ما هو العلاج بالأوكسجين تحت الضغط؟ وكيف يتم شفاء المريض دون عقاقير طبية، وما هي الأمراض التي يعالجها هذا الفرع الجديد؟!
يقول الدكتور حمدي إمام مدير وحدة العلاج بالأوكسجين تحت الضغط، بمستشفى معهد ناصر : هذا العلاج يعد طفرة حقيقة في الطب ويتم من خلال إدخال المريض داخل غرفة تسمى بغرفة الضغط العلاجية، وهي محكمة الغلق وأثناء الجلسة العلاجية التي تستغرق من 60 إلى 90 دقيقة، يستنشق فيها الأوكسجين بنسبة 100% وتحت ضغط 2- 2.5 ضغط جوي، قد يحتاج المريض لأكثر من عشرين جلسة بمعدل جلسة يوميا أو حسب الحالة
ما نسبة الأوكسجين التي يتنفسها الإنسان الطبيعي؟
نحن نعيش تحت ضغط جوي يعادل 760 مم / زئبق وسبب هذا الضغط هو الهواء المكون من (20% أوكسجين 80% نيتروجين) أي أننا نتنفس هواء نسبة الأوكسجين فيه 20% وضغطه يعادل 20% من الضغط الجوي أي 152 مم/ زئبق، ويتم إذابته أثناء تبادل الغازات في الرئة، ويتم تحميله على الهيموجلوبين الموجود بكرات الدم الحمراء وينتقل خلال الدورة الدموية إلى جميع أجزاء الجسم، وعندما ينتقل من الأوعية الدموية الكبيرة إلى الأصغر فالأصغر، يفقد جزءا من هذا الضغط حتى يصل إلى الشعيرات الدموية الدقيقة بنسبة 30 مم/ زئبق، ويتم انتشاره وذوبانه داخل السائل الخلوي حتى يعطيها الطاقة اللازمة للبناء، وهذا ما يحدث في جميع الحالات الطبيعية
وما الحكمة في أن يستنشق المريض أوكسجين بنسبة100% وتحت ضغط يعادل عشرة أضعاف الضغط الطبيعي؟
أثناء عملية تبادل الغازات تتم إذابة كمية كبيرة من الأوكسجين في البلازما وتعادل الكمية المذابة في هذه الحالة ستة أضعاف الكمية المطلوبة لخلايا الجسم، ويتم انتقال الأوكسجين تحت هذا الضغط، فيفقد جزءاً منه كلما انتقلت من الأوعية الدموية الكبيرة للأصغر فالأصغر حتى يصل إلى الشعيرات الدموية الدقيقة، لذا فإن الضغط العالي يعمل على توسيع الدورة الدموية الدقيقة وتخليق مسارات وأوعية دقيقة أخرى بالأنسجة، كما يساعد على طول وسرعة تغلغل وإذابة الأوكسجين في الأنسجة، كما أن الأوكسجين تحت الضغط يعتبر قاتلا للبكتيرا
ما الأمراض التي تعالج بالأوكسجين تحت الضغط؟
أقرت الجمعية الطبية الأمريكية بالعلاج تحت الضغط، نجاح هذا العلاج في العديد من الأمراض كعلاج أساسي لها منها تسمم أول أكسيد الكربون، مرض الفقاقيع الهوائية داخل الدورة الدموية، أمراض الغطس، وعلاج تسوس العظام، كما أقرت أنه علاج مساعد في أمراض أخرى مثل الجروح والقروح المزمنة وغير الملتئمة، القدم السكري قروح غرغرينا ضيق وتصلب الشرايين الطرفية، التهاب العظام النكروزي، ما بعد العلاج بالإشعاع، الالتهاب النكروزي بالأنسجة والعظام والمفاصل، الحروق غير الكهربائية “جميع أنواعها”، عمليات ترقيع الجلد، قصور الدورة الدموية بالأطراف، حالات الحوادث التي تؤدي إلى فقدان الدم وتهتك الأنسجة
وما أحدث ما توصل إليه العلاج بالأوكسجين تحت الضغط؟
يستخدم في الشل المخي الجزئي عند الأطفال المسمى CP نتيجة نقص الأوكسجين بالدم أثناء الحمل أو أثناء الولادة، أو ما بعد الولادة نتيجة لارتفاع الحرارة أثناء الحمى الشوكية، أو ارتفاع نسبة الصفراء بالدم، وحالات الالتهاب المتناثر بالأعصاب MS ، فقدان السمع المفاجئ، حالات الشل ما بعد جلطات المخ ويعمل كعامل مساعد لبناء الخلايا وتحسين وظائف الجسم وتقليل الهدم بالنسبة للخلاي وزيادة قدرتها
يبدو أن هذه الأمراض مختلفة، فهل الفكرة العلاجية في جميعها متشابهة؟
بالطبع لا . . ولكن مثلا في علاج التسمم بأول أكسيد الكربون فإن الهيموجلوبين له قابلية للاتحاد بأول أكسيد الكربون 200 مرة أقوى من اتحاده بالأوكسجين، لذا فالعلاج بالأوكسجين تحت الضغط يجعل الأوكسجين يصل إلى المخ والقلب في ثوانٍ أثناء العلاج، وتدريجيا ضغط الأوكسجين العالي يطرد أول أكسيد الكربون ويتحد مع الهيموجلوبين، وذلك في خلال 5 – 6 جلسات . ومثال آخر هناك تسوس العظام والقروح المزمنة، نعلم أن المناعة الطبيعية لجسم الإنسان تفرز مواد ليفية تحيط بأي التهابات أو قروح بالجسم، وذلك للتقلي من انتشار هذه القروح أو اتساعها، وجد أنه عند بعض المرضى لضعف الأوعية الدموية الدقيقة تضغط هذه المواد الليفية عليها وتمنع وصول الأوكسجين إلى داخل القرحة وتصبح مزمنة، وكما سبق وشرحنا فإن الأوكسجين تحت الضغط يعمل على تفتيح هذه الشعيرات الدموية الدقيقة حتى تصل للداخل وتبدأ عملية بناء الأنسجة وقتل البكتيريا وتوصيل المضادات الحيوية للداخل فيتم الشفاء بعد عدة جلسات
كيف يسهم في علاج بعض الأمراض المستعصية مثل الشل الدماغي أو التوحد؟
بالنسبة للشل المخي الجزئي للأطفال ( cp ) يكون نتيجة نقص الأوكسجين بخلايا المخ في فترة معينة سواء فترة الحمل أو الولادة أو ما بعد الولادة نتيجة ارتفاع في درجة الحرارة مثل الحمى الشوكية للأطفال أو الصفراء، وقد بدأ استخدام هذا العلاج في الولايات المتحدة الأمريكية منذ حوالي 8 سنوات، كما بدأنا في علاج هذه الحالات منذ 7 سنوات وكنا ثاني مركز في العالم يعالج هذه الحالات المستعصية، وتعتمد فكرته على أن نتيجة نقص الأوكسجين تتلف بعض خلايا المخ وتضمر مما يؤدي إلى الإعاقة الحركية والذهنية، ولكن هناك مساحة حول المنطقة الضامرة يصل إليها الأوكسجين بصعوبة وبنسبة قليلة وهذه المنطقة تحتوي على خلايا ساكنة أو نائمة أي لم تمت ولكنها لا تقوم بوظيفتها، فإذا أعطينا هذا الطفل أوكسجين 100% تحت ضغط معين فيتم وصول الأوكسجين إلى هذه المناطق التي بها خلايا ساكنة ويفتح الدورة الدموية الدقيقة ويغذيها وينشطها، وتصبح طبيعية ويتحسن المريض تحسنا ملحوظا بنسبة 25 70% وقد تم علاج مئات من الحالات من جميع الدول العربية بمستشفى معهد ناصر وكانت نسبة النجاح جيدة ومشجعة
هل يسهم هذا العلاج في إعادة الطاقة المهدرة؟
بالطبع . . فحينما يصل الأوكسجين إلى مناطق لم يصلها من قبل وتجدد الدورة الدموية، يستعيد الإنسان نشاطه وحيويته، كما أنه علاج ضروري للغطاسين لاستعادة ما يفقده الغطاس من أوكسجين بعد عملية الغطس
ما الفرق بين العلاج بالأوكسجين تحت الضغط والعلاج بالأوزون الذي انتشر مؤخرا؟
هناك اختلاف كبير بين كليهما، فالعلاج بالأوكسجين تحت الضغط يتم عن طريق إذابة الأوكسجين بكميات كبيرة بلازما الدم ورفع ضغطه للتأكد من وصوله إلى جميع خلايا الجسم . ولكن في الأوزون يتم مرور الأوكسجين على جهاز فصل كهربائي ليحصل على أوكسجين ثلاثي الذرات، وهو غاز نشط وتم إضافته إلى غاز الأوكسجين بنسبة معينة، ثم يتم خلط هذا المركب بكمية من دم المريض وإعادة حقنه به أو عن طريق السونار أو عن طريق الشرج
ويعتبر الأوزون مضادا للأكسدة وقاتلا لخلايا البكتيريا وما زال تحت البحث والأفضل ألا يستعمل إلا في مراكز الأبحاث والجامعات ويحدد التخصص المطلوب لاستعمال هذا النوع من العلاج
لماذا لم ينتشر العلاج بالأوكسجين تحت الضغط طالما أنه علاج ناجح؟
ما زال هذا الفرع من الطب جديدا، ولكنه معترف به عالميا، في الولايات المتحدة توجد كلية متخصصة في العلاج بالأوكسجين تحت الضغط، وتم إعطاء درجة الزمالة (البورد الأمريكي) في هذا التخصص، وهناك أكثر من 280 مركزاً بالولايات المتحدة، ويوجد ضعف هذا العدد بالصين وروسيا واليابان وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا والهند وكوريا وإنجلترا
هل هناك تعليمات محددة للمريض قبل العلاج بالأوكسجين تحت الضغط؟
قبل البدء في عمل الجلسات العلاجية لابد من عمل بعض الفحوصات منها عمل أشعة على الصدر للتأكد من خلوها من الأمراض، وكشف أنف وأذن للتأكد من سلامة قناة إستاكيوس وأنها مفتوحة كذلك هناك كشف قاع عين لمرضى الشبكية
وعن نشأة المركز يقول الدكتور إمام إنه تم العمل به بصفة مؤقتة منذ عام ،1996 وقد بدأنا بغرفة فردية تتسع فردا واحدا مصنوعة من “الأكليريك” وتملأ كلها بالأوكسجين المضغوط، وتم عمل حوالي 2024 جلسة علاجية خلال أول عامين، ونتيجة لنجاح هذا العلاج تم إنشاء المركز الرئيسي داخل المستشفى في مبنى مستقل وبه 3 غرف غرفة كبيرة تسع 6-8 أفراد وغرفتان نقالتان وهما إنتاج أمريكي ذو مواصفات ودرجة أمان خاصة، ولدينا أجهزة تعمل بالغرفة مثل أجهزة العناية المركزة لقياس الضغط والنبض وسرعة التنفس وتخطيط قلب وقياس ضغط الأوكسجين الجزئي، كل هذا يتم على المريض بداخل الغرفة وتم مراقبته بالخارج كما يوجد شفاط وأجهزة استنشاق خاصة داخل الغرفة وهو يعتبر أحدث وأكبر المراكز على مستوى الشرق الأوسط
أبي مصاب بضمور في المخيخ
هل لديكم عناوين مستشفيات فرنسية تعالج بالكسجين تحت الضغط؟
لانها أقرب الى الجزائر
جزاكم الله خيرا