بسم الله الرحمن الرحيم
اخواتى الكرام
ألا قل لمن بات لى حاسداً
= أتدرى على من أسأت الأدب
فظنك في خالقي سيئ
= لأنك لم ترض لى ما وهب
فكان جزاؤك أن زادني
= وسد عليك طريق الطلب
ويكفى الحاسد خيبة أنه ينسى فضل الله عليه ونعمته ويتمنى زوال فضل الله ونعمته على غيره فهو فى ألم دائم وصراع مستمر ما بين قلبه وعقله ونفسه وفكره . ويكفيه أن يموت بغيظه ويحاسب يوم القيامة على حسده وأنه كالشيطان أمرنا الله بالاستعاذة من شره في الفلق : { .. ومن شر حاسدٍ إذا حسد }، ومما نسب إلى الإمام أبي حنيفة قوله :
إن يحسدوني فإني غير لائمهم
= غيري من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ما بي وما بهم
= ومات أكثرنا غيظاً بما يجد
وقالوا :" إن كل عدو يمكن أن ترضيه إلا حاسد النعمة فإنه لا يرضيه إلا زوالها ". ومن الراحة للمحسود أن يصبر على حسد الحاسد فإن صبره من أشد أنواع العقوبة له :
اصبر على كيد الحسود
= فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها
= إن لم تجد ما تأكله
وكما أن الحسد نقمة على الحاسد فكثيراً ما يكون نعمة للمحسود فكم رأينا وسمعنا عن حاسد أطلق لسانه فى محسوده فما كان من الناس إلا أن أثنوا عليه وذكروا فضله :
وإذا أراد الله نشر فضيلة
= طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت
= ما كان يعرف ريح عرف العود
ومن ناحية حسد العين بالذات فهذا مرض قلبي أيضاً يجعل الحاسد ينفعل عند رؤية النعمة فينطلق من العين ما يؤثر في تلك النعمة بالشر الظاهر للعيان وهذا أمر واقع محسوس ومشاهد .
والعلاج من الحسد يكون بالوقاية والتحصن منه قبل حدوثه فإذا ما حدث فيكون بالعلاج منه ، كما أنه علاج للحاسد يمنعه من الحسد وعلاج للمحسود يمنع عنه الحسد ومن ذلك كله ننصح بحسن اليقين في الله والاعتماد عليه كثرة ذكره تعالى وقراءة بعض آيات القرآن الكريم للتحصين ك الفاتحة و الكرسي وآخر البقرة والإخلاص والمعوذتين ثم بعض الاستعاذات النبوية التي كان يعوِذ بها أهله الأطهار وأصحابه الكرام ولننظر إلى ما عند الله من فضل الله ولنسمع إلى قول الله تعالى موبخاً الحسدة : { أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله } ( 54 : النساء ) كما يقول عز وجل : { أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا } ( 32 : الزخرف ) كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والحسد ؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، أو قال : العشب ".
وما أجمل أن يكون الإنسان قنوعاً بما أعطاه الله غير ملتفت لما عند الغير وإن كان لا بد ناظراً فإن الغبطة هي البديل الحلال فمن يدري أن ما عند الغير نعمة له ومن يدري أن ما فيه بعض الناس من ضيق نقمة عليه فسبحان العليم الحكيم :
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت
= ويبتلي الله بعض الناس بالنعم
منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
طيو الجنه
_ الله يعطيك العافيه .