يصاب مئات الآلاف من الناس يومياً عبر العالم بالجلطات القلبية لأسباب متعددة، منهم من ينجو ويخرج منها بسلام، ومنهم من يلفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة. وقد قام باحثون بمتابعة النظام الغذائي الذي اتبعته مجموعة متكونة من 884 من المرضى الذين يتناولون الوجبات السريعة أكثر من مرة واحدة في الأسبوع، وذلك بعد ستة أشهر من إصابة كل واحد منهم بالجلطة، فلاحظوا أن بعضهم تخلى عن عاداته الغذائية السيئة واستبدل الوجبات السريعة التي دأب على التهامها بوجبات أفضل وأجود من حيث القيمة الغذائية، بينما رجع آخرون إلى تناول الوجبات غير الصحية على الرغم من نصح الأطباء المعالجين لهم بالحرص المضاعف على صحتهم من خلال الابتعاد عن كل العادات السيئة، سواءً كانت غذائية، سلوكية، أو غيرها.
وأشارت هذه الدراسة في المجلة الأميركية لأمراض القلب أن عدد من تراجعوا عن تناول الوجبات السريعة كان أقل من المتوقع، إذ تخلى عنها 381 مريضاً فقط، بينما استأنف تناولها 531 شخصا، وذلك بعد مرور ستة أشهر على خروجهم من المستشفى بعد تلقي العلاج.
وورد في خلاصة نتائج هذه الدراسة أن "الأشخاص الذين عاودوا تناول الوجبات السريعة كانت تجمعهم قواسم مشتركة معينة تمثلت في كون أغلبهم من الرجال أو من محدودي التعليم أو من الذين يعملون لساعات طويلة في اليوم. وبالمقابل، فإن المرضى المتقدمين في العمر وأولئك الذين سبق لهم الخضوع لجراحات على مستوى المعدة كانوا ممن لا يتناولون الوجبات السريعة إلا نادراً وخلال فترات جد متباعدة".
وأوصى الباحثون والحال هذه بضرورة تنظيم حملات توعية خاصة تستهدف من سبق لهم التعرض لجلطات قلبية على وجه التحديد وذلك لتحسسهم بضرورة الاتعاظ بالإصابات السابقة واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لتفادي تكرارها، مضيفين أن النهايات ليست دائماً سعيدة. وطالب هؤلاء الباحثون كذلك بتشجيع الناس على تناول الوجبات الصحية وتقديم حوافز أكثر للمطاعم التي توفرها وتقريبها للشركات ومقار العمل بدل تقديم الدعم والترويج المجاني لسلاسل مطاعم الوجبات السريعة التي تصبح يوماً بعد يوم محط اتهامات نظراً لما تتسبب فيه من أمراض وسمنة وآفات صحية في الكثير من المجتمعات.