لقد ثبت أن الناس الذين يعانون من اضطرابات حادة في التنفس أثناء النوم، بما في ذلك توقف التنفس تماما أثناء النوم يؤدي إلى زيادة خطر تعرضهم للوفاة المبكرة، ووفقا لرأي فريق من الباحثين، فإن توقف التنفس الحاد أثناء النوم يرفع نسبة الوفاة إلى 46%.
قام الباحث هاريش بونجابي مع زملائه من جامعة (جونز هوبكينز) في (بالتيمور) بدراسة بخصوص حالات الوفاة المبكرة تلك، وقد وجدوا أن الناس الذين يعانون من اضطرابات في التنفس، وتوقف في التنفس أثناء النوم، أكثر عرضة للموت المفاجئ بالنسبة لغيرهم، ممن لا يعانون أي اضطرابات في التنفس.
وقال الباحثون: "إن خطر هذا المرض يظهر بوضوح، في الأشخاص الذين يتراوح عمرهم ما بين 40 و70 عاما"، وغالبا ًما يكون توقف التنفس أثناء النوم، توقف مؤقت لمدة دقيقة، وقد يصل عدد مرات توقف التنفس إلى مئات المرات خلال النوم.
ينقسم توقف التنفس إلى ثلاثة أنواع (توقف تنفسي نومي – توقف تنفسي مركزي – توقف تنفسي مشترك)
والنوع الأكثر شيوعا، توقف التنفس النومي، وهو عبارة عن توقف في التنفس بسبب حدوث انسداد في في مجرى الهواء بالجسم، كوقوع بعض الأنسجة في مؤخرة الحلق، مما يسبب انسدادا في التنفس أثناء النوم، أما في توقف التنفس المركزي، فإن المخ يعجز تماما عن تنبيه الشخص بخصوص توقف التنفس، أوالتنبيه بفشل عضلات التنفس, أما في توقف التنفس المشترك، فهوعبارة عن مزيج بين هاتين المشكلتين، مع العلم أن المخ سيعمل على تنبيه الشخص إن كانت لديه حوادث توقف تنفس سابقة أثناء النوم.
إن العلاج الأكثر شيوعا لتوقف التنفس أثناء النوم، هو ضغط الهواء المستمر خلال ممر الهواء CPAP وهو عبارة عن قناع يوضع على الوجه، ومن خلاله يتنفس الشخص عن طريق أنبوب هوائي، يعمل على ضغط الهواء حتى لا يحدث توقف في التنفس، مما يحمي من إصابتهم بتوقف التنفس.
وتوقف التنفس عموما ظاهرة شائعة جدا، تؤثر على عدد كبير من الناس في جميع أنحاء العالم, ومن أسبابها زيادة الوزن بطريقة كبيرة، وتجاوز سن الأربعين، وغالبا ًما يصيب الذكور.
يؤدي توقف التنفس عامة إلى مشاكل في الذاكرة، والعجز الجنسي، والصداع، وقد يتسبب في مشاكل أخرى كارتفاع في ضغط الدم، أوغيرها من أمراض القلب والشرايين.
وعن الدراسة التي قام بها (بونجابي)، والتي شملت 6441 من الرجال، والنساء تتراوح أعمارهم ما بين ال40 و ال60 عام، ولمدة 8 سنوات من المتابعة، تراوحت نسبة توقف تنفس المشاركين في الدراسة إلى توقف تنفس معدوم، وتوقف تنفس معتدل، وتوقف تنفس حاد، أومتكرر، وأظهرت نتائج الدراسة أن مايقرب من نصف نسبة الرجال المشاركين في الدراسة حوالي (42.9%) لم تصادفهم مشاكل أثناء النوم، بينما يعاني 33.2 % من اضطراب خفيف في التنفس أثناء النوم، وكانت نسبة من واجه صعوبات في التنفس 15.7% لتوقف التنفس المعتدل، ونسبة توقف التنفس الحاد أثناء النوم 8.2%، أما بالنسبة للنساء فكانت النسبة 25% لتوقف التنفس المعتدل، ونسبة 3% من النساء عانين من توقف التنفس الحاد.
و قد كشفت النتائج أن مدة توقف التنفس قد تصل إلى 11 دقيقة، تشمل الحرمان من الأوكسجين، وقد أدى توقف التنفس إلى تضاعف نسبة الوفيات بالنسبة للرجال، وتسببت نوبات توقف التنفس إلى قلة نسبة الأوكسجين في الدم، والتي قد تصل إلى نسبة 90% وقد استخدم الباحثون أداة مخصصة لقياس مستويات الأوكسجين في الدم، والتي كشفت أن أقل نسبة للأوكسجين في الدم، ناتجة عن حدوث اضطرابات في التنفس هي 30%.
أثناء هذه الدراسة كان 587 رجل، و460 امرأة قد لقوا مصرعهم نتيجة توقف التنفس المضطرب، مع وجود معدل وفيات أعلى في الذكور بنسبة 24 رجل لكل 1000 وفي المقابل 16 امرأة لكل 1000، و لقد وُجد أن الناس أصحاب حالات النوم المعتدلة، ليس لديهم أي فرصة للوفاة المبكرة.
وقد قال الباحثون: إن أفضل علاج لهذه الظاهرة الخطرة، هو فقدان الوزن، وأضافوا أيضا علاج CPAP المعتمد على زيادة ضغط الهواء في الحلق مما يؤدي إلى عدم حدوث أي اضطراب في التنفس، ويمكن اللجوء إلى وسيلة علاج أخرى، ألا وهي التدخل الجراحي، والذي قد يشمل إزالة اللوزتين.
ويأمل الباحثون في إجراء التجارب السريرية في المستقبل، لمعرفة ما إذا كان علاج توقف التنفس أثناء النوم سيؤدي إلى تقليل نسبة الوفاة المبكرة أم لا.
دمتم فى حفظ الله