تخطى إلى المحتوى

حسبي الله ونعم الوكيل 2024.

ليس دعاء على الظالم حسبي الله ونعم الوكيل

شاع عند كثير من الناس أن قولنا "حسبي الله ونعم الوكيل" دعاء على الظالمين ولذلك يعقبون بعدها بقولهم "في فلان" أو "فيك"·

ومما يثير الضحك ان يرد من توجه هذه الجملة إليه بقوله انت تحسن علي! ماذا فعلت لك، أو حسبي من هنا للسنة الجاية،

وقولنا: "حسبي الله ونعم الوكيل" معناها مختلف تمام الاختلاف عن الدعاء على احد فمعناها ان الله عز وجل كافيني، فلست في حاجة إلى أحد، قال الله عز وجل في آخر آية من سورة التوبة [129]: فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم·

امر الله تعالى

أمر الله تعالى سيدنا محمداً(صلى الله عليه وسلم ) ان يدعو الناس إلى عبادته وحده، وهو صلى الله عليه وسلم رسوله إليهم عزيز عليه ما عنتم وما يشق عليهم حريص عليهم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فمن اسلم لنفسه ومن كفر فعليها، فان تولى الناس عن دعوته وانصرفوا عنها فان حسبه الله،

وفي سورة الأنفال [64] يقول الله عز وجل للنبي(صلى الله عليه وسلم) يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين· وقد عطف من اتبعه من المؤمنين تكريماً لهم وتشريفاً، وإلا ففي الحق تعالى كل الكفاية جاء في سورة الزمر [36] اليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دون ومن يضلل الله فما له من هاد·

الفرد المسلم ليس في غنى عن الناس

إذا كنت تعتقد ان الله عز وجل حسبك فلست في حاجة إلى شيء من أحد، وليس معنى ذلك انك في غنى عن الناس، فالناس خلق الله تعالى، وقد الف بين قلوبهم والتفوا حول رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ودافعوا عنه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهو عز وجل حسبه وفي سورة التوبة [120]

يقول الله عز وجل ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطناً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح ان الله لا يضيع اجر المحسنين فكان جميع ما ذكره ربنا عز وجل من دفاع المؤمنين عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) انما هو لصالحهم وعمل صالح في موازينهم يوم الدين والله عز وجل مع ذلك حسب رسول الله(صلى الله عليه وسلم) بلا جدال

وفي سورة آل عمران حيث كانت الحرب النفسية وقال بعض الناس للمؤمنين ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم أي ان اعداءكم حشدوا لكم الجنود وجمعوا لقتالكم ما لا قبل لكم به، فقال المؤمنون "حسبنا الله ونعم الوكيل" وذلك قول ربنا عز وجل الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وانطلقوا فإذا بهم لا يلقون كيداً، ولا يجدون عدواً، وانما وجدوا السوق فباعوا واشتروا، وأكلوا وغنموا وعادوا سالمين غانمين وذلك قول الله تعالى: فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم·

المجاهدون لا القاعدون

ومن هنا يتعلم المسلمون الدرس وهو ان الذين يقولون حسبنا الله ونعم الوكيل انما هم المجاهدون لا القاعدون، الأقوياء لا الضعفاء المتقدمون لا المتخلفون، وتلك عاقبتهم انهم يعودون بنصر الله وفضله وخيره ورزقه، ما مسهم سوء، وقد كانوا على استعداد لخوض المعارك ولقاء ما لا طاقة لهم به عدداً وعدة، وهم واثقون بنصر الله تعالى: وما النصر إلا من عند الله اما ان يفهم الناس حسبي الله ونعم الوكيل على انها دعاء، أو ان تكون من عبارات النساء الضعيفات المظلومات والمطلقات غير الممتعات بحقوقهن ونفقتهن فهذا أمر عجيب ليس من الدين·

جزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.