ووجدت الدراسة أن النساء يأكلن أكثر من ضعف ما يأكلن عندما تكون الحلوى في وعاء شفاف على الطاولة عما تكون في وعاء معتم، وأقل من ذلك عندما تكون على بعد 6 أقدام (5.5 أمتار تقريباً).
ويقول برايَن وانسينك Brian Wansink أستاذ التسويق والاقتصاديات التطبيقية: "إن من المثير أننا وجدنا أن المشاركات يقللن بإصرار من تقدير تعاطيهن من الحلوى التي على طاولتهن ، بل ويزدن من تقدير ما تناولنه عندما تكون الحلوى بعيدة عن متناولهن".
وهذه الدراسة – وهي واحدة من تجارب قليلة تتناول الكم لعامل الإغراء – قُدمت في اجتماع "مجتمع البدانة" لرابطة شمال أمريكا لدراسة البدانة NAASO في كندا.
فقد أعطى وانسينك ومساعده جيمس بينتَر James Painter الأستاذ المساعد ، ويِوُن كيونج Yeon-Kyung عالم التغذية الزائر من جامعة إيلينوي Illinois – قدموا لأربعن من العاملات بالجامعة وعضوات الكلية 30 من قطع حلوى الشيكولاتة إما في وعاء شفاف أو في وعاء معتم على طاولاتهن أو على بعد 6 أقدام منهن ؛ وكان الباحثون يعدون كل ليلة كم قطعة أُكلت من الحلوى ثم يعيدون ملء الأوعية.
قال وانسينك: "لم يكن أمراً مفاجئاً أن أكلت المشاركات من الحلوى أقل عندما كانت في وعاء معتم عن كونها في وعاء شفاف على طاولاتهن ، وأكثر قِلاً عندما كانت الأوعية المعتمة تبعد 6 أقدام من طاولاتهن ؛ فكلما قلت رؤيا ومتناول الحلوى ، قل تفكير الشخص فيها وقل إغراؤها له".
أكلت كل مشاركة بالتحديد ما متوسطه 7.7 قطعة كل يوم عندما كانت الحلوى في أوعية شفافة وعلى طاولاتهن ؛ و4.6 قطعة عندما كانت الحلوى في أوعية معتمة على الطاولة ؛ و5.6 عندما كانت في أوعية شفافة تبعد 6 أقدام ؛ و3.1 قطعة عندما كانت في أوعية معتمة تبعد 6 أقدام عن المشاركة.
غير أن ما كان مفاجئاً هو أن النساء كن يعتقدن بإصرار أنهن أكلن أكثر عندما كان عليهن أن ينهضن للحصول على الحلوى ، مما يوحي – كما يقول وانسينك – بأن من المحتمل أن يأكل المرء عدداً أقل من قطع المخبوزات عندما تكون في الخِزانة عما لو كانت على نَضَد غرفة الطعام وذلك لسببين: أن المخبوزات تتطلب مجهوداً أكبر للحصول عليها ، وأن المرء يميل للاعتقاد بأنه أكل أكثر مما هو فعل.
ويختتم حديثه بالقول: "إنك تأكل من الحلوى أكثر إذا كانت مرئية وعلى مقربة ، ولكن التبطين برقائق الألومنيوم بالنسبة للفاكهة والخضر قد يؤدي نفس الغرض ، بمعنى إن ما يجعل طبق الحلوى القريب خطيراً تغذوياً قد يعيد تماماً استعمال إناء الفاكهة المعتم إلى الرواج".
وانسينك – وهو مؤلف كتاب جديد باسم: تسويق الغذاء: فول الصويا ، الأطعمةالوظيفية ، التقانة الأحيائية والبدانة – هو أيضاً مدير معمل كورنِل للأطعمة والذي يتكون من مجموعة من الباحثين الذين أداروا أكثر من مئتي دراسة عن العوامل النفسية وراء ما ياكله الناس وكم يغلب عليهم أن يأكلوه.
——-
تعليق المترجم
نتائج هذه الدراسة لا تكاد تكون جديدة على الفكر البشري ، إذ أن عامل الإغراء ظاهرة معروفة في البشر في كل ما يتعلق بالحيازة ، وهي ما يرغب الإنسان في الحصول عليه حسي كان أم مادي ، ومن ثم فبقدر ما هو ينطبق على المباحات ينطبق على المحرمات ؛ وقد عبرت الأمثال عن هذه الحقيقة بمِثْل: "المال السائب يعلم السرقة" ؛ فإذا أبدت المرأة – على سبيل المثال – مفاتنها تعلي بذلك من نسبة من قد يقدمون على إيذائها (بأي درجة) لأن مرغوباً بدى له وكان يمكن أن يستتر ، ويزيد من احتمال التعرض لمثل ذلك الأذى إذا توفر مع البِدُو سهولة المنال كأن تتواجد المرأة في مكان ييسر تمام مثل ذلك الإيذاء.
ولكن الغريب أن كثيرين من ضيقي الأفق في المجتمع – خاصة غير المسلم – لا يستطيعون فهم ذلك ، ويتصورن في مثل تلك الظروف أن المؤذي هو الآثم الوحيد.. رغم أنهم هم أنفسهم يخفون المال عن الأعين ويحفظونه في أماكن صعبة المنال ، ولا يركنون فقط لمسؤولية السارق وجرمه إن هو أقدم على سرقته في حالة بيانه ويسره!