تخطى إلى المحتوى

***الوقاية من مرض اسمه الحب!! 2024.

قد لا نجد شاعراً على وجه البسيطة لم يجعل من الحب محوراً اساسياً من محاوره الشعرية بل ان بعضاً منهم تعمق فيه واصبح مصاباً بأعراض هي اقرب الى اعراض مرضية حتى ان عدداً من الشعراء والاطباء القدماء اعتبروا العشق مرضاً من الامراض المستعصية وبحثوا في علاماته وطرق علاجه، فهذا ابن مدينة ماردين الكردية، الطبيب سبط المارديني يجمل في مخطوطته الطبية اعراض وعلامات مرض الحب قائلاً: وعلامته غور العينين وجفافهما الا عند البكاء، وغلظ الجفن من كثرة السهر والابخرة المتصاعدة اليه، ويرى ابن سينا ان الحب مرض وسواسي شبيه بالمالنيخوليا يكون الانسان قد جلبه الى نفسه بتسليط فكرته على استحسان بعض الصور والشمايل التي له، سواء اعانته على ذلك شهوته ام لم تمنعه. يبدو ان الاطباء في عصرنا هذا لا يختلفون عن اسلافهم الاطباء في نظرتهم للحب فهذا البروفيسور جاردنر اخصائي علاج نفسي في غلاسكو وعضو الجمعية النفسية البريطانية يؤكد ان الحب مرض كباقي الامراض الاخرى وينصح الاطباء ليكونوا اكثر وعياً بخطورة داء الحب ويعتقد جاردنر بامكانية وفاة بعض الاشخاص نتيجة تحطم قلوبهم عاطفياً ويعد الدكتور فرانك تاليس ان داء الحب يمكن ان يكون قاتلاً وانه يجب اخذ هذا الامر بجدية على انه تشخيص حقيقي.

ما ذكرناه اعلاه هو اراء عدد من الاطباء حول الحب واذا تطرقنا الى اقوال الشعراء واراءهم في الحب وما يسمى بمرض الحب فأن الامر يحتاج منا الى سنين عدة لنقف على وجهات نظر عدد قليل من هؤلاء، لذلك اثرنا التحدث الى الناس العاديين.. أي الناس المغمورين المستورين الذين لا شأن لهم بالشعر ولا بعلم الطب فكان السيد خالد حسين سعيد (بايولوجي) اول من طرح رأيه علينا بعد ان قلنا له هل تعتقد ان الحب مرض وهل تقبل ان تصاب به؟ فقال:

الحب بحد ذاته ليس مرضاً لكنه اذا كان المحب غير سوياً أو كان يعاني من اضطرابات نفسية غير ظاهرة فأن الحب يعمق هذه الآثار لديه ويجعله مريضاً اما بالنسبة لي هل اقبل ان اصاب به ام لا؟! ارجو ان تكون الاجابة بـ(كلا) في يومي وغدي لان الحب في خريف العمر مميت او كما يقول سعدون جابر (هوى تالي عمر جتال) وانا على اعتاب العقد السادس من عمري فهل تريدونني ان اموت حباً؟!

كان علي حسين (معلم) يخالف خالد في نظرته للحب فقد قال لنا: الذي يقول ان الحب مرض فأنه ينظر اليه من خلال منظار قاتم.. منظار مريض بمرض السوداوية.. ان الحب يا سادتي اعظم مشروع مشترك لشخصين يريدان بناء خلية اجتماعية متينة وموفورة الصحة، الحب ليس بكاءاً وسهراً واهات.. ان الحب الحقيقي هو غير الحب المريض الذي وصل الينا من الاغاني السقيمة والاشعار المغمسة بالدموع الحارة.. الحب الذي يدفع بقيس بن ملوح الى الجنون وبمراهق مثل روميو الى الانتحار.. ليس بحب بل هو مرض ولا يجب ان نسميه بالحب.

بعد الاستاذ علي التقينا الانسة لانه عبد الله (طالبة جامعية) فقالت لنا في المجتمعات التي تفصل بين الجنسين وتفضل الحرملك على الحرية فأن الحب يولد مريضاً ويموت مريضاً وقد يقتل صاحبه ايضاً لكن في المجتمعات المفتوحة.. المجتمعات التي كرست الديمقراطية فيها واصبحت المساواة بين الجنسين حقيقة ملموسة فلا يكون الحب مرضاً بل من مسببات الصحة الجيدة والعمر الطويل، قلنا لـ(لانه) لكن هنالك اطباء من الدول المتقدمة يرون ان الحب مرض فقالت: قطعاً هنالك اناس موهومون أو مصابون بالوسواس والقلق والكآبة الشديدة أو هنالك اشخاص واقعون في الحب من طرف واحد فالحب بالنسبة لهؤلاء يكون مرضاً ويجب معالجتهم لكن القاعدة العامة هي ان الحب هو دافع الى سعادة الانسان وتنظيم حياته وتطوير قابلياته.

السيدة روشن خليل (موظفة) ترى ان الحب قد يكون مرضاً في بعض المراحل العمرية، كمرحلة المراهقة بالنسبة لكلا الجنسين وفي مرحلة الكهولة بالنسبة للرجال فقط دون النساء، والزواج في اعتقادها مصل مضاد لمرض الحب بينما زميلتها السيدة درخشان محمد أمين ترى ان الحب ليس مرضاً لتصف له العلاج الناجح بل يجب ان نميز بين الحب الحقيقي وهو الحب الذي يكون طريقاً للدخول الى قفص الزوجية والحب المريض والذي غايته قضاء الوقت والحصول على المتع المحرمة:11_3_2[1]:.

محدثنا الاخير كان زميلاً صحفياً اشترط علينا عدم ذكر اسمه وعندما وعدناه خيراً قال لو فرضنا جدلاً ان الحب ليس مرضاً فلا يمكن انكار الحقيقة التي اكتشفها الطيب الذكر (نيتشه) بأن الحب ضعف.. ثم اضاف ضاحكاً من لم يمت حباً… مات ضعفاً والنتيجة واحدة.

منقول

merci
بارك الله فيك عالطرح وفي رأيي أن الحب عندما يكون تحت مظله شرعية وبإتزان يجعل الحياة ذات قيمه وطعم اذ لا يمكن للإنسان ان يعيش دون ان يحب ويحب بضم الياء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.