تخيل أخي أو أختي طفل عمره 12 عام يصاب بأربعة كبائر في حقة ومن والده الذي لو فعل والده واحدة فقط منها اليوم لألقي القبض علية بتهمة إساءه معاملة إبنة ولكن إبنة المتضرر لن يسمح لهم بذلك !!
ماذا تقول في ذلك الطفل عندما يتعرض _للضرب _ وفي الشارع _ وأمام أقرانة _ وبالحذاء (أعزكم الله) !!!!!!
أكيد أنكم تخيلتم كيف ستكون نفسية ذلك الطفل المفترضة بحُكم الحيثيات اعلاه .. وأكيد ستقولون أنة كرِه والده بسبب كل تلك الجنايات فالوالدين هما مصدر الآمان والحماية للطفل فكيف يتصرف الوالد بهذا الأسلوب وألاهم من ذلك .. لماذا ؟
حسنآ .. سأقول لكم ردة فعل الطفل على هذا الأمر في حينها وبعد سنين من حدوثها .. فقد كان رده في حينها بأنة لم يبكي ولم يكره والده وسار يومة كأي يوم آخر لأنة كان يعرف والده جيدآ فلم يضربة بذلك الآسلوب إلا لغاية حسنة ومهمة .. ثم أزدادت معرفتة بأن السبب في ذلك الضرب المبرح أمر ليس بهين عند والده كما هو هين عند الكثيييييير من الناس اليوم .. بل يساوي الشرك بالله على أيامهم تلك .. وأما رده بعد سنين من الحادثة فهو يتمنى أن يجد ذلك الحذاء الذي ضُرب بة ليضعة تحت وسادتة عند النوم !!!
أكيد هذا الكلام يعتبر غير منطقي عند علماء التربية .. ولكن هذة هي الحقيقة ..
فذلك الأبن لم يكره في لحظة والده .. ولم يكن يومآ عاقآ لة بل كان اكثر برآ بة مع إن تلك الحادثة لم تكن الوحيدة فقد كانت بعدها أحدث ولكن تلك أقواها بل ويشهد على ذلك البر الأب نفسة قبل لحظات من وفاتة .. فقد أوصى إخوان الطفل الأكبر منة سنآ بة خير الوصية وكانت وفاة الأب كالهزيمة النكراء للطفل الذي بكى على فراق والده ليلآ طويلا ..
ويأتي هنا السؤال المحير .. لماذا لم يتفاعل الأبن مع ذلك الحدث كما تقول الدراسات السابقة خصوصآ وأن الطفل الآن أصبح كبيرآ ولدية أبناء ولم تكن حياتة كما تشير إلية تلك الدراسات أيضآ ؟
الجواب : لأن الاب كان يتصف بصفات تمنع كُره ابنائة لة .. وكان أبنائة يعلمون أنة يحبهم بالفعل .. ولكن ليتعلموا أن هناك خطوط حمراء لايجوز تخطيها بل حتى الأقتراب منها بل انة لو أتاه ابنة بالشهادة المدرسية كلها أصفار أو أضاع لة مليون ريال أهون من أن يرتكب تلك الحماقات والتي هي اليوم من أسهل الأمور عملآ واكثرها إنتشارآ وأقلها اهمية في الردع .. الا وهي سوء الأدب وقلة الأحترام وأذية الناس .. تلك هي الخطوط الحمراء .. فقد ارتكب ذلك الطفل إحداها .. وعندما يعلم الطفل أنة سيعرض للضرب فقط بسبب أمور مثل هذة سيزيد حبة لوالده لانة يعلم أنة لم يضربة على الفاضي والمليان وإنما لأمر فية أهمية للطفل أولآ .. عندها لن يكره والدة بل وهناك صفة أخرى للوالد لاأقول قلما بل أقول ندر أن تجدها في رجل في هذا الزمان وهي أنة كان يجمع بين الشده والرحمة والتي لم يضع لها علماء التربية تصنيف معين لنشر مبادئها وحسن الأخذ بها حيث أنها توفر على المُربي الكثير من الوقت والجهد الذي يبذلة المُربون من آباء ومعلمين والمهتمين بتنشأة الطفل على أخلاق تمنعة في الكبر من التصرف بتصرفات شاذة أو مبوذة .. ولكم حديث للمربي الاول محمد صلى الله علية وسلم والذي جمع فية بين الرحمة والشده في أمر لايمكن التهاون فية وهو خط احمر لكل مسلم .. وهو الصلاة
فال علية الصلاة والسلام " مُرُوا أبناءكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر سنين " فقد جعل صلى الله علية وسلم فترة مقدارها ثلاث سنوات لإفهام الطفل ونصحة وإعلامة بأهمية ذلك الأمر .. ثم بعد أن يستنفذ ولي الأمر كل الطرق المشروعة لحث الطفل على الصلاة وهي مثال للخطوط الحمراء السابقة بل العبادات كلها تقع تحت مظلة مكارم الأخلاق .. عندها ينتقل للأسلوب الأخير وهو الضرب لتنفيذ هذا الأمر . فالتربية مقدمة على التعليم والرسول صلى الله علية وسلم تربى تربية ربانية وهو أمي !!
لي صديق تفوة علية إبنة في لحظة غضب بما لايليق من القول .. فجائني شاكيآ من تصرف إبنة معة .. فسألتة سؤال : هل ضربت إبنك في يومٍ ما فقال لا والله لم أمد يدي علية حتى في صغره فقلت لة إذآ لا تستغرب من قلة أدبة معك وربما في قادم الأيام سيمد يده عليك .. فقد كان كثير الدلال لأبنة لدرجة عدم زجرة لة عندما يتصرف تلك التصرفات القليلة في الأدب والكثيرة في اللهو .. وهنا أُذكر بالقصة التي نشرتها إحدى القنوات لذلك الحدث الذي إنتهت مغامراتة بالسجن بتهمة السرقة حيث رد على سؤال المذيع لة : من السبب في دخولك السجن ؟ فقال : والداي !! فلقد جائهم خبر بأني أسرق ولم يضرباني !! وتأكدوا أني سارق ولم يضرباني !! ورأوني أسرق ولم يقولوا لي شيئآ !! فلو أنهم عاقبوني من أول الأمر لما بقيت سارقآ ولم أكن في السجن الآن !! تأمل .
وخلاصة الموضوع أن الضرب لا يُعقد الطفل إلا إذا رأى أنة يُضرب بغير سبب مقنع .. وعندما يكون والده يضربة لسبب فية سوء خلق فلن يكره والده .. بل ستزيد محبتة لة لأن السبب في الضرب أصلآ سبب محمود ومهم للطفل أولآ وأخيرآ وعندما يكبر سيعلم جيدآ أهمية هذا الأمر .. أما إذا كان الضرب لأسباب تافهة أو لأسباب لاتنمي وإنما تهدم شخصية الطفل أو أسباب فيها مصلحة أنانية للأب كأن يسخره للعمل بالقوة ثم يقبض عنة راتبة من باب أنت ومالك لأبيك .. عندها ربما سيكره والده وربما يكون عاقآ لة .
واجزم انها صحيحه