعيدة حتى ولو على حسابي…
ولم أقف في طريقك…بل تنحيت وتركت لك فرصة تعويض حبك القديم لأتفاجأ أنك قادر على هجر امرأة أحرى وأخرى .. إلى متى ستظل تلهو…ألا يريد قلبك أن يستريح..؟
وأنت تتباكى هنا وأقرأك وأستغرب من العاطفة التي تستطيع أن تظهرها في الكتابة. هل تزوجت شاعراً مغموراً دون أدري…؟ جميلة نصوصك وسأقرأها كأنها قصة عن أحد غيري.. لعلك تستطيع أن تعود إلى طبيعتك وتملأ العالم سخطاَ حول النساء كما كنت تفعل…
آسفة يازوجي العزيز…لقد اخترت لنفسك بداية جديدة..أنا كذلك أستحق بداية .. لن أخاف أن يقال عني مطلقة لن أخاف من الناس.. تزوجتك خوفاَ من أن “أعنس” واستحملتك خوفاَ من الفشل ..وثابرت في تعليم قلبي أن يريدك خوفاَ من ألا تحبني.. حتى قبولي أن تتركني لامرأة أخرى كان خوفا من أن “البهدلة” …كثير كل هذا الخوف كثير علي أن أعيش حياة بأكملها خائفة… “
مما راق لى