تخطى إلى المحتوى

دعوة لتفعيل دور المرأة 2024.


كانت المرأة هي المحور الرئيسي الذي هجم من خلاله أعداء الملة على ثوابتنا الإسلامية ، فما زالوا بها حتى أخرجوها من بيتها لغير الحاجة التي أذن فيها ربها ، وحين خرجت المرأة انهدمت الأسرة أو تصدعت ولم تعد على ذات الحال الأولى ، وكان أخطر ما في الأمر هو أن أصبح ( للمرأة الحديثة ) قضايا تتعارض مع الشريعة الإسلامية ، ومن هنا وصل القوم إلى عقيدتنا عن طريق المرأة ، فراحوا يناقشون الميراث ، ويتساءلون لم التفرقة بين الرجل والمرأة وهما سواء في طلب الرزق ؟! وغير ذلك مما استحدثوه من قضايا .

فكانت القضية على حقيقتها حرب ضد الشريعة الإسلامية وما ( قضايا المرأة ) إلا طريق للنيل من الشريعة الإسلامية وتغيبها عن أرض الواقع .

وكل من يستقرا أحداث التاريخ بعمق ، يعلم أن تغريب المرأة تم على عدة محاور ولم يأتي الأمر على محور واحد ، فقد تعاون السياسيون ( أمثال كرومر وسعد زغلول وغيرهما ) ، والمفكرون ( الكواكبي ، وقاسم أمين وغيرهما ) وبعض ( رجال الدين ) ـــ من أمثال محمد عبده الذي قدم لكتاب قاسم أمين ، وقيل أنه هو كاتب مباحثه الفقهية كما ذكر ذلك الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم في أحد محاضراته ـــ في حملة ( الإصلاح ) كما كانوا يسمونها .
وتم أيضا تفعيل دور المرأة .

وما زالت هذه المحاور تعمل إلى اليوم .

ما زالت عملية ( الإصلاح ) ــ والتي أحد أجزائها ( حرية ) المرأة ــ تتم على هذه المحاور الثلاث :
السياسية … التي تعنى باتخاذ القرارات المناسبة لإيجاد مساحة للمرأة على أرض الواقع تزاحم فيها الرجل ، مثل التوظيف ، والاختلاط ، وحرية التنقل ، وإفادها في المؤتمرات العامة … الخ .
والاجتماعية التي تهدف إلى صبغ المجتمع المسلم بصبغة الغرب … في ملبسه ، وفي عاداته وسلوكه ويدخل في ذلك ما يسمى ( بقضية المرأة ) .
ودينية تُعنى بإعادة قراءة الشريعة الإسلامية من جديد ، لتكون ( ليبرالية ) تتماشى مع القضايا العصرية . !!
وما زال دور المرأة يُفَعَّلْ . فتراها تتظاهر من أجل حرية ( التنقل ) دون مرافق ، وتراها تكتب قصصا عن واقع بنات بلادها والله أعلم بصدق قولها ، وتراها تُدفع دفعا من حين لآخر لتتحدث على صفحات الجرائد والمنتديات … الخ عن ( حريتها ) و ( رغبتها ) في اللحاق بأختها الغربية .

واليوم نحن بحاجة لتفعيل دور المرأة المسلمة ، فالقوم يتكلمون بأن ما ينادون به هو رغبة ( بنات البلاد ) ، وما هي إلا رغبة عدد قليل جدا من الفتيات ، والواقع يقول أن هناك كثيرات مستمسكات بعفتهن ، وحيائهن ، وقد تركوا ركب الشيطان وانضموا لحزب الرحمن . وأن ركب الهداية بدأ يسير من عقود في البلاد التي بدأ فيها التغريب ، وضمن الشرائح المستهدفة بالتغريب .

إن هناك ظاهرة ألحظها ، وهي التي دفعتني للكتابة في هذا الموضوع وهي أن للمرأة المسلمة تواجد جيد في ميادين دعوية وخاصة على الشبكة العنكبوتية … في غرف البالتوك ، والمنتديات . ولكن دون استثمار .
العمل ارتجالي . غير منظم . أو قل : غير مُرشد .

أيها الكرام !

مما لا شك فيه أن الذكر ليس كالأنثى ، في الخِلقة والتكوين ، فالرجل يصلح للقيام بأشياء لا تحسنها المرأة ، والمرأة تصلح لأشياء لا يحسنها الرجل ، ( والنساء شقائق الرجال ) ، فلا بد من مراعاة الفروق الفردية ، وعمل برامج خاصة بالعمل الدعوي بين النساء يقوم به النساء .
ليس مُشاكلة للقوم فحسب ، وإنما استغلالا لهذه الطاقة المهدرة في غرف البالتوك ، والمنتديات ، وبرامج المحادثة .
ومما لا شك فيه أن الاختلاط تتولد عنه مفاسد ، ويتسبب في منع كثيرين ذويهم من التواجد على الشبكة أو غيرها .
فلم لا تنشط الهمم ( النسوية ) لتكوين تكتلات دعوية تبدأ من الشبكة العنكبوتية وتمتد على أرض الواقع ما أمكن .
إن هذا الطلب أصبح ملحا اليوم … لمنع الاختلاط على الشبكة … ولترشيد الطاقة المهدرة التي ترتجل في عملها وتقف حائرة في دربها … ومشاكلة للقوم .

نعم نحن بحاجة ملحة اليوم أن تكون عندنا داعيات متخصصات في ما يصلح للنساء ـ وليس لكل شيء ـــ تتكلم بلسان المرأة ، وتخاطب الغافلات اللاهيات السائرات على درب الكافرات . وترد على المتطاولات على مجتمعاتهن وشريعة ربهن .
فمن لهذا ؟

أنا لا أتكلم عن محاضرة تلقى هنا أو هناك ، ولا أتكلم عن تجمع للنساء بعيدا عن الرجال فقط ، وإنما أتكلم عن مشاريع فكرية نسوية … وإن وضعت بأيدي رجال . ونفذها بعض الأخوات .
فمن لهذا ؟

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.