بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها العفيفة الطاهرة
وبما أنني لا أسير بهذا الطريق ، وأبغض أن يكون لي زوجةً كانت مهبطاً لكل حقير وسافل ، كالسلعة المكشوفة مهبطاً للذباب حاولت جادّاً في نصحكِ بقدر ما أبلغ به لساني وعلمي البسيط ، وما يمليه عليّ ضميري وقلبي المنفطر حزناً عليكِ …
فكوني " لبؤة " يخافكِ الذئاب ، وكل من في قلبه مرض ، فليكن القرآن الكريم ربيع قلبك الطيب ، والسنة النبوية المطهرة شفاء صدركِ المنشرح ، ومواقف الصحابيات لك محفزاً للخير ، وقصص التائبات إشارات الرجوع ومواطن العبر .
أختاه ، إحذري كل الحذر من التورط بشيء من تلك العلاقات الكاذبة، وخاصة انت يا فتاة الجامعة ! إياكِ ثم إياكِ، فلا ينفع الندم بعد وقوع الألم ! إياكِ أن تغويك إحدى رفيقات السوء ، وتسحبك دون أن تشعري إلى تلك العلاقات الدنيئة، فتزينها لكِ وتوهمك بأنه لن يحصل لكِ كما حصل لغيرُك من قبل0
واعلمي أنه قبل اللقاء ترقب وحذر ، وعند اللقاء خوف واضطراب ، وبعد اللقاء ندامة وتحسر !! فاين اللذة في الحرام !! والله ما هي إلا خزي وخذلان وحرمان ، وخسارة في الدنيا والآخرة – إن لم تتوبي قبل فوات الأوان .
أختاه الغالية – أنظري الى اللذة في الركوع والخضوع الى الله ، بل اسمعي للتائبين أين يجدون لذتهم وسعادتهم :
v سعادتي في السجود
v سعادتي في صلاة الفجر والعشاء ، وركعتين في جوف الليل الهادئ والناس نيام
v تكمن فرحتي في قراءة القرآن في سكون الليل
v أما راحة نفسي وقرة عيني في الصيام وطول القيام ،وهل يمل العبد محادثة ربه عز وجل
v والله ما وجدت السعادة إلا بعد التوبة الى الله وإلتزام الجماعة ومجالس الصالحات
وهذه لكِ موعظة …
فتاة في احدى الجامعات تقول 🙁 كنت من المحافظات ، والسالكات طريق الإستقامة ، أنظر بعين الأمل الى المستقبل الزاهر ، والزوج الأديب ، والبيت المتواضع ، أهيئ نفسي لإختيار اسماء الأبناء ، أحلم بهم هنا وهناك في أزقة البيت المليئ بالفرح والسرور ، ولكن ذلك الذئب الذي لم يبقِ معناً للوحشية والفاحشة إلا وقد جمعها في نفسه .. نعم شعرت به يلاحقني في ساحات الجامعة ، وينتقل معي كالظل ، يلازمني لا يفارقني .. لا أدري ماذا يريد ، حسمت الموقف ، وقلت له : ماذا تريد ؟ استحِ من نفسك !! أليس لكَ أخوات ؟! ثم أستدرت وتابعت المسير .. ظاناً أنه خجل من نفسه !! ولكن الوقاحة بلغت به مبلغها فإذا هو ينتظر باب الجامعة مرتكزاً على سيارته ، قائلاً على مسمعي : أنا آسف إنكِ لم تفهمي قصدي !! بل بلغت به الوقاحة وسوء الخلق وقلة الحياء الى أن تبعها دون شعورها حتى علم مكان مسكنها .
فلم تلبث أن دخلت البيت حتى وضع على بابه رسالة – يوضح فيها حسن نيته بزعمه – ثم قرع الجرس وغاب عن الأنظار ؟! والمسكينة تناولت الرسالة لتقرأها !! نعم وجدت بها من الكلام المعسول ما لا يوصف ، والإعتذارات الكاذبة ما لم يتوقع ، فكلامه بسيط يدل للوهلة الأولى على حسن نواياه ، مخفياً فيه الحسرات والآلام والحقائق العظام
وبزغ فجر يوم جديد ، وتحركت عقارب الساعة لوقت العودة الى البيت ، وإذا بذلك الذئب ينتظر الفريسة المسكينة ، على بوابة الجامعة !ركبت معه بعد اغراءات وكلمات معسولة ونوايا مكتومة ، وتتابعت اللقاءات والسفريات والمكالمات وشيئ من الرسائل التي أصبحت مخزوناً جيداً ، ووسيلة مناسبة للضغط والمناورة .. وجاء يوم الشقاء ، يوم هتك الأعراض ، وغياب الضمير ، وفقدان العفة والطهر – مع حضور الشيطان ،كيف لا ، وهو الذي يأمر أتباعه بالفحشاء والمنكر .
وانهمرت الدموع ، وأطلقت الصرخات ، وسالت العبرات ، وعضّت الأنامل ..وضاق الصدر وتفطر القلب ، ولم تعد القدمان تحمل صاحبتهما .. وهذه نتيجة واضحة لمن سارت وراء أوامر الشيطان ..
تقول : رجعت الى البيت أبكي بلا دموع ، وأصرخ دون صوت ، عدتُ وفي أحشائي طفلٌ يضطرب ،خرجت منه بعفتي وعدتُ تاركةً لها خلفي !! أصبحت الحياة تزداد ضيقاً ، لم يعد لي حباً بها ، تمنيتُ الموت !! نعم لقد كان بانتظارها ولكن …
عاد ذلك الذئب يشير بوقائع الجريمة وكيفية الإفتراس !! يحمل بين كفيّه شريطاً مسجلاً للرذيلة … قائلاً : التكرار أو العار ؟! وما كان منها المسكينة إلا الموافقة !! واستمرت وتوالت الاحداث ، وصار يتاجر بعرضها الذي أضاعته في غفلتها ، وتساهلها في ما يسمى بالزمالة والصداقة والحب والحرية …
وكان آخر المطاف الذي طاف بها أن أصبحت ( عاهرة ) وسافر بها الى الخارج ، وكان ملك الموت هناك ينتظر ! فبسكين حادّ ، وقلبٍ جاد ، تمكنت من ذلك الشاب الذي دنس عرضها ومزق عفتها ، وأضاع مستقبلها ، وانساها أحلامها .. نعم ، غاب طيفه ، وبقي جرمه ، فلم تلبث حتى ألحقت به نفسها – وكانت سوء الخاتمة – نسأل الله العفو والعافية )
أختاه – عذراً ، فوالله واقع بعض الفتيات أشد من هذه وتلك ، ولولا شدة الأسى ، وكثرة الذئاب ، وانتشار الإباحيين والمفسدين ، ما قصصتُ عليكِ هذه القصص لما لها من وقعٍ أليم على النفس ، فافهمي يرحمكِ الله .
أختي المسلمة – اعلمي أن الفرق بين الفتاة المتحجبة الطاهرة والفتاة المتبرجة السافرة ، كالفرق بين الجوهرة الثمينة المصونة والوردة التي على قارعة الطريق . فالفتاة المحجبة مصونة بحجابها محفوظة من أيدي العابثين وأعينهم، أما الفتاة المتبرجة السافرة فإنها كالوردة على قارعة الطريق ليس لها من يحفظها فسرعان ما تمتد لها أيدي العابثين، فيعبثون بها ويستمتعون بجمالها بلا ثمن حتى إذا ذبُلت وماتت ألقوها على الأرض ووطئها الناس بأقدامهم !!
حجاب الشرع مطهرةٌ وفخر ***** وصَابٌ في حلوق القادمينا
كجوهرة بمخبئـها مصون ***** تتوق لها نفـوس العاشقينا
موضوع كلة افادة
احسن من قصص كتير
مالها لازمة
على الطرح