عبد الاله مجيد من لندن: دعت دراسة جديدة الأطباء الى الكف عن اعطاء السكر الى الأطفال الرضع لتخفيف الآلام الناجمة عن مداخلات جراحية صغيرة لأنه لا يجدي وقد يسبب تلفا في ادمغتهم.
وأوضحت الدراسة التي نشرت في مجلة "لانست" الطبية البريطانية أن الجرعات الصغيرة من السكروز الذي يُعطى عن طريق الفم لا تخف الألم الذي يشعر به الرضيع عندما يُوخز كعب قدمه لأخذ عينة من الدم أو لدى إدخال إبرة تحت الجلد لعلاجه بالمضادات الحيوية.
وتطعن النتائج التي توصلت اليها الدراسة في ممارسة طبية شائعة تتمثل باعطاء الرضع كميات صغيرة من السكر في المستشفيات سواء في بريطانيا أو بلدان أخرى في العالم ، كطريقة لتخفيف الألم الذي يشعر به الرضيع عندما يُخضع لجراحة صغيرة لكنها موجعة. وقد يتلقى الرضع المرضى الذين يخضعون للعلاج في الأسابيع الأولى من حياتهم ، عدة جرعات لمساعدتهم على تحمل المداخلات الجراحية المتكررة ، بما في ذلك حقنهم بالأبر الطبية أو أخذ عينات من دمهم.
وقالت الدكتور ريبيكا سلايتر رئيسة فريق البحث في الكلية الجامعية في لندن ان النتائج التي توصل اليها الفريق تبين ان السكر ليس مخفا فاعلا للألم وان هذه الحقيقة تتسم بأهمية خاصة نظرا للأدلة المتزايدة على ان السكر يمكن ان يترك آثارا سلبية على التطور العصبي للرضيع سواء على المدى القريب أو البعيد.
ونقلت صحيفة الغارديان عن سلايتر ان فريق البحث في الوقت الذي لا يعرف على وجه التأكيد تأثير السكر ، يقترح التوقف عن استخدامه لتخفيف الألم لدى لأطفال الرضع ريثما تُجرى أبحاث أخرى.
يُعطى الرضع عادة جرعة قدرها عُشر غرام من محلول السكر المركز عن طريق الفم قبل بدء المداخلة الجراحية الصغرى لاقتناع الأطباء بأن السكر يخف الألم ولا يزيله. وتوصلت أبحاث سابقة الى ان هذه الطريقة تخف من ألم الرضيع. ولكن الدراسة الجديدة قالت ان هذه الابحاث لا يُعتد بها لأنها اعتمدت على التغير الذي يحدث في تعابير وجه الطفل لدى تلقيه جرعة السكر من التشنج الى الاسترخاء كدليل على فاعلية هذه الطريقة. وباستخدام طرق مختلفة لقياس ردود فعل الرضيع على الجراحات الصغيرة توصلت الدراسة ان الرضيع يظل يشعر بالألم رغم تلقيه المحلول السكري.