تخطى إلى المحتوى

الزواج وصحة الرجال 2024.

إن الزواج والحب شيئان يسيران جنباً إلى جنب مثل العربة والحصان، لا يمكن أن نفرق بينهما، أو نعزل طرف دون الآخر، هكذا بدأت الدراسة التي نشرتها جامعة هارفارد الأمريكية حول تأثير الزواج على صحة الرجال.

وأشارت الدراسة أن عهد الرومانسية بدأ في الاندثار، وبدأت العلاقات الزوجية تأخذ الشكل العقلاني، وبدأ انتشار الزواج بدون حب، الأمر الذي رفع معدلات الطلاق، وهكذا تتشعب الظروف الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وتؤثر بدورها على العلاقات بين الأزواج، ولكن ما هو تأثير الزواج على صحة الرجال.

الرجال والزواج ومعدل الوفيات

وجدت الدراسة التي تناولت 127545 من الرجال، أن الرجال المتزوجين كانوا أكثر صحة من هؤلاء اللذين لم يسبق لهم الزواج، وأن الرجال الذي انتهى زواجهم بالطلاق أو الترمل هم أضعف صحة من الرجال المستمرين في زيجاتهم حتى الآن.
وأوضحت الدراسة إلى أن الرجال الأصحاء هم الأكثر اقبالاً على الزواج، وهم أقل عرضة للطلاق عن هؤلاء اللذين يعانون من مشاكل صحية مختلفة.
أما عن الشعور بالوحدة، فقد وجدت الدراسة أن الرجال المتزوجين هم أقل شعوراً بالوحدة والاكتئاب عن غيرهم من غير المتزوجين، وبصفة عامة فإن الصحة النفسية للرجال المتزوجين أفضل كثيراً من غيرهم.

هذا، وقد أكدت العديد من الدراسات التي أجريت على مدى السنوات ال 150 الماضية إلى أن الزواج مفيد للصحة، ولذا اتجهت الدراسات الحديثة نحو استيعاب لماذا تتحسن الصحة العامة للمتزوجين عن غيرهم من غير المتزوجين.

الزواج وصحة القلب

إذا كان الزواج يحمي الصحة، فإن القلب يكون المستفيد الأول من هذه النتيجة، فقد أفاد علماء يابانيون بأن الرجال اللذين لم يتزوجون أبداً كانوا أكثر عرضة للوفاة بمعدل ثلاث اضعاف الرجال المتزوجون، حيث وجد الأطباء أن عينة تقدر بـ 3682 من البالغين خضعت للدراسة على مدى 10 أعوام، أكدت أن العوامل الرئيسية التي تؤثر على القلب هي ارتفاع معدل الدهون في الجسم، والتدخين وارتفاع ضغط الدم والسكري والكولسترول، وكانت نسبة الرجال غير المتزوجين كان معدل الوفيات لديهم أكبر بنسبة 46% من حالات الوفاة عند الرجال المتزوجين.

هذا، وفي دراسة أخرى، ربطت بين مستوى السعادة الزوجية وصحة القلب،ـ والتي وجدت أن الأزواج التعساء في زيجاتهم هم أكثر عرضة لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم عن الرجال السعداء في زيجاتهم.

الزواج والسرطان

هناك صلة راسخة بين الاجهاد والاكتئاب والعزلة الاجتماعية وبين أمراض القلب، التي يمكن أن تتمكن من الفرد بسهولة إذا عانى هذه المشكلات السابقة الذكر، وقد أكدت احدى الدراسات لحالات السرطان على عينة مكونة من 27779 من الرجال، أن الأفراد غير المتزوجين كانوا أكثر عرضة للاصابة بأعراض متقدمة لمرض السرطان عن الأشخاص المتزوجين، وكان المرضى غير المتزوجين أقل رغبة في تلقي العلاج من المرضى المتزوجين.

والأمر المدهش أن المرضى المتزوجين الذين تلقوا علاج السرطان، قد تحسنت حالاتهم الصحية، وبقوا على قيد الحياة مقارنة بالمرضى غير المتزوجين.

وقد أجرت جامعة ميامي دراسة على عينة من 144563 من الرجال المصابون بسرطان البروستاتا على مدى 17 عاماً، لمعرفة كيف يؤثر الزواج على بقائهم على قيد الحياة، والتي أثبتت الرجال المتزوجين نجا منهم عدد كبير من المرضى بينما بقى المرضى الأرامل "38 شهرا"، فقط على قيد الحياة، أما الرجال الذين لم يسبق لهم الزواج وكان معدل بقائهم على قيد الحياة وسيطة "49 شهراً فقط"، وقد تعرف باحثون من جامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا على نتائج مماثلة للمرضى المتزوجين المصابين بسرطان المثانة، وهو مرض يصيب الذكور في الغالب.

التفسيرات تقع في ثلاث فئات: بيولوجية، سلوكية، ونفسية.

أشارت الدراسة من النتائج السابقة نستشف أن للزواج تأثير بيولوجي وسلوكي ونفسي على الأفراد، فالتوتر الزوجي يرفع مستوى هرمون الادرينالين الذي يرفع من ضغط الدم ويؤدي إلى زيادة أمراض القلب.

كذلك فالعوامل السلوكية لا تقل أهمية عن العامل الصحي، فالرجال المتزوجون أقل عرضة لممارسة عادات التدخين والشرب المفرط للكحوليات، وأقل عرضة أيضاً للانخراط في سلوكيات خطرة، مقارنة بالرجال غير المتزوجين.

أما الجانب النفسي نجده واضح في الشعور بالوحدة، والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية التي عانى منها الرجال المطلقون أو غير المتزوجين، وهو عامل يسهم أيضاً في زيادة نسبة الوفيات، وذكرت الدراسة التي أجرتها لجامعة هارفارد أن الرجال المعزولون اجتماعياً أكثر عرضة للوفاة وأمراض القلب بنسبة 82٪، مقارنة مع الرجال الذين يمارسون علاقات شخصية قوية.

وجهة نظر

وخلصت الدراسة إلى أن صحة الرجل تعتمد على الحب والزواج معاً، وليس الزواج وحده ولا الحب وحده، وأوصت الدراسة بأهمية تخفيض مستويات التوتر بين الزوجين وتحسين العلاقات بينهما ودعم كلاً منهما للآخر من أجل الحصول على صحة أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.