فبكل بساطة سرت في هذا الطريق و اتبعت النصائح و الارشادات و القوانين لكي اصل الى النعيم .. واحدى النصائح قالها رسولنا الحبيب عليه الصلاة و السلام بما معناه ان من تزوج من متدينة فاز و ظفر .. فعملت بالنصيحة و بدأت ابحث عن هذه الفتاة المتدينة و لكني رأيت في هذا الزمان ان اغلب الملتزمات لا يعرهن الكثير عن دينهم و لا يفقهن الكثير عنه ، فبعد الزواج تحدث مشاكل بسبب قلة العلم و ايضا يرضعن ابنائهم حليب الغفلة التي تملئ قلوبهم و الانكسار و عدم الرضا .. فكيف سينشىء هذا الطفل .. فدعوت الله ان يرزقني بفتاة متدينة تعلم عن دينها الكثير تحب الاسلام و حنينة لترضع ابني ان رزقنيه الله حليبا مملؤ بحب الاسلام و الحنان و الرضى .. فأمنيتي ان اربي ولدي تربية اسلامية صحيحة ليرفع راية لا اله الا الله عسى ان يرضى ربي عني .. و تأملت فيما قاله الله تعالى ( و من ءاباته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها و جعل بينكم مودة و رحمة ان في ذلكلأيات لقوم يتفكرون ) فستوقفتني كلمة الرحمة انها كلمة عظيمة .. و تذكرت قول الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة و السلام و هو بين اصحابه ينظر الى امرأة تحمل طفلها تخاف عليه من حر الشمس .. اترون تلك المراة ، ان الله لارحم عليكم من تلك المراة يوم القيامة .. فقلت اذا عليّ ان احب زوجتي مثل حب تلك المرأة لطفلها .. فتأملت و نظرت انكي تستحقين ان احبكي مثل هذا الحب فأحبتكي .. و انطلقت الكلمات مسرعة من فاطمة بقولها .. انا استحق كل هذا .. ماذا فعلت لأستحق هذا الحب العظيم .. استحلفك بالله ان تقول لي .. فأبتسم احمد و قال : يا اميرة قلبي لقد اسر قلبكي الحنين قلبي.. فقالت فاطمة كيف .. فأبتسم احمد و قال لقد كنت خارجا من المسجد بعد انتهاء صلاة الجمعة فستوقفني رجل من بلدي اعرفه و لم اره منذ زمن بعيد و دار بيننا حديث و لفت نظري صوت بكاء طفل كانت تحمله امرأة فقيرة عند باب حرم النساء و فجأة خرجتي انتي من الباب ورفعتي الطفل بكل رقة و حنان من امه و قبلته على الرغم من ملابسه البائسة و اذا بالطفل يسكت و كأن حنانكي قد عوضه عن الطعام ، فأسرتي قلبي بحنانكي و عطفكي ، و قلت في نفسي عسى ان تكوني من ابحث عنها كزوجة لي و عسى ربي ان هداني لرؤية هذا الموقف ليكون علامة و بداية لطريق الزواج ..
و تأملت قول الله تعالى ( و من ءاباته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها ) .. فأدركت ان قلبي زوجتي سيكون سكني ، فأبى قلبي الا ان يكون سكنه قلبا حنينا و تمنيت من الله ان يكون قلبكي الحنين سكنا له .. و قرة عين ..
ان فاطمة تسمع كلمات يرق لها القلب ، معانِ و احاسيس يتمناها كل محب ، فكيف لم يلفت نظرها هذا الحب الكبير الذي ملء قلب احمد . نعم كانت هناك بعض الامور التي لفت نظرها و لكنها لم تفهمها في حينها ..فدأت فاطمة تتذكر بعض تلك الاحداث كانها شريط سينمائي .. فقالت لاحمد و هي تبتسم ..اتذكر يوم جاء اخي ليخبرني انك تريد الزواج و يأخذ الموافقة مني بعد ان وافق ابي .. لقد كان سعيد جدا كأنه هو الذي سيتزوج .. انه يحبك جدا كأنك ملكت قلبه .. في حينها تعجبت لموقف اخي .. لقد كان معجبا بك جدا و خصوصا عندما نقلت المرأة الفقيرة من المستشفى الحكومي الى المستشفى الخاص و على نفقتك الخاصة ، كان في غاية الاعجاب بكرمك و اخلاقك .. فقال احمد اني احب اخوكي حسان في الله .. احبه جدا .. ثم قالت فاطمة : هل هي نفس المرأة الفقيرة التي حملت ابنها .. فأجاب احمد نعم .. فبعد ان اعدتي اليها حفيدها و ليس ابنها ، ذهبت للاسألها عسى ان تعرف شيء عنكي.. فتفاجأت عندما رأيت الدموع في عينها .. فسالتها ياخالتي ما يبكيكي فقالت لي ثلاثة احفاد يتامى في البيت احدهم مريض و ليس عندي مال لشراء الدواء له ، فذهبت معها و اخذت حفيدها للطبي و اشتريت له الدواء ثم عدنا ، فدعت لي بأن يرزقني الله بالذرية الصالحة .. فقلت لها يا خالتي و لكني غير متزوج .. فقالت اللهم ارزقه زوجة تكن له قرة عينِ .. فقلت لها عسى ان تكوني انتي من يخطب لي .. فقالت هذا يفرحني قل لي و انا اخطب لك .. فابتسمت و قلت لها يا خالتي اتذكرين الفتاة التي حملت حفيدكي قرب المسجد .. فقالت نعم .. فقلت هي من اريد ان تخطبيها لي .. فقالت يا ولدي ان اردتم الدخول الى البيوت فأدخلوا من ابوابها .. فقلت لها يا خالتي انا لا اعرفها و لا اعرف اين تسكن فكيف ادخل من الباب .. فأبتسمت و قالت يا ولدي عسى ان اعرف مكانها و ادلك عليه .. فهي من دلتني على مكان بيتكم و لقد قالت لي سألت عنكي و انكي فتاة متدينة طيبة حنينة .. و كنت بعد كل صلاة جمعة اذهب لكي اعطيها بعض النقود .. فلم اجدها و كنت اعلم انها لا تملك اي مورد مالي غير الصدقات .. فقلقت عليها وذهبت الى بيتها و رأيت الاطفال يبكون و المرأة المسنة مريضة لا تستطيع الحركة .. فعدت مسرعا الى المسجد لم اعرف ماذا افعل و من حسن الحظ اني رأيت حسان و الشيخ يتناقشون في موضوع ما .فسلمت عليهم و شرحت الوضع لهم فقال الشيخ اذهب مع حسان و انقلاها الى المستشفى و انا و ابنتي سنذهب لرعاية الاطفال و في المستشفى احضرت طعام العشاء لي و لحسان و لكن حسان لم يقبل ان يأكل .. قال انت غريب في بلدنا المفروض اني من يعزمك على الطهام .. فقلت له لآطيب خاطره .. يا اخي اعزمني مرة اخرى … و هنا قالت فاطمة . الان عرفت لماذا طلب حسان من ابي ان نعزمك على العشاء و اصر على ذلك .. فقال احمد في ذلك اليوم لم اتوقع اني سأكون ضيف في بيتكم .. فأنا لا اعرف ان حسان اخوكي .. كل الذي اعرفه ان حسان في الصف الثالث ، في كلية علوم الحاسبات .. طلب منا الشيخ بعد انتهاء درس من الدروس منا ان نقوم بتعليم ابناء المصلين كيفية استخدام الكومبيوتر و لقد تقدمنا انا و حسان للشيخ و قلنا له ان لنا خبرة في هذا الامر .. و بدأنا نعطي الدورات .. لم اتوقع ان حسان هو اخوكي .. و في اليوم المحدد للعزومة خرجت مع حسان بعد انتهاء صلاة العشاء من المسجد متوجهين الى بيته و رأيت ان الطريق الذي نسلكه هو نفس الطريق الذي يؤدي الى بيتكي و في الطريق كنت افكر بالطريقة التي من خلالها المح لحسان اني اريد ان اخطب فتاة في هذه المنطقة و بينما انا افكر فأذا بحسان يقف امام بيتكم و يفتح الباب و يقول لي تفضل .. لم اكن اتوقع ابدأ ان اهل هذا البيت سيعزموني على العشاء .. فقلد كنت حيران ، كيف سأخطبكي من اهلكي .. فأذا بي ضيف يدعونه اهل هذا البيت للعشاء عندهم .. فذهلت لم اعرف ماذا افعل .. فمسك بيدي حسان و قال ادخل يا احمد فأن هذا البيت مثل بيتك .. فخرجت الكلمات من صميم قلبي و انا اقول ان شاء الله مثل بيتي … فابتسمت فاطمة و قالت و انا لم اتوقع ان هذا الضيف سيكون زوجي في يوم من الايام …
و هنا تذكرت فاطمة يوم دخل احمد الى القاعة المخصصة للدروس ليعطيهم دورات في تعلم الكومبيوتر .. ثم ابتسمت و سألت احمد ، لماذا احمر و جهك و وقفت للحظات صامت ثم بدأت بالدرس .. فأجاب احمد .. في يوم من الايام طلب منا الشيخ انا و اخوكي ان نعطي بنات المصلين دورات في تعلم الكومبيوتر .. فاعتذر حسان لانه كان مشغول في الامتحانات فلم يبقى الا انا .. و عندما دخلت لأعطي المحاضرة اردت ان ارى عدد الطالبات و مستوى اعمارهم لأحدد مستوى و نوعية الدروس ، فوقعت عيني عليكي ، فأرتبكت و خفق قلبي بشدة ، فقلت له اصبر يا قلب فمن فمن صبر ظفر ، فقال قلبي اتمنى قربها ، فقلت له الا ترضى ان تفوزها بها ، فقال نعم فقلت له اذن اصبر لتفوز بها ، فسكن القلب و هدأ ، اما العين فكادت تبكي من شدة الحرمان ، فقالت نظرة واحدة اروي بها ظمئي ، فقلت يا عين ان في غض البصر حلاوة الايمان ، فقالت العين و لو نظرة خاطفة ، فقلت لها يا عين اما ترضين بحلاوة الايمان ، فقالت لقد رضيت لقد رضيت و غضت من بصرها ، و عندها تمالكت نفسي و اكملت الدرس ، فقالت فاطمة في وقتها اعجبني ادبك و اخلاقك العالية.. ثم ابتسمت و قالت و غض بصرك .. ثم قال احمد يا فاطمة ان رسول الله عليه افضل الصلاة و السلام قال خيركم خيركم لاهله .. و اريد ان اطبق هذا الحديث و سأجعل رضاكي عني هو مقياس ذلك الحديث ..في كل يوم أسألكي هل انتي راضية عني .. و هنا نظرت فاطمة الى احمد بنظرة حنان يعجز القلم عن وصفها .. ثم قالت .. اتعرف يا احمد لقد قال لي ابي اليوم قبل ان اغادر البيت .. يا ابنتي ان رضى الله من رضى الوالدين و اليوم اقول لكي ان رضانا انا و امكي من رضى احمد .. فعلمت انه يحبك كثيرا كأنك قد ملكت قلبه .. ثم تذكر قاطمة شيء اخر و قالت : اتعرف يا احمد ماذا قالت لي المراة الفقيرة يوم حملت حفيدها و قبلته .. فأجاب احمد لا اعرف .. فقالت فاطمة لقد دعت لي يومها .. ربنا يرزقكي بأبن الحلال الذي يرضيكي .. و هنا بدأت الدموع تنهمر من عيون فاطمة .. فقال احمد لها ايتها الاميرة ان دموعكي غالية عندي .. فلم تستطع فاطمة الرد على احمد فلقد عجز لسانها عن وصف مشاعرها و احاسيسها في تلك اللحظة .. فمسك احمد بيدها و قال .. ايتها الاميرة ما ا جمل الحب الذي ارتضاهم الله لنا حينما قال ( و جعل بينكم مودة و رحمة ) .. ما اجمل كلمة المودة .. انظري للناس كيف يتودون للملوك و الاغنياء لينالوا عطاياهم .. ايتها الاميرة سأجعل من مشاعري و احاسيسي رسول ود اليكي و ساجعل لساني يعطرها بأحلى الكلمات و ارقها عسى ان انال حنانكي و رضاكي . و هنا تمتم لسان فاطمة بكلمات رقيقة خرجت من قلبها الحنين لتعبر عن مشاعرها فقالت : اليوم يا احمد قد ملكت قلبي مثلما مكلت قلوبهم جميعا .. اليوم اهنئ بقلبك سكنا لي و ملجأ
اللهم ارزقنا زوجا صالحا و محبا مثل هذا الزوج
جميله
ورائعه
لكي كل الود والتقدير