يكون لي كأخ رفيــق
يتكلم بكلام دقيــق
لا يكثر فيه من التلفيق و التنمـــيق>
و ضحكه خال من النقيق و الزعيــق>
فلم أجد في خيارهم إلا من إذا تكلم
تشدق و لـــفق
و جاء برأي اخـــرق
و إذا طمع تملـــق
و فيما لا يعنيه تعلـــق
و في النائبات هرب وشــــرق
و للعهود مزق و خـــرق
و لا يديم صحبة و لا وداد
و لا يعين في الأمور الشـــداد
و كلامه لا ينحو منحى الســـداد
يدافع عن رأيه بجهل و عنـــاد
فلا يحفظ متنا و لا إسنـــاد
و لا يفرق بين اجتماع و لا اجتهــاد
و لا يراعي حق العبـــاد
صانع المعروف فيه كنافخ في الرمـــاد
فقلت إذا كان هذا في اماثيلهم فكيف
بالهمج الرعـــاع
المتاع الذي لا يهدى و لا يبـــاع
عيوبهم تشاع و تـــذاع
و لا يحسنون الكلام فضلا عن السمــاع
و ما أكثرهم في الأمصار و الاصمــاع
شرهم لا يطاق و لا يستطـــاع
و خيرهم لا تذهب إليه الأطمــاع
فكرت مليـــا
فبدا لي جليـــا
أن صديقا سميـــا
يبحث عني لأكون له وليـــا
و في الحق مؤازرا قويـــا
فأرحت نفسي و قلت لهـــا
عما قليل سيرفع الاصـــر
و ينكشف الأمــــر
و يشــكر له العطــــاء و الخيـــر
و القـــنوط من رحمته شــــر
و الرجــــاء فيه للمرء خيــــر
انتي ذوق ياروحي