ما من فريضة أوجبها الله سبحانه وتعالى تحتاج لجهد وتعب كالحج، حتى أنها تعد كالجهاد في سبيل اللهتعالى، والمحافظة على الصحة العامة.
والاستعداد للحج على أكمل وجه من الاحتياطات المهمة التي على الحاج العناية بها، حتى يستطيع أداء فريضة الحج على أكمل وجه.
"أبو طارق" رجل في منتصف الخمسينيات، يعيش بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، يؤكد أنه حريص على أن يستعد صحياً قبل الحج، فيراجع الطبيب لمعرفة تطورات مرضه، حيث يعاني من القلب وأخذ التعليمات الاحترازية، وأضاف أنه يعمد أيضاً إلى اصطحاب كمية كافية من الأدوية التي يستعملها؛ ليبقى محافظاً على صحته وسلامته، ويتمكن من أداء الفريضة بسلامة.
مشيراً إلى أنه أيضاً سيعمد إلى وضع بطاقة خاصة فيها تشخيص لحالته الصحية؛ ليتم إسعافه بشكل جيد إذا ما داهمه الألم أثناء تأدية الفريضة، وأكد الرجل أنه توجه إلى المركز الصحي قبل أسبوعين للحصول على التطعيمات الخاصة بالحجاج وفقاً لتعليمات وزارة الصحة؛ وذلك يساعده على الوقاية من الأمراض.
نوف حكمي نوت الحج هذا العام، وعن الاستعدادات الصحية التي قامت بها قالت: "رتبت أدواتي الشخصية حتى لا أضطر لاستخدام أي أدوات من شخص آخر، كفرشاة الشعر، و مجموعة من الملابس الكافية لعدة أيام"، و قالت: "أفضل الصابون السائل أكثر من الصابون القطع، فهو أسهل في الاستخدام، و أفضل المناديل المعقمة فهي لا غنى من حملها في أي مكان".
تحذيرات من الأخصائين:
يحذر الدكتور مسعد سمير (أستاذ الباطنة بمستشفي القصر العيني) من مغبة السفر لأداء فريضة الحج دون الاستعداد الصحي، الذي يمثل حماية للحاج أولاً ولحجاج ثانياً؛ حفاظاً عن عدم انتشار أمراض ربما تفتك بالحجاج.
وقال: "الخطورة في تقادم أعمار أغلب الحجاج، ومعاناة البعض الأخر من أمراض كثيرة تستلزم الاهتمام الصحي، كما أن التجمع الكبير وخشية انتشار الأمراض بشكل كبير يستلزم الاهتمام بالصحة العامة والخاصة بكل حاج".
وأضاف بالقول: "لابد للحاج أن يستعد لرحلته الطويلة صحيا، من خلال مراجعة الطبيب المعالج إذا كان يعاني من أمراض مزمنة تتطلب المتابعة المستمرة؛ لتلافي تأخر حالته أو تأثرها مع الإجهاد الشديد. ويمكن التغلب على ذلك من خلال شراء كمية مناسبة من الأدوية التي يستعملها الحاج أثناء رحلته، وتوصيف دقيق لحالته الصحية خشية التعرض لأزمة صحية أو وعكة فتساعد الآخرين على مساعدة الحاج بشكل سريع".
وذكر الدكتور مسعد أنه على الحاج أن يبدأ بالالتزام بما قررته السلطات بشأن الحفاظ على صحة الحجاجن من أخذ التطعيمات وخلافة بخاصة الإلزامي منها، مثل: تطعيم الحمى الشوكية، فهناك العديد من الأمراض المعدية تنتشر عن طريق الفم، وتصيب أغشية المخ والنخاع الشوكي وتؤدي إلى الوفاة.
لافتاً إلى أهمية التطعيم ضد فيرس الأنفلونزا فعلى الرغم من أن الإصابة به لا تكون خطيرة؛ إلا أنه يتسبب بعدم قدرة الحاج على أداء باقي المناسك أو يؤديها بإرهاق شديد.
وينصح الدكتور مسعد بالاهتمام بصحة الأطفال وأخذ كافة التطعيمات المسببة لأمراض الطفولة الرئيسية.
من جانبه قال الدكتور أسامة سليمان (أخصائي تحاليل طبية): "لابد للحاج أن يكشف صحياً على كامل بدنه، والتأكد من خلوه من كافة الأمراض المعدي منها وغير المعدي للحفاظ على صحته".
وأضاف: "لابد أن يسترشد الطبيب في حال أي مضاعفات لو أن لديه مرضا مزمنا، والاستماع لنصائحه الطبية العامة لو أنه صحيا لا يعاني من أية أمراض خطيرة".
دور المراكز الصحية الحكومية:
مدير عام الرعاية الصحية الأولية د. فؤاد العيسوي يقول لموقع (لها أون لاين): "إن المراكز الصحية في القطاع استقبلت الحجاج منذ منتصف شهر أكتوبر الماضي وأمدتهم بالتطعيمات اللازمة التي تقيهم من الإصابة بالأمراض، وتحفظ صحتهم وسلامتهم".
ودعا د. العيسوي الحجاج الفلسطينين إلى اتخاذ إجراءات السلامة والوقاية؛ ليتمكنوا من أداء فريضة الحج والتمتع بمناسكها، وذلك بالابتعاد عن مواجهة الشمس لمدة طويلة، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة ليحصل على قدر من التهوية المناسبة، مشداً على ضرورة أن يستعمل الحجاج الكمامات التي تقي من انتقال العدوى، وأن يعمد إلى مراجعة الطبيب فور شعوره بأي أعراض مرضية، كارتفاع درجة الحرارة، ناهيك عن الإكثار من شرب السوائل، والبعد عن السوائل المثلجة لتجنب الإصابة بالأمراض.
وكذلك نصح الحجاج بالاهتمام بتناول الغذاء الصحي. أما الحجاج الذين يعانون من أمراض مزمنة فأهاب العيسوي بهم بالاستمرار على العلاج، وحمل الأدوية الكافية معهم؛ لتجنب حدوث أي تطورات على صحتهم، وعدم بذل المجهود الكبير للمحافظة على صحتهم، ومراجعة الأماكن الصحية المنتشرة في كل مكان، وكذلك مركز البعثة الطبية الفلسطينية التي بدوره توفر الخدمات الطبية والعاجلة.
نصائح أساسية:
الدكتور أحمد عبد المنعم (أستاذ طب لأسرة بكلية طب البترجي) وضع عدة توصيات لحجيج بيت الله الحرام، منها: يجب العمل به قبل الحج، مثل: أخذ التطعيمات، و منها: تطعيم الحمى الشوكية والأنفلونزا الموسمية. وقال:
– بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة كالسكر والضغط، عليهم الحرص على عمل التحاليل اللازمة قبل موسم الحج عند الطبيب المعالج، ومعرفة الأدوية المستخدمة والجرعات المطلوب أخذها معه في الحج وطريقة تخزينها، والحرص على استخدامها في وقتها.
– تحضير حقيبة خاصة بها أدواته الخاصة للحلاقة عند التحلل، وليكن حريصا على عدم استخدام الأدوات العامة الموجودة عند الحلاقين.
– الابتعاد عن الزحام قدر المستطاع؛ لتلافي نقل العدوى وعند التواجد في مكان مزدحم فليلبس الحاج الكمامات.
– عدم الوقوف تحت الشمس لوقت طويل حتى لا يصاب الحاج بضربة شمس.
– تناول المواد الغذائية و العصير من المحلات المعروفة، واختيار الأطعمة الغنية بالفيتامينات، سواء فاكهة أو خضار بحيث ترفع كفاءة جهاز المناعة، و حبذا لو تناول الحجيج الخضروات والفكهة الطازجة بعد غسلها، بدلا من الوجبات السريعة؛ لأن الوجبات السريعة كالبرجر تحتوي على كمية كبيرة جدا من الدهون، تعمل على الكسل والخمول وهو عكس المطلوب من الحاج إذ لابد أن يكون نشيطا؛ حتى يستطيع تأدية ما عليه من فرائض.
– كذلك الحرص على تناول عسل النحل فهو أيضا يزيد المناعة، ويعطي الطاقة التي يحتاجها الحاج في المشي والحركة أثناء أداء مناسك الحج.
– وأثناء التنقل من مكان لمكان يراعى عدم تناول الحوم والكربوهيدرات حتى لا يحتاج الحاج استعمال دورات المياه العامة بكثرة.
وعند استخدام دورات المياه يمكن للحاج استخدام المعقم لتعقيم المرحاض أو الأكياس التي توضع على المرحاض، وهي تستخدم لمرة واحدة وهي مناسبة جدا للوقاية من عدوى الأمراض التناسلية.
– وكما هو معروف الجو الدافئ وكثرة الحركة؛ تزيد من الحاجة لتناول الكثير من السوائل لتعويض السوائل المفقودة بالعرق، وليكن الماء هو المشروب الأساس ولا يستغنى عنه بشرب المشروبات الغازية؛ لأنها تحتوي على كمية سكر كبيرة تزيد من العطش وتضر الكلى.
لا تنسوا الأسنان:
الدكتور محمد ساسا (طبيب أسنان) نوه إلى أهمية علاج مشاكل الأسنان قبل رحلة الحج، حيث من الصعوبة علاج الأسنان أثناء رحلة الحج حيث التنقل من مكان لمكان يجعل من الصعب متابعة أي مشكلة تطرأ على الأسنان. كما قال: "السواك ضروري خاصة بعد تناول الوجبات في المطاعم، حيث يكون الطعام مليء بالدهون التي ترفع حموضة العاب، وبالتالي تؤدي تلك الأطعمة إلى آلام تسوس الأسنان".