تخطى إلى المحتوى

الصدقات المنسية 2024.

الصدقات المنسية
ففي الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه أن الفقراء من الصحابة جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدوهم الرغبة في المسابقة للطاعة والجنة,لكنهم يرون أصحاب الجِدة يتسابقون للبذل وأمّا هم فلا يجدون,فجاؤوا إلى رسول الله قائلين له: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم, فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر) رواه مسلم.
دعونا اليوم نعرض صورًا من الصدقات التي نقدر عليها, ونتمكن من أدائها, وفي ذات الوقت قد نغفل عنها,ولا تكلفنا مالًا بل ت**بنا أجرًا.
فمن هذه الصدقات: يوم أن يرى المسلم من فاتته الصلاة ولم يجد من يصلي معه فمن الصدقة أن تقوم معه ولعمري فذلك له أجرٌ أعظمُ من كثير من الأموال,ففي الحديث عن أبي سعيد قَالَ َدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم المسجد, فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَبَسَكَ يَا فُلَانُ عَنْ الصَّلَاةِ قَالَ فَذَكَرَ شَيْئًا اعْتَلَّ بِهِ فَقَامَ يُصَلِّي, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَصَلَّى مَعَهُ) رواه أحمد وأبو داود بإسناد صحيح.
ويوم أن يكون المرء في الضحى في ذروة انشغال الناس بأعمالهم ,فيقوم المرء حينها تاركًا شغله مقبلًا على ربه ليركع لله ركعتين في الضحى, فإن ذلك من جلائل الصدقات والقربات , وفي أقوال الرسول الكريم (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) رواه مسلم.
ونحن نواجه تيارًا من المنكرات, فثمة باب للصدقة يحتاج من كل مسلم أن يلجه, ألا وهو باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فقد ندب إلى ذلك رسول البشرية صلى الله عليه وسلم;فقال(وأمرٌ بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة), ولئن كان الفقراء يحتاجون للصدقة بالمال ,فإن الصدقة بالأمر بالمعروف يحتاجها كل مسلم,فما هو نصيبنا من هذا الباب الذي ميدانه أسواقنا وطرقاتنا وبيوتنا ووظائفنا , إنها صدقة يتصدق بها المرء على نفسه وينقذ بها أخاه ومجتمعَه من الغرق في بحر الغفلة ,فهنيئًا لمن حملوا على عواتقهم واجب الأمر بالمعروف, فلهم من الصدقة نصيب وافر إن خلصت النيات.
وحجر تجده على الطريق فتزيله,وضعيف تحمل معه, وكبير تساعده ,وامرؤٌ مسلم تعينه على عمله ,فتلك أبواب من الصدقات لمن رغب في الزيادة, روت أمنا عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مَفْصِل, فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرًا عن طريق الناس أو شوكة أو عظمًا من طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار) رواه مسلم.
ويوم أن تلهج بالتسبيح والتحميد والتهليل وتصدع بالذكر والدعاء فذاك لعمري صدقة من عظيم الصدقات ,تتصدق بها على نفسك ترفع لك ذكرك في الدنيا الآخرة ,وتسعد بها يوم المآب,فأكثر من الصدقات في أوقات فراغك وأشغالك، وحين ينتقي المرء من الكلام أطيبه ليخاطب إخوانه ,فإذا تحدث لم يجرح بحديثه ,وإذا تكلم أحسن الحديث فذاك باب من أبواب الصدقة قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم: (الكلمة الطيبة صدقة).
وإذا أمسك عن الشر فلم يؤذ أحدًا بيده وفعله وكف عن الناس شره فتلك صدقه يُحْرَمُها الذين لا يسلم الناس من أذاهم بالقول أو الفعل وفي الحديث(فليمسك عن الشر فإنه له صدقة).
والكنز الذي لا يكلف درهمًا ,والطريق إلى القلوب بلا استئذان: الابتسامة في وجه من تقابل من المسلمين ,صدقة من الصدقات ,وفي قوله صلى الله عليه وسلم;(وتبسمك في وجه أخيك صدقة) , فإلى الذين عبست وجوههم ,واكفهرت ملامحهم ,ولم تعرف الابتسامة لوجوههم طريقًا فحرموا ذلك الخلق وذلك الأجر, أما إن رسولكم عليه السلام لم يكن هكذا , بل كانت الابتسامة تعلو وجهه إذا ما قابل أصحابه حتى قال جرير: (مارآني رسول الله إلا تبسم في وجهي), بل قال عبد الله بن الحارث: ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه الترمذي وحسنه.
أيها المسلم:ويوم أن ترى أخاك محتاجًا لمالٍ لنائبة من نوائب الدنيا فتمدَّ يدك لتقرضه بلا منّ ولا أذى, فذلك باب من أبواب الصدقة,وفي الحديث عن عبد الله بن مسعود: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أقرض رجلًا مسلمًا دراهم مرتين كان له أجر صدقتها مرة واحدة) أي كأنه تصدق بها. رواه البيهقي وصححه ابن حبان.
ولذا قال ابن مسعود: لأن أقرض مرتين أحب إلي من أن أتصدق به مرة.
بوووركتي
الله يبارك فيك اختي
بارك الله فيكي
تسلمي اختي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.