••~ الحلقة الأولى ~••
– شروق
انطلق الصوت فجأة فالتفت شروق إلى مصدره متعجبة
– إزيك يا بنتي.. فينك من الصبح
كانت هذه سامية صديقة شروق المقربة، تكلمها وهي تتوجه إليها مسرعة..
شروق مبتسمة: إزيك يا سامية.. إيه أنا هنا من بدري
سامية وهي تنهج: يا سلام.. بدري برضو ؟.. تلاقيكي لسه واصلة حالا يا كسلانة
ضحكت شروق قائلة: ههههه… أنا برضو اللي كسلانة يا هانم.. طب ده أنا بفضل الله من أول الناس اللي بتيجي المحاضرات.. مش زى ناس
سامية: هههه.. فعلا.. بتفتحي المدرج مع الفراشين..
شروق: بس يا بت اسكتي..
توجهت شروق مع سامية إلى خارج الكلية ثم إلى باب الخروج من الجامعة..
تعالوا معا نتهز قصة انشغال شروق مع سامية لنتعرف عليهما أكثر..
شروق وسامية بطلتا روايتنا – أو حملتنا كما نحب أن نسميها – ..
هذه الفتاة الهادئة هي شروق، فتاة جامعية تدرس بكلية الآداب قسم علم نفس.. وهي فتاة محترمة ذات أصل طيب..
أما تلك التي معها فهي سامية صديقتها الأنتيم .. وهي معها في نفس السنة وفي نفس السكشن أيضا…
ورغم العلاقة القوية بين شروق وسامية وجودهما معا دائما، إلا أن سامية تختلف عن شروق كثيرا في طباعها..
سامية فتاة نشيطة ومتحفزة دائما، صاحباتها يطلقون عليها اسم "نونا الشعنونة" لأسلوب كلامها وتلقائيتها في الحديث..
ونظرا لأن محور كلامنا سيكون عن الحجاب، فلابد لنا أن نتعرف معا على طريقة لبس كل من صديقتينا..
تعتاد شروق على ارتداء بلوزات وجيب فضفاضة، بل أحيانا ترتدي العباءات أيضا، وترتدي عليها طرحة قصيرة تحيط برأسها..
أما سامية فترتدي البنطلونات الجينز غالبا والباديهات.. وهي أيضا محجبة بطرحة قصيرة تلفها حول شعرها..
والآن دعونا من هذا الوصف الممل ، هيا نلحق بشروق وسامية لنسمع ماذا يقولان..
كان هذا آخر اليوم الدراسي، والفتاتان تستعدان لمغادرة الكلية إلى البيت..
شروق: أنا تعبانة وعايزة أنام
سامية: شفتي الدكاترة بيعملوا فينا إيه يا شروق.. بيطحنونا .. آآه
شروق: آه والله يا سامية.. وللأسف مش عارفين نقولهم حاجة.. سبحان الله
سامية: ربنا يخلصنا من الكلية دي بقى ونتخرج يا رب
شروق: يا رب.. هانت إن شاء الله..
– سلام عليكم
قاطعهم الصوت فالتفتتا معا، فرأيا فتاتين من بنات دفعتهما.. عرفت شروق وسامية الفتاتين على الفور من شكلهما المميز..
هذه الأولى التي ترتدي النقاب ولا يظهر من جسمها شيء تسمى أسماء، والثانية ذات الإسدال فصديقتها ندى..
شروق: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. إزيك يا أسماء، إزيك يا ندى..
ابتسمت ندى لشروق: الحمد لله، إزيك أنتي يا شوشو..
أسماء: إزيكم يا جماعة أخباركم إيه ؟
ردت سامية باقتضاب: الحمد لله
أسماء: بأقولكم يا بنات.. دلوقتي كان فيه استبيان كده بنوزعه على البنات صاحباتنا، فيه أسئلة محتاجين نعرف إجاباتها..
شروق: استبيان؟ تبع أني مادة ده ؟
ندى: هههههه.. لا يا بنتي، أنتي خلاص مفيش في دماغك غير المذاكرة.. ده استبيان ملهوش دعوة بالكلية خالص..
أسماء: أيوة ده استبيان عن الحجاب.. عايزين نعرف رأي بنات الجامعة في موضوع الحجاب واللبس الشرعي والحاجات دي يعني
سامية بصوت منخفض: يه
شروق: عن الحجاب؟ طب كويس والله.. ربنا يكرمكم..
أسماء: ممكن تاخدوا الاستبيان وتجيبوه لنا بكرة إن شاء الله ؟
ابتسمت شروق: ماشي مفيش مشكلة
أما سامية فلم ترد..
مدت ندى يدها بورقتين إلى شروق وسامية..
ندى: أتفضلي يا شوشو هانم، أدي ورقتك.. أتفضلي يا سوسو ورقتك..
فالتقطت كل فتاة ورقتها وشكرت شروق أسماء وندى ثم انصرفتا..
وبعد أن ابتعدت الفتاتان قالت شروق وهي تنظر في الورقة: هل أنتي محجبة، نعم أم لا.. إذا كانت الإجابة بلا.. مم
لم تنطق سامية
شروق: مالك يا سامية..كنتي مخنوقة كده ليه.. كان باين عليكي بصراحة..
سامية: بصراحة بقى أنا مش بارتاح خالص للبنتي دول.. مش بينزلو لي من زور..
شروق: ليه بس.. دي أسماء طيبة أوي بجد.. وندى كمان
سامية: طيبة على نفسها يا شروق.. أنا حرة يا ستي
شروق: طب هدّي نفسك بس.. خلاص انسي الموضوع كله..
ظلت بطلتانا تدردشان حتى وصلت كل منهما إلى الموقف وكانت لحظة افتراقهما فودعت شروق سامية ثم توجهت إلى الميكروباص المنتظر أمامها….
بعد فترة ليست بالقليلة من ازدحام المواصلات وعوادم السيارات، وسباب الركاب والسائقين.. وصلت شروق أخيرا إلى بيتها..
وكان أول شيء فعلته بعد أن غيرت ملابسها هو قراءة الاستبيان الذي أعطتها إياه أسماء وندى
1- هل أنت محجبة :
– نعم
– لا
إن كانت الإجابة بلا
2- ما هي المعوقات التي جعلتك تتأخري في لبس الحجاب ( لو في أسباب أخرى فضلا لا أمرا اذكريها ) :
– مكنتش اعرف انه فرض
– أهلي رافضين
– أصاحبي مش مشجعين
– حبي للموضة
– مكنتش مقتنعة بيه
– لبسته على طول متأخرتش ولا يوم
3- يا ترى اخدتي نية عند ارتداء الحجاب :
– نعم
– لا
4- إذا كانت الإجابة لا ، هل ارتدتيه بسبب :
– تقليدًا لأصحابي
– ضغط والدي
– شعري مش حلو
5- أي طريقة في الحجاب ترتدين :
– بنطلون + بادي قصير + طرحة
– بنطلون + معطف ( منتو ) للركبة + طرحة
– بنطلون + معطف طويل + طرحة قصيرة
– بنطلون + معطف طويل + طرحة طويلة
– جوب + بلوزة قصيرة + طرحة طويلة
– جوب + معطف للركبة + طرحة قصيرة
– جوب + معطف للركبة + طرحة طويلة
– جوب + معطف طويل + طرحة صغيرة
– جوب + معطف طويل + طرحة طويلة
– عباية + طرحة طويلة
– إسدال
– ملحفة
– منتقبة
6- هل أنت راضية عن طريقة حجابك الآن ( برجاء التوضيح لماذا ) :
– نعم
– لا
7- هل تنوين تغير حجابك للأفضل :
– نعم
– لا
8- كيف تنظرين لمن ترتدي أقل منك :
– بإشفاق وأتذكر ما كنت عليه وأدعو لها
– باحتقار
9- كيف تنظرين لمن ترتدي ما يليك في الترتيب السابق :
– بانبهار وأدعو لها ونفسي أبقى زيها
– معقدة
10- هل تعرفي ما هي موصفات الحجاب الشرعي ؟
11- هل يا ترى تتوافق هذه الموصفات مع ما ترتيده حاليا ؟
12- لو واحدة جات قالتلك نفسي البس الحجاب بس مش قادرة .. حتقولي لها ايه ؟
13- ما هو مفهوم الشياكة لديك ؟ وهل يتعارض مع الحجاب ؟ وكيف؟
انتهت شروق أخيرا من قراءة الاستبيان
لكنها ذهبت بتفكيرها بعيدا..
كانت شروق دائمة التفكير عن حجابها أو لبسها بصفة عامة.. هي تشعر أن لبسها ليس بالسيئ.. بالعكس لبسها محترم ومحتشم جدا مقارنة بأغلب المسلمات في العصر الحالي..
لكنها مع ذلك تشعر أنها ليست بهذه المثالية.. تشعر أن هناك الكثير من التحسينات والأمور التي تريد إصلاحها في لبسها..
أفكار متناقضة اجتاحت عقل شروق.. وهي لا تستطيع التركيز أصلا من إرهاق اليوم والمواصلات..
– شروق
قاطعها صوت والدتها القادم من المطبخ فعادت إلى أرض الواقع
شروق: أيوة يا ماما
والدة شروق: أحطلك الغداء دلوقتي ولا لما تصحي
قامت شروق تجاه والدتها مسرعة: لا حطيه يا ماما أنا مش هنام دلوقتي..
نسيت شروق موضوع الاستبيان وانشغلت مع والدتها..
لكنها حتما ستعود إليه مرة أخرى..
تري ماذا سيكون موقف سامية من الاستبيان؟
هل ستهتم بقرائته ؟ أم ستلقي به في سلة المهملات؟
هذا ما ستكشفه لنا
الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى…
وقفة مع حجابي
أما سامية فبعد أن فارقت شروق بدأت تفكر في ما حدث
وبعد أن وصلت إلى البيت وتناولت الغداء
اتجهت إلى غرفتها ونظرت إلى ورقة الاستبيان وهى مستنكرة
وبدأت تقرأ
هل أنت محجبة ؟؟
توقف قليلا لتسأل نفسها..
لم تتوقف كثيرا عند السؤال وأكملت قراءة ، لكنها لم تصمد كثيرا وتركت ورقة الاستبيان ، وجلست على النت كعادتها
ولكن السؤال لازال يتردد في ذهنها ، ودار هذا الحوار بينها وبين نفسها
نعم أنا محجبة
بالبنطلون والبادي ؟! ..آه هو مش حجاب أوى يعنى بس أحسن من بنات كتير ، أنا كدا حلو
انتهى يوم سامية وتوجهت للنوم لتذهب باكرا إلى الجامعة
أما شروق
فبعد أن انتهت من مساعدة والدتها في المطبخ وتناولت طعامها
توجهت إلى السرير لتنام ، لكنها لم تستطع النوم
، وبدأت تفكر في أسئلة الاستبيان
هل أنا محجبة !؟!
نعم أنا محجبة ، أنا بلبس جيبات وبلوزات فضفاضة وأحيانا العباية
استيقظت شروق وأحضرت ورقة الاستبيان وبدأت تجيب وكانت إجاباتها
1- هل أنت محجبة :
– نعم
– لا
إن كانت الإجابة بلا
2- ما هي المعوقات التي جعلتك تتأخري في لبس الحجاب ( لو في أسباب أخرى فضلا لا أمرا اذكريها ) :
– مكنتش اعرف انه فرض
– أهلي رافضين
– أصاحبي مش مشجعين
– حبي للموضة
– مكنتش مقتنعة بيه
– لبسته على طول متأخرتش ولا يوم
3- يا ترى اخدتي نية عند ارتداء الحجاب :
– نعم
– لا
4- إذا كانت الإجابة لا ، هل ارتدتيه بسبب :
– تقليدًا لأصحابي
– ضغط والدي
– شعري مش حلو
5- أي طريقة في الحجاب ترتدين :
– بنطلون + بادي قصير + طرحة
– بنطلون + معطف ( منتو ) للركبة + طرحة
– بنطلون + معطف طويل + طرحة قصيرة
– بنطلون + معطف طويل + طرحة طويلة
– جوب + بلوزة قصيرة + طرحة طويلة
– جوب + معطف للركبة + طرحة قصيرة
– جوب + معطف للركبة + طرحة طويلة
– جوب + معطف طويل + طرحة صغيرة
– جوب + معطف طويل + طرحة طويلة
– عباية + طرحة طويلة
– إسدال
– ملحفة
– منتقبة
6- هل أنت راضية عن طريقة حجابك الآن ( برجاء التوضيح لماذا ) :
– نعم
– لا
7- هل تنوين تغير حجابك للأفضل :
– نعم
– لا
8- كيف تنظرين لمن ترتدي أقل منك :
– بإشفاق وأتذكر ما كنت عليه وأدعو لها
– باحتقار
9- كيف تنظرين لمن ترتدي ما يليك في الترتيب السابق :
– بانبهار وأدعو لها ونفسي أبقى زيها
– معقدة
10- هل تعرفي ما هي موصفات الحجاب الشرعي ؟
نعم فضفاض ومش شفاف
11- هل يا ترى تتوافق هذه الموصفات مع ما ترتيده حاليا ؟
نعم إلى حد كبير
12- لو واحدة جات قالتلك نفسي البس الحجاب بس مش قادرة .. حتقولي لها ايه ؟
هنصحها وأحاول أقنعها
13- ما هو مفهوم الشياكة لديك ؟ وهل يتعارض مع الحجاب ؟ وكيف؟
يناسب سني ومواصفات حجابي
ألوانه متناسقة ومكوي ونضيف
في اليوم التالي ….
تقابلت سامية وشروق أمام المدرج
شروق : أهلا يا هانم ما بدري
سامية :ههههه ازيك يا شوشو ، يا بنتي دا انجاز إنى اصحي بدري كدا
شروق : ماشى يا ستى هقول إيه بس ، أمر الله بحبك
شروق : جاوبتى يا بت يا سوسو على الاستبيان
سامية : بلاش وش ، استبيان إيه وبتاع إيه ، دى عيال معقدة
شروق : ليه يابنتى بس ، الموضوع دا مهم ومش تعقيد ولا حاجة
تعالى بس نجاوب سوا يللا
1- هل أنت محجبة :
– نعم
3- يا ترى أخدتي نية عند ارتداء الحجاب :
– لا لبسته فجأة كده ، كانت حصلتلي مشكلة فقلت يمكن عشان أنا بشعري وشكلي ملفت
والناس بتبصلي وحش وقلعته 4 مرات وبعدين حبيته بجد
5- أي طريقة في الحجاب ترتدين :
– بنطلون + بادي قصير + طرحة
– بنطلون وتونك
– جيبة وبادي
6- هل أنت راضية عن طريقة حجابك الآن ( برجاء التوضيح لماذا ) :
إلى حد ما ، بس شايفة إني مش سيئة
7- هل تنوين تغير حجابك للأفضل :
ربنا يهدي
8- كيف تنظرين لمن ترتدي أقل منك :
😀
9- كيف تنظرين لمن ترتدي حجاب أفضل منك
عادي بصراحة
10- هل تعرفي ما هي موصفات الحجاب الشرعي ؟
أيون
11- هل يا ترى تتوافق هذه الموصفات مع ما ترتديه حاليا ؟
لا
12- لو واحدة جت قالتلك نفسي ألبس الحجاب بس مش قادرة .. هتقولي لها إيه ؟
هقولها تلبسه طبعا وربنا يهدينا كلنا
13- ما هو مفهوم الشياكة لديك ؟ وهل يتعارض مع الحجاب ؟ وكيف؟
أنا استايل بالحجاب بتاعي ومش هغيره دلوقتي خالص لأني مرتاحة كده
وشايفة انه لايق عليا ومقتنعة بيه
هكذا أجابت سامية وشروق على الاستبيان
وبعد قليل من حوارهما قابلا كل من ندى وأسماء
أسماء :السلام عليكم ازيكم يا بناويت
شروق : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ازيك يا سمسمة ، ازيك يا نانا
ندى : إزيك يا شوشو عاملة إيه ياتوتا ؟
ندى :إزيك يا سوسو أخبارك إيه ؟
شروق : الحمد لله بخير عاملين إيه في المذاكرة بدأتوا ولا لسه
أسماء :ربنا يسر يا شوشو دى سنه خنيقة وصعبة كدا ، ولا إيه رأيك يا ساسو
سامية :عندك حق والله سنه غريبة الشكل كدا ربنا يعديها على خير
ندى :يارب
صحيح عملتوا إيه في الاستبيان جاوبتوا ولا إيه
شروق : آه طبعا بتاعى اهوه
ندى : ياه ربنا يكرمك يا شروق يارب جزاك الله خيرا
وانتى يا ساسو جاوبتى ولا لسه ؟
ردت سامية وهى غير متحمسة
سامية : آه جاوبت اهوه
أسماء : يا واد يا واد ، جزاك الله خيرا يا ساسو في ميزان حسناتك يارب
الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر
اشهد أن لا اله إلا الله …..
ندى : العصر بيأذن يللا يا بنات نصلى
شروق : يللا اسبقوا وإحنا هنحصلكم
أسماء : ما تتأخروش
شروق : وراكم على طول نتقابل في المسجد
شروق : مالك يا سامية
سامية : أصل بصراحة بحس إن أسماء دى معقدة كدا ومغمقاها
شروق : ليه بس علشان النقاب !!
لم تجاوب سامية ولكن كانت ملامحها توحي بهذا
فقالت شروق : هو مش فرض آه ، بس أنا بحس إن المنتقبة دى ملكة كدا
سامية وهى تنظر لشروق باستغراب شديد : ياسلام يا ختي ، طب يللا علشان نروح
هل ستواجه سامية أسماء بحقيقة مشاعرها نحوها ؟
أم ستخفيها في قلبها حتي النهاية ؟
هذا ما ستكشفه لنا الحلقات القادمة إن شاء الله تعالى
ستايل بحجابي
في الصباح وقبيل المحاضرة بدقائق ..
شروق : ي البنت دي دايما تتأخر وتأخرنى معاها ، لما أشوفك يا سامية
وأخذت شروق تنظر هنا وهناك علها تجد سامية قادمة، ولم تجد بد من الاتصال بها
لكن .. سامية لا ترد
ظلت شروق تتصل وتصل دون فائدة .. حتي كاد يقتلها القلق
شروق : ياتري مش بترد ليه ؟
معقولة كل ده مش سامعة الموبايل؟
يا تري حصل لها حاجة وحشة ؟
يارب استر ..
وقررت شروق أن تترك المحاضرة وتذهب إلي منزل سامية كي يطمئن قلبها
وقبل أن تذهب اتصلت بها للمرة الأخيرة ، وردت سامية هذه المرة
شروق : ألو إيه يا بنتي خضيتيني عليكي بجدد ، إنتي فين ؟
سامية بصوت متعب : أيوة يا شروق معلش كنت نايمة ، معلش يا شوشو أنا مش هقدر أنزل الجامعة النهاردة
شروق : ليه يا بنتي مالك ؟
سامية : أبدا يا حبيبتي بس صحيت لقيت بطني وجعاني شوية
شروق : بجد … ألف سلامة ، ما صوتك باين عليه ، على العموم هحضر المحاضرة وأجيلك على طول.. سلام
وبعد انتهاء المحاضرة أقبلت أسماء وندى على شروق يسألونها عن سامية
لم تتوقع شروق أن تهتم أسماء وندى بالسؤال عن سامية خاصة أن سامية لم تعاملهم بلطف وبدا علي وجهها أنها لا تحبهم
ردت شروق : مجتش النهاردة أصلها تعبانة شوية
ندى : إيه ده بجد …. مالها ؟
شروق : اتصلت بيها وقالتلى إنها صحيت لقيت بطنها وجعاها
أسماء : ألف سلامة عليها … طهور إن شاء الله
شروق : أنا قلتلها إني هروحلها بعد المحاضرة
ندى : طب سلميلنا عليها وقوليلها تبطل أكل كتير
شروق : ههههه ……. حاضر
أسماء : وإحنا على العموم هنتصل بيها ونطمن عليها
ندى : يالا بقى عشان تلحقي تروحيلها بس متنسيش تسلميلنا عليها وقوليلها ألف سلامة
وعند سامية …
شروق : السلام عليكم
والدة سامية :
وعليكم السلام … إزيك يا شروق ؟
شروق : الحمد لله يا طنط إنتى إيه أخبار حضرتك ؟
والدة سامية : الحمد لله
شروق : أمال فين سامية؟
والدة سامية : أهى جوه في أوضتها أدخليلها
شروق : إيه يا بنتي مالك بس قلقتينى عليكي ، عاملة إيه دلوقتي؟
سامية : الحمد لله أحسن كتير ، ماما وديتنى للدكتور وخدت علاج وبقيت كويسة
شروق : الحمد لله ،، آه صحيح أسماء وندى بيسلموا عليكى كتير
سامية باقتضاب : آه ما هما اتصلوا بيا
شروق : والله يا بنتي أنا بحبهم جدا وبفرح لما أشوفهم
سامية بغيرة : ليه يعنى ؟
شروق : يا بنتي كفاية تدينهم ولبسهم ، حاجة تفرح
سامية : يا بنتي هي باللبس المهم القلب مدام أبيض خلاص …
وعلى العموم أنا أصلا مش بحب المنقبات ولا مقتنعة إن واحدة تدفن جمالها فيه ،
أنا لاقيه نفسي في لبسي وعاجبنى قوى ، المهم إني بصلي … وأنا شايفة إني كده صح
لم تقتنع شروق كثيرا بما قالت سامية ، لكنها فضلت أن تغير الحديث في هذا الموضوع
شروق : طب خلاص سيبك من الكلام في الموضوع ده دلوقتي
سامية : أحسن بردو
وأخذت سامية وشروق في التحدث في مواضيع متنوعة وتناسوا موضوع الحجاب
وفى المساء جلست شروق على جهاز الكمبيوتر الخاص بها
شروق : إيه ده أسماء فاتحة ميلها
(10:54 مساءاً) أسماء : السلام عليكم
(10:55 مساءاً) شروق : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته… كنت لسه هكلمك
(10:55 مساءاً) أسماء : القلوب عند بعضها …..إيه أخبار سامية دلوقتي ؟
(10:55 مساءاً) شروق : الحمد لله راحت للدكتور وأخدت العلاج وبقت كويسة
(10:55 مساءاً) أسماء : الحمد لله
(10:56 مساءاً) شروق : على فكرة قالتلى إنكم إتصلتوا بيها
(10:56 مساءاً) أسماء : آه وهى طمنتنا الحمد لله
(10:57 مساءاً) شروق : أسماء في حاجة كده عاوزة آخد رأيك فيها
(10:57 مساءاً) أسماء : خير يا شوشو
(10:57 مساءاً) شروق : وأنا عند سامية أتكلمنا في موضوع الحجاب وكده
(10:57 مساءاً) أسماء : خير إيه اللي حصل في الموضوع ؟
(10:58 مساءاً) شروق : يعنى معارضة خالص الفكرة وبتقول إنها عاجبها استايل لبسها وإنها جميلة كده ،
وقالت إن الله جميل يحب الجمال
(10:58 مساءاً) أسماء : أنا مش هكلمك على الحجاب دلوقتى ، بس هكلمك على حاجة تانية
(10:59 مساءاً) شروق : حاجة إيه ؟
(11:01 مساءاً) أسماء : تصحيح مفهوم
(11:01 مساءاً) شروق : تصحيح مفهوم …. يعنى إيه ؟
(11:01 مساءاً) أسماء : مشكلتنا إننا عندنا اختلاط في الألفاظ ..
مش معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :إن الله جميل يحب الجمال إننا نعصى الله بحاجات حرام حرمها هو ،
وبعد كده نحتج بحديث النبي بدون فهم لمعناه… وفيه حاجة تانية
(11:01 مساءاً) شروق : حاجه إيه ؟
(11:01 مساءاً) أسماء : هو ليه الناس بتاخد الحديث من النص؟ الحديث بقول أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
"لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ ِفي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ، قَالَ رَجُلٌ : إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً ،
قَالَ : إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ .لوعرفت الحديث كله مكانتش احتجيت بيه
(11:02 مساءاً) شروق: والله أنا كنت عايزة أفهمها بس معرفتش
(11:02 مساءاً) أسماء : ولا يهمك يا شوشو المهم إنتى تعرفي المعنى كامل عشان تقدري توصليه لأي حد بعد كده …
(11:03 مساءاً) شروق : ماشى يا قمر
(11:03 مساءاً) أسماء : معنى إن الله جميل يحب الجمال إن العبد يتجمل لله بما أمره به وأن يبتعد عما نهاه عنه وبكده يتحقق المفهوم
(11:03 مساءاً) شروق : الله ينور عليكى يا قمراية
(11:05 مساءاً) أسماء : ويرضى عنك يا شوشو
(11:05 مساءاً) شروق : بس هي مقتنعة بلبسها ومعارضة أى فكرة تانية
(11:05 مساءاً) أسماء : عادى يا شوشو ولا يهمك معظمنا كان كده – إلا ما رحم ربى-
أنا أعرف واحدة صاحبتي -أحسبها على خير- مكانتش محجبة خالص وبتكره الحجاب كمان ، ومن الله عليها والتزمت
(11:06 مساءاً) شروق : الحمد لله طمنتينى الله يطمنك ، بجد شكرا يا حبيبتي على اللي عرفتهولى
(11:06 مساءاً) أسماء : الشكر لله يا جميل .. أشوفك إن شاء الله يوم الأحد ومتنسيش سورة الكهف بكرة
(11:06 مساءاً)شروق : إن شاء الله …. سلام
(11:07 مساءاً) أسماء : إيه ده ……… فين كفارة المجلس زى ما اتفقنا
(11:07 مساءاً) شروق :آه صح…سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
(11:08 مساءاً)أسماء : سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك . …. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(11:08 مساءاً) شروق : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(11:9 مساءاً) أسماء غير مُتصل الآن
(11:13 مساءاً) شروق غير مُتصل الآن
بعد ما عرفت أسماء وجهة نظر سامية ..
تري ..
كيف ستدخل أسماء في هذا الموضوع ؟
هل ستقبل سامية تدخل أسماء بهذه البساطة ؟
وكيف سترد عليها ؟
هذا ما سنعرفه في حلقتنا القادمة إن شاء الله تعالى
مش مقتنعة
في الحلقة السابقة عرضنا جانب من جوانب اعتراض سامية على فكرة تغييرالحجاب
وكيف أن كلماتها أثرت في شروق ثم رأينا كيف أصلحت أسماء من مفاهيم شروق
وفى أول يوم دراسي من الأسبوع التالي كانت شروق تقف مع سامية بعد انتهاء المحاضرة وجاءت أسماء وندى
أسماء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شروق وسامية : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسماء : إزيك دلوقتى يا سامية ؟…. إزيك يا شروق؟
سامية : الحمد لله أحسن كتير
شروق : الحمد لله رب العالمين ……. إزيكم انتم ؟
ندى : الحمد لله بخير……….. إيه ده أذان الظهر يالا نصلي
سامية : حاضر ثواني وجاين
أسماء : بعد الصلاة عاوزاكى شوية يا سامية
سامية : خير فيه حاجة ؟!
أسماء : لا أبدا حاجة بسيطة كده
سامية : طيب !
وبعد انصراف ندى وأسماء
شروق : إيه يا بنتي ماروحناش معاهم ليه ؟
سامية : عادى يعنى
شروق : آه على فكرة أنا كلمت أسماء ع الميل أول أمبارح
سامية : إوعى تكوني قولتيلها حاجة
شروق : الصراحة دردشنا شوية وقلتلها على فكرتك في الحجاب
سامية : يه ليه كده….ومقلتليش ليه ساعتها ما أنا معاكى ع الميل أو ع الموبايل
شروق : عادى يعنى متحبكيهاش
سامية : عشان كده بقى هي عوزاني … طب هقولها إيه لو سألتني ؟
شروق : إيه يا بنتي انتى خايفة كده ليه قوليلها على فكرتك في الحجاب يمكن يكون عندك حق وتقدري تقنعيها بوجه نظرك
أرادت شروق بتلك الكلمات إثارة صديقتها لتخرج كل ما بداخلها حين تناقشها أسماء وندى
وبعد الفراغ من الصلاة بقيت كلا من أسماء وندى وشروق وسامية في المسجد وبدأ الحديث
تعالوا نرى ماذا دار ……..
أسماء : على فكرة يا سوسو شروق قلقتنا جدا عليكى …. خير كان عندك إيه ؟
إحنا مقدرناش نعرف منك حاجة لما اتصلنا بيكى
سامية : أبدا شوية ألم بسيط كده والحمد لله راح
أسماء : الحمد لله ….. أنا كلمت شروق في نفس اليوم وطمنتنى عليكى
سامية : آه ما هي قالتلى
ندى : على فكرة يا سامية أنا شفت ردك على الاستبيان وفيه نقطة لفت انتباهي
سامية باندهاش : نقطة إيه ؟
ندى : في إجابتك على السؤال بتاع مفهوم الشياكة
سامية : آه مالها الاجابة؟
ندى : يعنى انتى قولتى أنا استايل بالحجاب بتاعى ومش هغيره دلوقتى خالص
لانى مرتاحة كده وشايفة إنه لايق عليا ومقتنعة بيه ………. صح
سامية : ايوة ياندى فيها إيه يعنى ؟
أسماء : بصى يا قمر يمكن انتى رديتى على إجابتك دية باجابة تانية قبلها
سامية : إجابة إيه ؟
أسماء : في سؤال مواصفات الحجاب انتى قولتى لا يوافق
طيب ازاى انتى مقتنعة بلبسك مع انك عارفة انه مش موافق لمواصفات الحجاب ؟
سامية: ايوة أنا عارفة كده كويس بس أنا يا أسماء….أنا لسه صغيرة قوى ع الكلام ده
أسماء : صغيرة! …. انتى عندك 18 سنة صح ؟
سامية : آه صح
أسماء : طب ما أنا بردوا عندي 18 سنة
سامية : يا أسماء الحكاية كلها أنى مش مقتنعة بالفكرة أصلا
أسماء : طيب الأول بس لازم نعرف حاجة مهمة قوى والكلام لينا كلنا وأنا أولكم
شروق : حاجة إيه ؟
أسماء : كلنا والحمد لله مسلمين بس ياترى حد عارف مننا معنى الإسلام الحقيقي إيه ؟
شروق : ايوة إننا نرضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا
أسماء : برافو عليكى …… وفيه تعريف لكلمة الإسلام نفسها وهى معناها الاستسلام والخضوع والانقياد لأمر الله تعالى وطالما الأمر كده فالمسألة مش مسألة إقناع يا سامية بقدر ما هي مسألة إيمان وامتثال
فالمسلم مش محتاج في كل تكليف ليه من ربنا لإقناع وسبب للتكليف ده…… وطالما الواحد زى ما قالت شروق رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا …. وطالما انه متأكد من كده يبقى لازم يوافق
تعرفوا إيه اللي الواحد لازم يسأل عنه ؟
سامية : إيه ؟
أسماء : ياترى التكليف ده ورد في القران ولا لاء ؟
لو كان ورد في القران يبقى لازم نقول سمعنا واطعنا عشان نحقق معنى الإسلام
سامية : طب لو كان حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم …. وأنا سمعت إن فيه أحاديث كثيرة جدا مش صح
أسماء : المفروض لو إننا وجدنا التكليف ده في أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم
إننا نتأكد من صحة الحديث
سامية : ازاى ؟
ندى : دية بقى يا سوسو مهمة العلماء ولو اثبتوا صحة الحديث
لازم نقول سمعنا وأطعنا بردوا
سامية : طب لو مكنش ورد هنا ولا هنا يبقى إيه الحل ساعتها
أسماء : نحتكم لأراء العلماء الموثوق فيهم كالائمة الأربعة
مثلا أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد
ندى : يبقى الحكاية مش حكاية إقناع يا سوسو … سبحان الله تعرفوا إن الدين مش بيتجزأ،فالدين مش هيجيلك كله إلا إذا انتى خدتيه كله وهضربلكم مثل :
انتى مثلا يا سامية لما تعبتى وروحتي للدكتور وكتبلك الروشتة عملتي إيه بعدها ؟
سامية : اشتريت الدوا وأخدته
ندى : سبحان الله يعنى انتى اخدتى العلاج اللي وصفهولك الدكتور على طول من غير مناقشة صح
سامية : آه طبعا هو يفهم كتر منى
ندى : طب ده الدكتور، طب لو كان ربنا ..أكيد يعرف مصلحتنا أكتر مننا وأكتر من الدكتور، سبحان الله يعنى الواحدة مننا لما يقولها بشر زيها زيه حاجة متشكش فيه أبدا ، ولما ربنا يقولها حاجه تلاقى الكسل وطلب الإقناع دب فينا
ياه للدرجة دية ربنا هان علينا نطيع مخلوق ونعصى الخالق عز وجل
شروق : لا طبعا نطيع ربنا عشان كده لما نزلت آية الحجاب
وهي : بسم الله الرحمن الرحيم "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ"
والنبي-صلى الله عليه وسلم- حجّب نساؤه والصحابة علموا كده ، اتحجبوا على طول
أسماء : بارك الله فيكى يا شروق
سامية : ماشى بس أنا فيه حاجة كده وخايفة إنها تتقال عليّا
أسماء : حاجة إيه؟
سامية : من غير زعل ؟
أسماء وندى : طبعا من غير زعل
سامية : إن المحتجبات أصلا شكلهم وحش وهما بيداروا وحاشتهم بالحجاب ده
سواء عدم تناسق جسمهم اللي بيداروه باللبس الواسع أو الطرحة الطويلة ، أو حتي شكل وشّهم اللي في بنات بتداريه
وأنا خايفة إن الكلام ده يتقال عليا
أسماء تنظر لها بدهشة ثم رفعت يدها ، فخفق قلب سامية بشدة وأغمضت عيناها
وضعت يداها على وجهها
ترى ماذا فعلت أسماء ؟
هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله
حوار جريء
رأينا ما حدث في الحلقة الماضية من دفاع سامية عن حجابها وعدم اقتناعها بكلام أسماء وندي حتى وصلت إلى أمر سكت فيه الجميع منتظرا رد أسماء
حين قالت سامية أن المحجبات قبيحات رفعت أسماء يدها إلى وجهها وظنت سامية أن أسماء سوف تصفعها على وجهها لذا سارعت إلى وضع يديها على وجهها لتحمى نفسها
تعالوا نرى ما حدث و موقف كل واحدة منهم
سامية تضع يديها على وجهها وقد أغمضت عينيها
شروق تنتقل بصرها بين أسماء وسامية
ندى تنظر إلى سامية وتبتسم
أسماء : ههههههههههههههههه مالك يا بنتي فيه إيه ؟
سامية : هه أنا كنت فاكرة انك هتضربينى بالقلم
ندى : هههههههههههه ليه كده إيه اللي بتقوليه ده ؟
أسماء : ها ياستى إيه رأيك بقى ؟
تنظر سامية وشروق إلى وجه أسماء التي قد كشفت عنه والذي لم تكن تراه من قبل حيث أن سامية كانت دائما تتجنب الاحتكاك بأسماء
سامية : انتى أمورة قوى
شروق : إيه ده بسم الله ما شاء الله انتى أمورة قوى
وأنا اللي بوهم نفسي أنى حلوة
سامية : انتى بجد أموره قوى ….. بس ليه كده مش مبينة جمالك
دا أنا أول مرة أشوفك كده
أسماء : شكرا ليكم على المبالغة الرقيقة دية وأنا يا سامية قولتلك قبل كده انى قلت لأمر الله ورسوله سمعا وطاعة وأنا واثقة إن ربنا هيكافئنى
كان لفعل أسماء صدى عميق في نفوس شروق وسامية وبالأخص سامية لذا كانت تجد صدى لكلام أسماء وندى يتردد بداخلها فلأجل ذلك أنصت بكل اهتمام لكلامهن
شروق:طب وعلى كده محصلش معاكم إن حد اتهمكم بأنكم تبع الجماعة الفلانية أو العلانية ؟
أسماء :يا شوشو الإسلام فيه حزبين بس هما
حزب الحق و ده اللي ربنا بينصره عشان هو بينصر ربنا ، يعني بيطيعوا أوامره ومبيعملوش اللي نهى عنه
سامية : طب والحزب التانى ؟
ندى : الحزب التانى هو حزب الباطل، وده حزب أو ناس بتعصي ربنا وتملى الأرض بالفساد والظلم
ويقولوا لو أنتي اتحجبتى ده اسمه تخلف ورجعية ، وإن الحجاب ده استبداد وكلام فاضي من ده ………بس
تعرفي لو انتى التزمتى بأوامر الله ومنها الحجاب مثلا هتبقى ضمن حزب الحق المفلحين ولكن لما بقى تحطي في وشك ألوان وميك آب
وتلبسي الضيق واللي بيحدد جسمك ساعتها هتركبى سفينة الهلاك مع الناس اللي بتعارض فكر الإسلام حتى ولو كانوا مسلمين ، وهتبقى معاهم ضد دينك
شروق : إيه ده بجد ؟
أسماء : أيوه
شفتوا بقى يا حبايبى ازاى انتم بتهربوا من ربنا وتجروا على طريق الشيطان بالأفكار الغريبة دية وتبدلوا الحلو بالوحش
سامية : يعنى أفهم إن الحجاب ده عبادة كبيرة ؟
أسماء: طبعا يا سوسو عبادة ، وعبادة سامية كمان ياست سامية ملهاش دعوة بآراء الناس وأفكارهم ، واللي يختاره يبقى هو الصح ، لإن ده شرع
واللي شرعه هو العزيز الحكيم
شروق : بس الزن على الودان أمر من السحر وأنا على طول بسمع كلام بيوجعنى
ندى : في سبيل الله تعالى ورجاء رحمته والفوز بالجنة اضربي بأقوال شياطين الإنس والجن دول الحيطة
وامسكي وعضي بالنواجذ ( ضروسك ) على شرع الله واقتدى بأمهات المؤمنين أحسن من الاقتداء بغيرهم
سامية : يعنى هي التحجيبة اللي أنا لابساها دي متنفعش ؟
أسماء : لا للأسف ياسوسو متنفعش تعرفي ليه ؟
سامية : ليه ؟
أسماء :عشان محققتش شروط الحجاب
سامية : وإيه هي شروط الحجاب ؟
أسماء : شروطه يكون يبستر وكمان لازم يكون واسع مش بيبين حاجة خالص ويكون تقيل عشان ميوصفش اللي تحته وميكونش زى لبس الرجالة
واللي أهم من كده يكون بعيد عن لبس الغير مسلمين وكمان ميكونش حجاب من كل فيلم أغنية
تعرفي ليه ميكونش فيه كذا لون أو ألوان فاقعة قوى ؟
سامية : ليه ؟
أسماء:عشان الحجاب ده ربنا شرعه لإبطال النظرة المحرمة
شروق : يعنى اللي إحنا لابسينه ده مش حجاب ؟
ندى : لا ياحبيبتى دية تحجيبه مش حجاب ، الحجاب اللي قالت عليه أسماء اللي يبستر الجسم كله أما التحجيبة فدية اللي على الرأس بس
سامية : طب ازاى أنا هبقى شيك بالحجاب من غير مايكون ملون ومدندش كده …….. مش ربنا بيقول " خذوا زينكم عند كل مسجد " ؟
أسماء : صدق الله العظيم بس الآية انتى قولتيها مش في مكانها الصح
سامية : إزاى ؟
أسماء : أقولك إزاى …….الحجاب لازم ميكونش زينة في نفسه أو فيه ألوان تجذب النظر
ودليلي على كده إن الله عز وجل قال "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" صدق الله العظيم ،
أما الآية اللي انتى قولتيها " يابنى ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد " فديه موجهة للرجال والنساء بمعنى إننا لازم نلبس أفضل حاجة عندنا بما شرعه الله لنا ،
ودليلي على كده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا خرجت إحداكن فلا يقربن الطيب " بمعنى متحطش ريحه مش ديه بردوا من الزينة ،
بس من الزينة المحرمة خارج المنزل
ندى : ده مش معناه إننا نكون متبهدلين يعنى لكن لازم لبسنا ميلفتش النظر لينا
أسماء : وده حال أمهات المؤمنين ، تعرفي أمنا عائشة رضي الله عنها احتجبت وكانت صغيرة يعنى الكلام ده لينا ولا مش لينا يا سوسو؟
سامية : لينا طبعا…بس أنا والله بعمل حاجات حلوة كتير ومش بعمل حاجات وحشة
ندى :يا سوسو الدين ميقومش أبدا إلا لو الواحد شافه من كل جانب ليه ، يعنى لازم تقبلي قول الله ورسوله في كل حاجة
وإوعى تكوني زى اللي ربنا قال فيهم " أفتؤمنون بعض الكتاب وتكفرون بعض فما جزاء من يفعل ذلك إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب "
وغير كده انتى مقريتيش قول الله تعالى " وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" …
أطهر بقى لقلب مين خديجة وعائشة وفاطمة وأمهات المؤمنين أمال بقى إحنا قلوبنا عامله ازاى ؟؟؟؟؟
سامية : بس والله أنا كويسة ؟
ندى : وأنا قولتلك إنك وحشة؟ بس انتى فكرتينى بواحدة شايلة فوق رأسها قفة مليانة حسنات
بس مخرومة للأسف والحسنات عمالة تقع منها عشان مش ملتزمة بالحجاب ،
وعاوزاكى تعملي مقارنة بين عدد اللي شافوكى من غير الحجاب الصح من غير المحارم كل يوم مع عدد الحسنات ، ياترى قد بعض؟
وعلى فكرة المحتجبة ديه بتعمل الفطرة اللي هي الستر ، أما الاستثناء هو الكشف والتعري
أسماء : وخليكم فاكرين إن أول فتنة وقعت في الجنة من الملعون إبليس هي التعري من اللباس لأبونا آدم وأمنا حواء ،
وده اللي نفهمه من " فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة" يعنى الستر معنى من معاني الحياء ومن الإيمان ، زى ما النبي صلى الله عليه وسلم قال
الله أكبر …الله أكبر …الله أكبر …الله أكبر
وهنا انقطع الحديث بأذان العصر وبعد الصلاة انصرف الجميع وظل الكلام يتردد في نفوس شروق وسامية حتى وصلا إلى منزلهما
وفى المساء وقفت سامية في شرفتها تعيد ما دار من كلام عن الحجاب ومدى اقتناعها بذلك
وفجأة حدث أمر كان من شأنه أن يطيح بكل ما فعلته أسماء وندى
ترى ما هذا الشيء؟
هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة
انتظرونا