يكتسي الحديث عن الجانب البيداغوجي داخل منظومتنا التعليمية أهمية قصوى خصوصا فيالآونة الأخيرة , حيث عرفت هذه المنظومة تجديدا بيداغوجيا تمثل في بيداغوجياالإدماج.ولعل أدبيات وزارة التربية الوطنية قد تناولت هذه المقاربة
, كما تمتحليلها من طرف العديد من الباحثين و المهتمين الذين قاربوا هذا الموضوع البيداغوجيمن زاوايا عدة.لكنني في ورقتي هذه سأحاول طرحه بشكل مبسط مستفيدا من انتاجات عدةباحثين في هذا المجال , وهدفي هو أن يتم تمثل هذه البيداغوجيا من طرف من لم تسعفهمظروفهم ولاوقتهم من مدرسين ومهتمين تربويين من الإطلاع على كل ماأنتج في هذاالجانب. بعد هذه التوطئة التي كان لابد منها سأحاول بسط الموضوع من خلال النقاطالتالية:…
.1من بيداغوجيا الأهداف الى بيداغوجيا الإدماج
2-بيداغوجياالإدماج الأهداف والمفاهيم.
3- التجريب و أهم العوائق.
من بيداغوجيا الأهداف الى بيداغوجياالإدماج:لم يعد خاف على كل مهتم و ممارس للفعل التعليمي أننا انتقلنامن بيداغوجية الأهداف الى المقاربة بالكفايات , حيث كان للتدريس بالأهداف فضل كبيرفي عقلنة وتنظيم العملية التعليمية و إبعادها عن العفوية .كما أن من حسناتبيداغوجيا الأهداف أنها أجبرت المدرس على التحديد الدقيق لأهداف التعلم وكذلك للعدةالبيداغوجيا من طرق ووسائل وآليات مناسبة للتقويم,لكن مع ذلك تبقى لهذهالبيداغوجيا عيوب ونقائص حسب الباحثين و المنظرين البيداغوجيين,لهذا و من أجل خلقعلاقة بين المنتوج المدرسي من جهة ومتطلبات الحياة العملية للمتعلم من جهة أخرى ,ولكي يصبح المتعلم قادرا على التفاعل مع مختلف الوضعيات الحياتية والمشكلات التيستواجهه مستقبلا تم الإنتقال الى مقاربة بيداغوجية جديدة هي المقاربة بالكفايات ,التي حسب الباحث محمد الدريج ستمثل جيلا ثانيا من من منظور الأهداف السلوكيةوبالتالي وحسب الدكتور والباحث محمد شرقي فظهور المقاربة بالكفايات سيمثل بمعنى ماوبلغة ابيستيمولوجية احتواء وتجاوزا نوعيا للتدريس بالأهداف ,و هو ما يفهم منه أنهلم تكن هناك أية قطيعة بين بيداغوجية الأهداف والمقاربة بالكفايات. وقد كان جوهرهذه الأخيرة هو تمكين المتعلم من القدرة على استيعاب و استثمار ما اكتسبه من معارفوقدرات ومهارات .واذا ما عدنا الى واقع الممارسة الصفية فسنجد أن هذه المقاربة لمتفعل بالشكل الذي يجعلنا نقر بتطبيقها على أكمل وجه لعدة أسباب لا يتسع المجاللذكرها ,ومن هنا يمكن أن نعتبر بيداغوجيا الإدماج جاءت لتساهم في التفعيل والأجرأة الحقيقية للمقاربة بالكفايات.
بيداغوجيا الإدماج- الأهدافوالمفاهيم:أولا نقول على سبيل التعريف المبسط أن بيداغوجيا الإدماجتعني فيما تعنيه ادماج مكتسبات المتعلم السابقة من خلال انجاز وضعيات لها خصائصتجعلها تختلف وتتميز عن الوضعيات الديداكتيكية , ولبيداغوجيا الإدماج عدة أهداف منبينها:
-أنها تجعل غايتها ما يجب أن يتحكم فيه المتعلم نهاية كل سنةدراسية وكذلك في نهاية التعليم .
-مع هذه البيداغوجيا يصبح للتعلمات معنى وأثر لدىالمتعلم , حيث ستمكن هذا الأخيرمن استثمار هذه التعلمات والمكتسبات السابقة عمومامن خلال وضعيات ادماجية لها معنى بالنسبة اليه.
-من أهم أهداف بيداغوجية الإدماج أنها تركز علىالتقويم الإشهادي للمتعلم من خلال توظيف مكتسباته ومن ثم تقويم مدى قدرته على حلوضعيات محسوسة.
أما عن المفاهيم التي تندرج تحث اطار هذهالبيداغوجيا فيمكن الحديث عن المثلث المفاهيمي الذي سنحدده كالتالي:
-الكفاية:هذا المفهوم الذي تعددت تعاريفه ولكنبرأيي يبقى أدقها حسب روجرز هي امكانية الفرد تحريك مجموعة مندمجة من الموارد فيسبيل حل وضعية-مشكلة تنتمي الى عائلة من الوضعيات.
-الموارد:هو مفهوم يكتسي أهمية بالغة , ولا تقتصرالموارد على المعارف فقط كما قد يتبادر الى أذهاننا , ولكنها تتضمن اضافة الى ذلكالمهارات والمواقف وبصفة عامة كل المكتسبات السابقة للمتعلم, وهي مايطلق عليهاالموارد الداخلية في مقابل الموارد الخارجيةالتي من بينها الوسائل التي لا يمكنبأي حال ممارسة الكفاية بدونها.
-الوضعية: ونقصد هنا الوضعية الإدماجية التي كماسبق ذكره تختلف عن الوضعية الديداكتيكية , فإذا جاز لنا أن نعتبر هذه الأخيرة مجردتمرين بسيط , فإن الوضعية الإدماجية تعتبر مناسبة لتحقيق الكفاية وأيضا لتقويمهاومن ثم فهي وضعية –مشكلة مركبة ومعقدة.
تجريبهاوأهم العوائق:لقد بات معروفا أن وزارة التربية الوطنية وفي اطارالبرنامج الإستعجالي بدأت في تطبيق بيداغوجيا الإدماج , حيث كانت البداية بالتجريبالجزئي على مستوى ثلاث آكاديميات وهي تباعا الشاوية ورديغة ومكناس تافلالت والداخلةوادي الذهب ,على أساس أن يتم التعميم ابتداءا من الموسم الدراسي المقبل .وحيثلايمكننا الشروع في تقييم هذه التجربة في الوقت الحالي خصوصا في ظل التجريب المحدودسنكتفي بتحديد أهم العوائق التي لايمكن الحديث عن أي نجاح لهذه البيداغوجيا بدونتجاوزها , وهي كالتالي:
-غياب التعليم الأولي خصوصا في العالم القروي الذينسجل فيه انعداما شبه تام لكل أشكال هذا النوع من التعليم , وفي ظل هذا الواقعالتربوي لايمكننا أن نطالب المدرس بتطبيق بيداغوجيا الإدماج .
-هناك خلل واضح فيما يخص عملية ارساء الموارد لعدةأسباب ليس المجال هنا لذكرها , وهنا ينبغي أن نتذكر دائما القاعدة الذهبية التيتقول لاإدماج لمن لاموارد له, والتي تفيد بأن الإدماج يرتكز أساسا على عملية ارساءجيدة لمختلف الموارد.
-الإكتظاظ الذي تعرفه فصولنا الدراسية والذي أصبحفي السنوات الأخيرة قاعدة وظاهرة تستفحل سنة بعد أخرى وتشكل عامل احباط للعمليةالتعليمية التعلمية برمتها فضلا عن كونها ساهمت وستساهم في افشال بيداغوجياالإدماج التي تتطلب شروطا موضوعية.
-بنية المؤسسات التحتية خصوصا في الوسط القروي غيرمؤهلة , و بدون تأهيلها وتوفير واستعمال الوسائل الديداكتيكية والتعليمية لايمكنأيضا أن نتحدث عن تفاعل ايجابي بين منظومتنا التعليميةو بيداغوجياالإدماج.
سأكتفي بهذه العوائق التي أعتبرها من أهم يحول دونتمرير وتطبيق حقيقي لبيداغوجيا كبيداغوجيا الإدماج.
وأختم بماقاله الدكتور محمد شرقي الذي يؤكد بأن ثمةمجالات أخرى لامفكر فيها هي المسؤولة عن ضعف منظومتنا التعليمية ومن ثم فالمدخلالبيداغوجي يبقى في نظرنا قاصرا لوحده في تجاوز الوضع الحالي الذي تعرفه المؤسسةالمدرسية
بيداغوجية الإدماج وأهم المعيقات
م/ن