تخطى إلى المحتوى

تفسير لسورة لقمان 2024.

تفسير سورة لقمـــــــــــــان

بسم الله الرحمن الرحيم

الآيات 1 ـ 5
( الم *تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ *هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ *الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

ألم :

الحروف فى بداية السور قال فيها العلماء عدة أقوال :

1 ـ أن هذا القرآن بنفس حروف الهجاء بلغة العرب ، حتى ينتبهوا لما ينزل من السماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يحدثهم فى امور دنياهم وأخراهم

2 ـ أن هذا القرآن ينزل بنفس حروف الهجاء للغتهم ولم يفهموا معناها بالرغم من براعتهم فى استخدام اللغة

3 ـ ويتحدى البلغاء منهم أن يأتوا بسورة مثلها ، أو آية

فهو أداة إعجاز كما كانت العصاة أداة إعجاز موسى

4 ـ عندما يحدث البلغاء بحروف لم يفهموها فهذا يجذب الأنتباه

فكأنه يقول ( انتبهوا فالأمر جد خطير )

ـــ إن آيات القرآن هدى وشفاء للمحسنين
ـــ الذين يحسنون آداء الصلاة فى مواقيتها وحدودها ويؤدون زكاة أموالهم ويصلون أرحامهم ويوقنون بالآخرة وما فيها من جزاء وعقاب ويريدون مرضاة الله
ـــ وهؤلاء هم المفلحون الفائزون ، الذين هداهم الله على طريقه المستقيم

الآيات 6 ، 7
( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ *وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )

وبعد أن وصف الله المؤمنين يصف لنا نوع آخر من الناس :

نوع من الناس يعرض عن ذكر الله فيقبل على سماع الأغانى والمزامير والألحان التى تلهى عن ذكر الله ويصنع ما يسخر به ويهزأ بسبيل الله ويضحك بغير هدى وهؤلاء لهم العذاب كما أستهانوا بآيات الله يكون عذابهم مهين يوم القيامة
وفى المقابل لهذا اللهو والإستهزاء إذا قرئ عليهم القرآن أعرضوا عنه ولا يطيع ما أمر الله به فى القرآن وتأنف نفسه لسماعه وهؤلاء حذرهم بأن لهم العذاب المؤلم يوم القيامة

وهنا اسمحوا لى أن أشير لما يفعله الناس هذه الأيام من غناء ورقص وأفلام محرم رؤيتها ونكت وغيره من اللهو وترك القرآن ويقال نرفه عن أنفسنا
وهذا هو رد الخالق سبحانه وتعالى .
الآيات 8 ، 9

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ *خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )أما الذين آمنوا وعملوا صالحا وأطاعوا الله ورسوله فليس لهم جزاء إلا الجنة خالدين فى النعيم بكل أنواع الملذات والخيرلت وما تشتهى أنفسهم
وهذا وعد لهم من الله القوى القاهر لكل شئ الحكيم فى أقواله وأفعاله .

الآيات 10 ، 11

( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)

إن من عظمة قدرة الله أن خلق السموات بدون أعمدة تستند عليها وخلق فى الأرض جبال لتجعلها راسية ثابته فلا تضطرب بالناس وخلق فيها من كل أنواع الحيوانات وسخرها لخدمة الإنسان ، كما أنزل المطر من السماء وفقا لحاجات الناس من الزراعة والشرب وغير ذلك وانبت من الزروع المختلفة الجميلة فى الشكل والطعم
فهذا ما خلقه الله فأرونى ماذا خلق ما تعبدون من غير الله
ولا شئ بالطبع إنما المكذبون المشركون فى ضلال واضح .

الآية 12

(وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ )
كان لقمان عبدا أسود ضخم الشفتين مشقق القدمين
وأنعم الله عليه بالفهم والعلم والتعبير ، وأمره بأن يشكر الله على نعمه عليه التى خصه بها دون غيره
وقال له من يشكر الله يرجع نفعه على نفسه ، أما من كفر بنعمة الله فإن الله غنى عن العباد لا ينفعه من شكر ولا يضره من كفر

الآيات 13 ـ 15
( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ *وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ *وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )

يوصى لقمان ابنه الذى هو أحب الناس إليه فيقول له :

لا تشرك بعبادة الله شيئا آخر لأن الشرك أعظم الظلم
ثم يقول الله تعالى مقرنا بوصية لقمان :
ضرورة البر بالوالدين لأن أمه حملت وعانت متاعب الحمل فيه وتحملت ضعف على ضعف وجهد التربية صغيرا لمدة عامين فى الرضاعة
فيجب على الإنسان شكر الله وشكر والديه
إلىّ المصير : والله يجازى على ذلك أحسن الجزاء

ولكن تكون الطاعة للوالدين فى حدود ما أمر الله به من إفراده بالعبادة والطاعة فإن تعارضت طاعتهما مع طاعة الله وأمرا بما يغضب الله فلا طاعة لهما
وعلى الإنسان مصاحبتهما بالحسنى وإنما لا يتبع إلا المؤمنين
والجميع مرجعه إلى الله الذى يخبر كل واحد بما عمل فى الدنيا .

الآيات 16 ـ 19

(يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ * وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ )

يقول لقمان لإبنه :
الخطيئة مهما صغرت ولو كانت مثقال حبة من خردل مختفية فى الأرض أو فى السماء أو فى صخرة صماء فإن الله يعلمها ويأت بها يوم القيامة ويجازى عليها
فالله لطيف العلم لا تخفى عليه خافية
خبير بكل شئ حتى دبيب النمل فإنه يعلمه
ثم يستترد لقمان فى نصائحه فيقول :
أقم الصلوات فى مواقيتها وحافظ عليها
وأمر بالمعروف وانه عن المنكرات حسب طاقتك
واصبر على ما يصيبك من أذى بسبب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
فإن الصبر على الأذى من عزم الأمور
ولا تصعر خدك للناس : ولا تشيح بوجهك عن الناس إذا حدثتهم احتقارا لهم .
ولا تمش فى الأرض مرحا : ولا تتملكك الخيلاء والتكبر فالله لا يحب المتكبرين

واقصد فى مشيك : وامش ليس بطيئا ولا سريعا إنما توسط بين ذلك وذاك
واغضض من صوتك : ولا ترفع صوتك عند الكلام ولا تبالغ فيه
إن أقبح الأصوات هو صوت الحمير ( وقد شبه الصوت المرتفع المنفر بصوت الحمار )

قال صلى الله عليه وسلم " إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا " .

الآيات 20 ـ 21

( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ)

ينبه الله الخلق لما أسبغ عليهم من نعم فيقول :
انظروا فإن الله خلق السموات والأرض وما فيهن من نعم ظاهرة وباطنة وسخرهم جميعا لكم
ولكن كثير من الناس يجادلون فى صفات الله بدون علم عندهم ولا خبر ولا كتاب موضح مبين لما يقولون .

وإذا قيل لهؤلاء المجادلين فى التوحيد بربوبية وألوهية وصفات الله اتبعوا ما أنزل الله رفضوا وقالوا نحن نتبع ما وجدنا آباءنا عليه
وأصروا وأطاعوا الشيطان الذى يغويهم ويسحب بهم إلى عذاب النار .

الآيات 22 ـ 26

( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ *وَمَن كَفَرَ فَلا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ *نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ *وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ *للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)

من أسلم لله وأحسن العمل باتباع أوامر الله والبعد عن نواهييه فقد أخذ من الله موثقا بأن لا يعذبه
وقدر الله نافذ
ولا تحزن يا محمد بسبب كفرهم فسيرجعون إلى الله ويملى عليهم أفعالهم ويعذبهم بها
فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ولا تخفى عليه خافية
دعهم يتمتعون فى الدنيا فإن متاعها قليل وفى الآخرة لهم العذاب الشديد

ولو سألت هؤلاء المكذبين من الذى خلق السموات والأرض فإنهم يعترفون بأن خالقهم هو الله
فقل لهم الحمد لله لقد قامت عليكم الحجة باعترافكم ، ولكن أكثرهم لا يفهمون ذلك
والله هو الذى خلق كل شئ فى الأرض والسماء ويملك كل شئ وهو غنى عمن سواه وكل شئ فقير إليه له الحمد على ما خلق وله الحمد فى جميع الأمور .

الآيات 27 ـ 28
( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )

ولو أن جعل من جميع الأشجار أقلام وكان البحر ومعه مثله سبعة أبحر لتكتب عن آيات الله وعظمته وقدرته وصفاته الجليلة فإن الأقلام تتكسر والبحار تجف ولا تنتهى صفات الله وجلاله وقدرته وعلمه وخلقه وعجائبه

فالله قوى الجانب لا يقهر وحكيم فى أقواله وأفعاله

وخلق الناس جميعا وبعثهم يوم القيامة بالنسبة لقدرة الله هى كخلق نفس واحدة وهين الأمر على الله

الآيات 29 ـ 30
( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )

انظر إن الله يدخل طول الليل فى النهار ويدخل من النهار فى الليل ويطول هذا ويقصر هذا ويقلبهما بين الفصول الأربعة
ويجعل الشمس والقمر فى حركة مستمرة إلى يوم القيامة وسخرهما لخدمة الأرض وما عليها
والله بما يفعل الناس عليم وخبير بكل كبيرة وصغيرة
وهذه الآيات تدل على أن الله هو الحق وما غيره باطلا
والله يعلو كل شئ وأكبر من كل شئ وكل شئ خاضع له

الآيات 31 ، 32

( أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ *وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ )
وانظر إلى السفن تسير فى البحر بقدرة الله وحده وبأمره وتسخيره
هذه آية أخرى لمن كان صابرا فى السراء والضراء وشاكرا لأنعم الله

ومن الناس من إذا كان فى البحر وعلا عليه الموج كالجبال دعوا الله بإخلاص وإذا نجاه وأخرجه إلى البر فإذا به يجحد وينسى ما حدث له ويقصر فى العمل الصالح

والذى يجحد هو الغدار الشديد الكفر وناكر نعمة ربه

الآية 33

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ )

يأمر الله الناس بتقواه والخوف منه ومن حساب يوم القيامة حيث لا يمكن لوالد أن يفتدى ولده ولا يمكن لولد أن ينجى أباه

فلا تلهيكم الدنيا وزينتها عن طاعة الله ولا يغركم الشيطان ويعدكم ويمنيكم بما ليس بشئ .

الآية 34

( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )

فالله وحده يعلم متى يوم القيامة ، وهو الذى ينزل المطر من السماء ليلا أو نهارا ، ويعلم ما تحمل الأرحام ذكر أم انثى ، ويعلم شكله
ولا تدرى أية نفس ما تكسب من خير أو شر
ولا تعلم نفس أين ومتى تموت
إنما الله يعلم ويخبر بذلك كله .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.