والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس
وصدَّقتني إذ كذبني الناس ، واستني بمالها إذ حرمني الناس
ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس
حديث شريف
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية
كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة
بداية التعارف
ثم وصلا الشام وباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- سلعته التي خرج بها ، واشترى ما أراد ، ثم أقبل قافلاً الى مكة ومعه ميسرة ، فكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتدَّ الحرّ يرى مَلَكين يُظلاَّنه -صلى الله عليه وسلم- من الشمس وهو يسير على بعيره ولمّا قدم -صلى الله عليه وسلم- مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فربحت ما يقارب الضعف
الخطبة و الزواج
وكان أول المتكلمين أبو طالب فقال 🙁 الحمد لله الذي جعلنا من ذريّة إبراهيم ، وزرع إسماعيل وضئضئ معد ، وعنصر مضر ، وجعلنا حضنة بيته ، وسُوّاس حرمه ، وجعل لنا بيتاً محجوباً وحرماً آمناً ، وجعلنا الحكام على الناس ، ثم إن ابن أخي هذا ، محمد بن عبد الله لا يوزن برجلٍ إلا رجح به ، وإن كان في المال قِلاّ ، فإن المال ظِلّ زائل ، وأمر حائل ، ومحمد مَنْ قد عرفتم قرابته ، وقد خطب خديجة بنت خويلد ، وقد بذل لها من الصداق ما آجله وعاجله اثنتا عشرة أوقية ذهباً ونشاً -أي نصف أوقية- وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم ، وخطر جليل )
ثم وقف ورقة بن نوفل فخطب قائلا 🙁 الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت ، وفضلنا على ما عددت ، فنحن سادة العرب وقادتها ، وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم ، ولا يردُّ أحدٌ من الناس فخركم ولا شرفكم ، وقد رغبنا في الإتصال بحبلكم وشرفكم ، فاشهدوا يا معشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله )
كما تكلم عمُّها عمرو بن أسد فقال 🙁 اشهدوا عليّ يا معاشر قريش أنّي قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد ) وشهد على ذلك صناديد قريش
الذرية الصالحة
إسلام خديجة
فضل خديجة
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 🙁 خيرُ نسائها مريم ، وخير نسائها خديجة )
عام المقاطعة
عام الحزن
الوفاء
عن والدها خويلد الحزم والذكاء ، وعن إبن عمها ورقة بن نوفل العلم والحكمة . ونوفل هو أحد أربع رجال خاصموا قريش في عبادتها للأصنام ولما لم تستجب لهم اعتزلوهم .
لقد عرفت خديجة في قبيلتها بأنها الطاهرة . وبعد أن تزوجت رجلين وتوفيا ، كانت ترد الخطاب بأدب متذكرة رؤيا عظيمة مع تفسيرها سنذكرها لاحقا . وقد ورثت عن زوجها الأول مالا وفيرا، وأصبح لديها هند وهالة . أما من زوجها الثاني فقد ورثت مالا وفيرا أيضا ، لكنها لم تنجب منه أولاد .
وقد سمعت سيدتنا خديجة برسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان صيته بين الناس الأمين . يقدرون صفاته ، وأخلاقه ، ويحترمون أمانته ورعه ، ويثقون بحكمته .
في يوم من الأيام ، أرسلت سيدتنا خديجة إبن عمها خزيمة الى أبي طالب . وعرضت عليه عرضا سخيا مقابل أن يتولى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أمر تجارتها وقوافلها المحملة بمختلف البضائع .
وذهب ميسرة غلام سيدتنا خديجة مع الرسول الكريم في التجارة . وقد ألقى الله عز وجل على ميسرة محبة للرسول الكريم . فترى ميسرة في الرحلة شديد الإهتمام والمراعاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولقد رأى ميسرة من أمر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام شخصية خارقة ، خلق كريم ، كلمة متزنة ، مشية كلها الوقار ، حديث كله عذوبة ، أمانة ما بعدها أمانة ، صدق بالغ ، حِنكة ودراية يعجز عنها كبار التجار .
وكذلك رأى ما لا يمكن أن يستهان به . رأى ملكين يظلانه من الشمس وهو على بعيره . ورأى غمامة تتبعه في تنقلاته وتحركاته لتحميه من الحر الشديد .
وعندما آوى مرة الى شجرة ليستريح في ظلها ، أورقت وإخضرت وأزهرت . وهذه شجرة لا يستريح تحتها إلا نبي كما قال لميسرة نسطورا الراهب . كان ما رآه غير مألوفا لدى الناس . فازداد حرص ميسرة على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
عادت القافلة وكان ما ربحته خديجة في تجارتها هذه تفوق أضعاف ما كانت تكسبه في المرات السابقة .
وأخبرها ميسرة بما حصل معه مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أثناء الرحلة . فكانت تستمع بإنصات وتفكر . هنا استحضرت خديجة الرؤيا التي رأتها منذ فترة وهي : " شمس عظيمة تهبط من سماء مكة لتستقر في دارها ، وتملأ جوانب الدار نورا وبهاء ، ويفيض ذلك النور ليغمر كل ما حولها بضياء يبهر النفوس . فسرها نوفل إبن عمها أن نور النبوة ستدخل دارها ، ويفيض منها نور خاتم النبين .
أحبت خديجة الإقتران بالرسول الكريم لما رأته من مكارم الأخلاق . وأحست بأنه نبي هذا الزمان لما سمعته من ورقة إبن نوفل عن صفاته ولما سمعته أيضا من ميسرة .
وكانت تعرف الرسول الكريم وعائلته . فأرسلت اليه نفيسة ورغبته بالزواج . ثم عرضت عليه ذات المال والجمال والشرف والكفاءة ، فكان رده عليه الصلاة والسلام بأنه لا يملك من المال ليتزوج به . فقالت نفيسة اعتبر هذا الأمر قد تم حله . فوافق النبي الكريم وتم الزواج . وكانت خديجة رضي الله عنها في سن اكتمال الأمومة ، وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في سن اكتمال الشباب . كان الزواج في حقيقته زواج عقل راجح الى عقل راجح ، وأدب جم وطيب خلق الى مثله .