وعدت الضفدعة "ضي ضي" أخواتها بأن ترعى أولادهم أثناء غيابهم في رحلة يستكشفون فيها بركة جديدة.
لكن الخالة "ضي ضي" كسولة جدا. فحينما أقبلت الضفادع الصغار عندها، لم تتحرك "ضي ضي" من مكانها في قاربها، كأنها تنام نوما عميقا. وهمست ضفدعة صغيرة في أذنها: (استيقظي يا خالتي "ضي ضي" لقد حضرنا). فدمدمت الخالة قائلة من دون أن تفتح عينيها: (أهلا وسهلا بكم….لكن أحب أن تكونوا جميعكم هادئين وعقلاء. فلا صياح ولا كلام… وخاصة لا نقيق بالمرة…أبدا). ثم اعتدلت الخالة في جلستها وتظاهرت بالنوم في قاربها.
أطاع الضفادع الصغار وتركوا خالتهم، وذهبوا ليلعبوا في صمت. وهمست الخالة "ضي ضي" وهي تستمتع بالتمد تحت أشعة الشمس ما أجمل هذا السكون…وهذا الهدوء…كأني في الجنة). فجأة سمعت صوتا غريبا:بوب … وفتحت عينيها. ورن الصوت من جديد: بوب…بوب….بوب…بوب…وأصبح الصوت متتاليا يصم الآذان:بوب…بوب…بوب.
هل تتصورن ما الذي حدث؟ لقد أحضرت كل ضفدعة معها علكة وأخذوا يتسلون بها بعمل فقاعات:بوب…بوب…بوب. وصاحت "ضي ضي" وهي في قمة الغيظ: (توقفوا فورا عن هذه الجلبة السخيفة)
لكن الصغار كانوا منهمكين في فرقعة اللبان ولم يسمعوها.
وفي تلك اللحظة اصطدم جذع شجرة كان طافيا فوق الماء إلى جانب قارب "ضي ضي" بقوة وعنف، وبدأت المياه تتسرب داخل القارب من ثلاثة ثقوب كبيرة.
رأى الصغار خالتهم وهي تحاول أن تنقذ قاربها…فتوقفوا عن اللعب فورا وأسرعوا لنجدتها… وبسرعة سدوا ثقوب القارب بقطع اللبان وأنقذوا القارب من الغرق. ثم سألوها بعد ذلك: (هل نستطيع أن نعمل جلبة وضجيج الآن) فصاحت "ضي ضي" بحماسة:
(طبعا…طبعا، اعملوا جلبة كما تشاؤن…فلن أنام الآن حتى أصلح قاربي)
الأطفال فيهم من الخصال لو كانت في الكبار لسعد حالهم
لايغتمون للرزق
لايشكون خالقهم اذا مرضوا
لايحملون الحقد المستمر اذا تخاصموا
لايتباطؤن عن الصلح اذا دعوا إليه
يأكلون طعامهم مجتمعين
يخافون بأدنى تخويف
تدمع أعينهم لألم الآخرين
ماأجمل دنيا الأطفال
ودمتم بخير ومودة
:icon_eek: