كان عندي موعدٌ عند طبيب الأسنان فذهبت وجلست أنتظر وقت دخولي وفي ذلك الوقت رأيت سيدة جالسة تنظم الدخول للطبيب لم احبها ولكني لم أعرف لماذا , مر الوقت وأنا أراقب هذه السيدة أحسست أن تعاملها مع الناس فيه شيءٌ من التكبر وأحياناً تحاول أن تظهر أنها محبوبةٌ ولطيفة …دخلت إلى الطبيب وأعطاني موعداً أخر بعد عدة أيام
وعندما جئت للمرة الثانية رأيت هذه السيدة جالسة وإزدادت نظرتي إلها سوءاً لم أعرف لماذا شعرت أنها إحدى النساء اللواتي يملأن يومهن بالقتال مع أزواجهن ولا تهتم إلا بالقيل والقال وشعرت كذلك أنها أفضل من النساء الواتي كن جالسات لذلك تنظر إليهم نظرةً مملوءةً بالقرف والاشمئزاز … تكرر لقائي بها عدة مرات وفي كل مرة كنت أقول ما أبغض هذه السيدة ,
وفي أخر مرةٍ نظرت لأمي وقلت لها هذه السيدة مكروهة جداً وأشعر أن قلبها مليءٌ بالحقد والشر فردت علي أمي بردٍ فجأني كثيراً إذ قالت لي أنها إحدى معارفها وهي غير متزوجة وقد أعتقل أخاها وترك أطفالاً وهي تعمل من أجلهم لأنهم لايملكون أي مصدر للرزق إلا عمتهم هذه التي كانت تعمل ليل نهار وتتحدى كل الصعوبات من أجلهم فأمهم لم تكن تستطيع العمل لأنها مشغولةٌ برعاية طفلها الرضيع !
أصبت بالدهشة عندما قالت لي أمي هذا الكلام وأحتقرتُ نفسي كثيراً … أه كم كنت قاسية عندما حكمتُ عليها بهذه السرعة , لماذا نحكم على الأشخاص بهذه السرعة ألم نقرأ ونستمع لقصة جميلة والوحش مراتٍ عديدة ألم نكتشف أن الوحش كان أمير وسيم فمتى سنتأنى بالحكم على الناس ومتى سنحسن الضن بهم
أسأل الله أن يعيننا فليس لنا معينٌ إلاه