مماجاء فيه:
والدفء لا شك أنه نعمة عظيمة ومنحة جزيلة لا يعرف قدرها إلا من حرمها…غير أن المتأمل في واقع الناس اليوم يجد أن هناك نوعاً من الناس قد حُرم ذلك الدفء ليس لأن جسده عُرضة للبرد بل لأن قلبه وعواطفه واحساسه بالغير قد أصبيت بنزلة بردٍ لم تعد أنواع التدفئات تكفي له لحاجته للعلاج الساخن والمضادات الحارة لتبعث في روحه وجدانه الحياة الدافئة من جديد، وخذ أخي القارئ على سبيل المثال، بعض أعراض هذا المرض الشتوي الذي أصبح ملازماً لكثير من الناس في جميع فصول حياته:
– منها البرود القاتل في علاقاتنا الإجتماعية وصلتنا لأرحامنا التي أصبحت في هذا الزمن طقوساً رسمية خالية من دفء العاطفة وحرارة المحبة الصادقة.
– ومن عوارض ذلك المرض أيضا البرود القلبي تجاه ما يحصل لإخواننا المسلمين من مصائب ونكبات وكوارث ومجاعات حتى أصبحت صور النساء الباكيات والأطفال الأبرياء وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في شتاء قارص يزيده مرارة الجوع والحرب والثلج لا يحرك ذلك فينا ساكناً وكأن الأمر لا يعينينا ونحن أخوة الدين العقيدة، كما هو الحال المشاهد لإخواننا في أفغانستان والعراق والشيشان وهم يمرون هذه الأيام في أسوء الكوارث الإنسانية على مرأى ومسمع العالم كله لتُنسى كغيرها من المآسي في سكرة حرب الإرهاب واحتفالات عيد الميلاد .
– ومن عوارض هذه المرض أيضاً : ذلك الفيروس القاتل الذي بدأ يدبُّ في نفوس الشباب والأجيال القادمة وهو داء البرود النفسي والخمول الفكري وعدم الحرص على الإنتاج والإنجاز وبلوغ الأهداف.
وكأن الهمم والعقول قد التحفت تحت أطباق من المعاطف الوثيرة لتعلن بياتاً شتوياً لا أمد لانقضائه ولا نهاية له ..
فهذه العوارض السابقة للبرود القلبي والوجداني قد يوجد لها في قائمة الدواء علاجاً في طب إحياء المشاعر والعواطف الصادقة ومن خلال محراب الإيمان الدافيء المشتعل بشموع الرحمة والمودة والصدق مع الله "لعلنا أن نجوا من صقيع ذلك الشتاء ومن قرصات برده الاذعه قبل أن يموت فينا الإحساس .. فحينها لا صيفاً عرفنا ولا شتاء!!
منقول للافده
بحق الناس طغت عليهم المادية
جزاك الله خير موضوع رائع