{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }
– صح عن عُبيدة السَّلمانى فى تفسير هذه الآية أنه غطى رأسه ووجهه بثوبه وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه.
– عن قتادة قال :أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب ،وقد كانت المملوكة إذا مرت تناولوها بالإيذاء، فنهى الله الحرائر أن تتشبهنَّ بالإماء.
والمقصود بقوله: " أن يقَنْعَن على الحواجب " أى " يُغطى القناع الوجه كله حتى الحواجب "
– عن أبى صالح قال : قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة على غير منزل ، فكان نساء النبى صلى الله عليه وسلم وغيرهن إذا كان الليل خرجنَ يقضينَ حوائجهنَ، وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل، فأنزل الله " آية الأحزاب "، أى : يُقَنْعنَ بالجلباب حتى تُعرف الأَمَة من الحرة.
-عن أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها قالت: لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من أكسية سود يلبسنها.
أكسية :جمع كِساء
بعض الملاحظات التى تؤخذ من قول أمنا أم سلمة رضى الله عنها:
1- قولها " لما نزلت الآية خرج نساء …إلخ " تبين بوضوح شدة حرص المسلمات على سرعة تنفيذ أوامر الله سبحانه فهم لم ينتظرن حتى عودتهن إلى بيوتهن فينظرن ما يصلح من ثيابهن أو لا يصلح.
2- لم تقل واحدة منهن أنتظر حتى افكر ،،أحسبها جيداً،،حتى أقتنع ….. إلخ من الأقوال التى تخرج الأخت من كونها أمة وعابدة ومملوكة لله إلى الندية وووووووووووو إلخ مما يقعنا فى مُسائلة لسنا نداً لها.
3-لم يرد فى أنفسهن تلك الأسئلة مثل : أن هذه الآية نزلت فى نساء النبى (أى الأخذ بشطر الآية وترك شطرها) و (أنا لم أبلغ بعد درجة الإيمان) ……… الخ مما يلقيه إبليس فى صدورنا معتمداً على جهلنا ببديهيات فقهنا.
( وما ذكرت قليل من كثير يفهم ويستنبط من قول أمنا رضى الله عنها)
نكمل تفسير الآية:
– قال أبو بكر الجصاص: فى هذه الآية دلالة على أن المرأة الشابة مأمورة بستر وجهها عن الأجنبيين ،وإظهار الستر والعفاف عند الخروج لِئلا يطمع أهل الريب فيهن.
الأجنبين أى :كل رجل يحل للمرأة الزواج به
و" المرأة العجوز فى الشرع " هى التى يئست من " النكاح ومن الولد ".
وقال ربيعة: هى التى تستقذرها من كبرها إذا رأيتها .
لأن أحياناً المراة تكون قد يئست من المحيض ومن الولد ولكن إن رآها الرجال لفتت أنظارهم ويمكن أن تطلب للزواج ،، وقد أعجبنى قول أحدهم حين قال:
"يجب النقاب على كل من بها مسحةٌ من جمال "
و"مسحة" تفيد أو يفهم منها "القليل الذى يكاد يُذكر"
– فى "صحيح مسلم" عن أم عطية رضى الله عنها قالت: " يارسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب؟ قال: لتُلبسها أُختها من جلبابها. "متفق عليه"
وإجابة النبى صلى الله عليه وسلم بهذا الجواب على أم عطية يدل على أن الجلباب فرض .
والجلباب هو: ثوب كبير واسع فضفاض ، أكبر من الخمار يختمر به الجسد كله , وأختلف الناس فى كيفية إرخاءه على الجسد ،فقال ابن عباس حَبر الأمة وترجمان القرآن ،، وعبيدة السَّلمانى:ذلك أن تلويه المرأة حتى لايظهر منها إلا عينٌ واحدة تُبصر بها.
وقال ابن عباس أيضاً وقتادة رضى الله عنهم: ذلك أن تلويه فوق الجبين وتشدَّه، ثمَّ تعطفه على الأنف، وإن ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه.
وهذا الرأى إختلف عن الذى قبله فى " أنه أجاز إظهار العينين ،لا واحدة "
ملاحظة: قال الجوهرى:الجلباب هو الملحفة (فى أيامنا)