و صية الأب ابنته عند الزواج
* أوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال :
إياك و الغيرة ، فإنها مفتاح الطلاق !
و إياك و كثرة العتب فإنه يورث البغضاء
و عليك بالكحل فإنّه أزين الزينة
و أطيب الطيب الماء ! (بمعنى أن تكون المرأة دائما نظيفة)
* و زوّج رجل ابنته من ابن أخيه ، فلما أراد تحويلها قال لأمها : مري ابنتك ألا تنزل مغارة ! إلا و معها ماء ، فإنه للأعلى جلاء و للأسفل نقاء ، و لا تُكثر مضاجعته، فإنه إذا مل البدن ملّ القلب ، و لا تمنعه شهوته فإن الحظوة في الموافقة …
وصية الأم ابنتها عند الزواج
* خطب عمرو بن حجر ملك كندة أم إياس بنت عوف بن مسلم الشيباني و لما حان زفافها إليه خلت بها أمها بنت الحارث فأوصتها وصية تبين فيها أس الحياة الزوجية السعيدة و ما يجب عليها لزوجها مما يصلح أن يكون دستورا لجميع النساء فقالت :
أي بنية : إنك فارقت الجو الذي منه خرجت و خلفت العش الذي في درجت للغافل و معونة للعاقل .
و لو أن امرأة استغنت عن الزوج لغني أبويها و شدة حاجتهما إليها ، كنت أغنى الناس عنه ، و لكن النساء للرجال خلقن ، و لهن خلق الرجال !
أي بنية : إنك فارقت الجو الذي منه خرجت و خلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه ، و قرين لم تألفيه ، فأصبح بملكه رقيبا و مليكا ، فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا ، و احفظي له خصالا عشرا تكن لك ذخرا ..
أما الأولى و الثانية : فالخضو له بالقناعة ، و حسن السمع له و الطاعة
و أما الثالثة و الرابعة : فالتفقد لمواضع عينه و أنفه ، فلا تقع عينه منك على قبيح . و لا يشم منك إلا أطيب ريح!
و أما الخامسة و السادسة : فالتفقد لوقت منامه و طعامه . فإن تواتر الجوع ملهبة ، تنغيص النوم مغضبة !
فأما السابعة و الثامنة : فالاحتراس بماله و الإرعاء على حشمه و عياله ، و ملاك الأمر في المال حسن التقدير ، و في العيال حسن التدبير !
و أما التاسعة و العاشرة : فلا تعصين له أمرا و لا تفشين له سرّا ، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره ، و إن أفشيت سره لم تأمني غدره ، ثم إياك و الفرح بين يديه إن كان مغتما ، و الكآبة بين يديه إن كان فرحا !
* و أذكر على سبيل الدعابة و الاعتبار و صية أم خبيثة لابنتها حيث قالت لها :
اقلعي زج رمحه ، فإن أقر فاقلعي أسنانه، فإن أقر فاكسري العظام بسيفه ، فإن أقر فاقطعي اللحم على ترسه ، فإن أقر فضعي الإكاف على ظهره فإنما هو حمار !!!
* و وصت أم معاصرة ابنتها قبل الزفاف و قد مزجتها بابتسامتها و دموعها :
يا بنيتي أنت مقبلة على حياة جديدة .. حياة لا مكان فيها لأمك و أبيك . أو لأحد من إخوتك فيها …ستصبحين صاحبة لرجل لا يريد أن يشاركه أحدحتى لو كان من لحمك و دمك …
كوني له زوجة يا بنيتي و كوني له أمّا ، اجعليه يشعر أنك كل شيء في حياته و كل شيء في دنياه … اذكري دائما أن الرجل أي رجل -طفل كبير- ، أقل كلمة حلوة تسعده لا تجعليه يشعر أنه بزواجه منك قد حرمك من أهلك و أسرتك ، إن هذا الشعور نفسه قد ينتابه هو ، فهو أيضا قد ترك بيت والديه و ترك أسرته من أجلك ، و لكت الفرق بينك و بينه ، هو الفرق بين المرأة و الرجل … المرأة دائما تحن إلى أسرتها ، إلى بيتها الذي ولدت فيه و نشأت و كبرت و تعلمت . . .و لكن لا بد أن تعوّد نفسها على هذه الحياة الجديدة ، لا بد لها أن تكيف حياتها مع الرجل الذي أصبح لها زوجا و راعيا و أبا لأطفالها … هذه هي دنياك الجديدة .
يا ابنتي ، هذا هو حاضرك و مستقبلك هذه هي أسرتك التي شاركتما -أنت و زوجك- في صنعها ، أما أبواك فهما ماض . . أني لا أطلب منك أن تنسي أباك و أمك و إخوتك ، لأنهم لن ينسوك أبدا ياحبيبتي و كيف تنسى الأم فلذة كبدها و لكني أطلب منك أن تحبي زوجك و تعيشي له و تسعدي بحياتك معه.
وصية زوج لزوجته
قال أبو الدرداء رضي الله عنه لامرأته :
إذا رأيتني غضبت فرضني و إذا رأيتك غضبى رضّيتك و إلا لم نصطحب :
خذي العفو مني تستديمي مودّتي * * * و لا تنطقي في سؤرتي حين أغضب
و لا تنقُريني نقرك الدف مرة * * * فإنك لا تدرين كيف المُغيّب
و لا تكثري الشّكوى فتذهب بالقوى * * * و يأباك قلبي و القلوب تُقلّب
فإني رأيت الحبّ في القلب و الأذى * * * إذا اجتمعا لم يلبث الح يذهب
وصية العم لصهره
* لما خطب علي رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فاطمة رضي الله عنها قال : " هي لك على أن تحسن صحبتها " (الطبراني صحيح)
* خطب عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان إلى عمه عتبة ابنته ، فأجلسه بجانبه ، و أخذ يمسح على رأسه ثم قال :
أقرب قريب ، خطب أحب حبيب ، لا أستطيع له ردّا ، و لا أجد من إسعافه بُدا ، قد زوجتكما و أنت أعزّ علي منها ، و هي ألصق بقلبي منك :
فأكرمها يَعذبُ على لساني ذكرك
و لا تهنها فيصغر عندي قدرك
و قد قربتك مع قربك ، فلا تُبعد قلبي من قلبك
مقتطف من كتاب تحفة العروس للاستنبولي
شكرا الك