تخطى إلى المحتوى

حسن الظن بالله والشوق اليه . 2024.

منقول للفائدة، جزى الله كاتبه كل خير وأثابه الله الجنة
يحبهم ويحبونه

قال ابن القيم رحمه الله " ليس المستغرب أننا نحب الله تبارك وتعالى ، ليس بمستغرب أن الفقير يحب الغني وأن الذليل يحب العزيز ، فالنفس مجبولة على حب من أنعم عليها وتفضل عليها بالنعم ، لكن العجيب من ملك يحب رعيته ويحب عباده ويتفضل عليهم بسائر النعم

اشترى أبو عبد الله النباجي جارية سوداء للخدمة فقال لها : قد اشتريتك ، فضحكت فحسبها مجنونة
فقال : أمجنونة أنتِ؟؟
فقالت : سبحان من يعلم خفيات القلوب ،، ما بمجنونة أنا .
ثم قالت : هل تقرأ شيئاً من القرآن ؟؟
قال : نعم ..
فقالت : اقرأ علي
فقرأ عليها : بسم الله الرحمن الرحيم
فشهقت شهقة وقالت : يا الله هذه لذة الخبر فكيف لذة النظر ؟
فلما جن اليل وطأ فراشاً للنوم فقالت له : أما تستحي من مولاك أنه لا ينام وأنت تنام ؟!
ثم أنشدت :
عجباً للمحب كيف ينام جوف اليل وقلبه مستهام إن قلبي وقلب من كان مثلي طائران إلى مليك الأنام فأرضي مولاك إن أردت نجاة وتجافى عن إتباع الحرام
قال النباجي فقامت ليلتها تصلي فقمت من نومي أبحث عنها فإذا هي تناجي ربها ساجدة وتقول " بحبك إياي لا تعذبني " فلما انتهت قلت لها : كيف عرفت أنه يحبك ؟؟!
قالت : أما أقامني بين يديه وأنامك ،، ولولا سابق محبته لي لم أحبه أما قال " يحبهم ويحبونه

روي أن ملك الموت جاء إلى إبراهيم عليه السلام ليقبض روحه فقال له إبراهيم عليه السلام : هل رأيت خليلاً يميت خليله ؟؟! فأوحى الله إليه يا إبراهيم : هل رأيت حبيباً يكره لقاء حبيبه ؟! فقال إبراهيم عليه السلام : ياملك الموت اقبضني الآن ..

ولما خُير نبينا صلى الله عليه وسلم بين الحياة الدنيا ولقاء الله عز وجل قال : بل الرفيق الأعلى .

يقول ابن الربيع ابن خثيم لما احتضر أبي بكت أختي فقال لها : يا بنية لا تبكي ولكن قولي يا بشرى فاليوم ألقى ربي ..

وكانت امرأة متعبدة تقول : والله لقد سئمت الحياة ولو وجدت الموت يباع لاشتريته شوقاً إلى الله تعالى وحباً للقائه فقيل لها : أفعلى ثقة أنت من عملك ؟؟ فقالت : لا ولكن لحبي إياه وحسن ظني به اشتقت إلى لقياه أفتراه يعذبني وأنا أحبه …. قلت أنا …. لا والله … فإنه يحبهم ويحبونه .وما أحسن حسن الظن بالله والرجاء بالله فمن أحب شيئاً أحسن ظنه به ورجاه ..

مرض أعرابي فقيل له : إنك تموت .. قال : وأين يذهب بي ؟؟
قالوا : إلى الله عز وجل ..
قال : فما أجمل الموت وما أجمل لقاء الله ..

إنه حسن الظن بالله ومن أحب شيئاً أحسن الظن به ….

قال أحمد ابن الحواري سمعت أبا سليمان الداراني وقفت عليه وهو لا يراني فسمعته يقول مناجياً ربه
" لأن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك ،، ولأن طالبتني بتوبتي لأطالبنك بسخائك ،، ولأن أدخلتني النار لأخبرن أهل النار أني أحبك "

واسمع كلام العارفين بالله الراجين رحمته قال أيوب السختياني " إن رحمة قسمها في دار الدنيا وأصابني منها الإسلام إني لأرجوا من .. رحمة ما هو أكثر من ذلك

وقال بعض العباد لما علمت أن ربي عز وجل هو الذي سيحاسبني زال عني حزني لأنه الكريم الذي إذا حاسب عبده تفضل يا الله … يا الله لو يعلم المدبرون عنه كيف انتظاره لهم ورحمته إياهم وشوقه إلى ترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم شوقاً إليه .. هذه إرادته في المدبرين عنه فكيف بالمقبلين عليه ؟؟…
وإني لأرجوا الله حتى كأني .. أرى بجميل الظن ما الله صانع …

قال ابن المبارك جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه وعيناه تهملان
فقلت له : من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟؟
قال : الذي يظن أن الله لا يغفر لهم ..
أليس هو الذي قال " ورحمتي وسعت كل شيء "
يا الله من الذي يحصي نعمك ويقوم بأداء شكرك ؟؟ إلا بتوفيقك وإنعامك وفضلك …

وإني لأدعوا الله أطلب عفوه … واعلم أن الله يعفو ويغفر
لأن أعظم الناس الذنوب فإنها … وإن عظمت في رحمة الله تصغر

بارك الله فيك
اختي ام ورد ……………..جزاك الله خير الجزاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.