لا شك أن كل واحد فينا يبحث عن الأمان والهدوء والسكينة في الحياة.. إنه مطلب الخاص والعام فينا..
فمن منا لا يتوق إلى لحظة أمان، وهدوء، وسكينة نفسية..
ولكن هنالك مشكلة في الحياة وهي أن القليلون جدًا هم من يحصلون على هذا الأمان النفسي.. وأن الكثيرين دونهم يعانون من كثير المشاكل النفسية التي تُزعزع كيانهم وتضطربُ روحهم.. وتٌبعد السكينة عنها..
لا توجد سعادة بدون سكينة نفس.. ولا توجد سكينة نفس بلا اطمئنان قلب.. ولا يوجد اطمئنانٌ لقلبٍ غافل.. بعيد عن ربه.. لاهٍ في ملذاته.. راتعٍ في شهواته.. ناسٍ ربه.. ومبتعدٍ عنه بالعبادة، والتفكر، وَالتدبُر، والدُعاء..
حقيقة هنالك كثيرون يرْجُون الأمان النفسي، ويحلمون بالسكينة، ويتوقون إلى الراحة ال نفسية، ولكنهم يفشلون في الحصول عليها، وتُخلقُ في أنفسهم عديد الأمراض النفسية، من وساوس، وشكوك، وهلاوس، واضطرابات، إلى أن تتحول إلى حزن، فكآبة، فيأس، فتقهقر، فنزوح، وعزوف عن المجتمع وأفراده، وعن الحياة ككل..
فأين ذاك الباب من الأمل.. ذاك الباب الذي نطرقه للوصول إلى شيء من السكينة، والأمن النفسي.. من أجل الحصول أيضا على حياة هنيئة.. إنـه موجود في "ديـــن الإسلام"
إن أساس الدين كله الذي جاء من أجله مبنيٌ على عقيدة الإيمان والتي هي مصدر الأمان، لذلك فإن الإقبال على طريق الله هو المُوصِلُ إلى السكينة والطمأنينة والأمن.. فالإيمان الحق هو السير في طريق الله للوصول إلى حب الله والفوز بالقرب منه تعالى.
ويؤكد لنا القرآن الكريم بأنه ل ن يتحقق للإنسان الطمأنينة والأمان إلا بذكره لله عز وجل ..
قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد:28] .
ولكن كيف نصل إلى هذا الإيمان الحقيقي لكي تتحقق السعادة والسكينة والطمأنينة التي ينشدها ويسعى إليها الإنسان لينعم بالأمن النفسي؟؟
إننا نستطيع أن نصل إلى هذا الإيمان بنور الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونور الله هنا هو القرآن الكريم الذي نستدل به على الطريق السليم ونأخذ منه دستور حياتنا… وننعم بنوره الذي ينير القلب والوجدان والنفس والروح والعقل جميعاً.
أليس ذلك طريقاً واضحاً ووحيداً لنصل إلى نعمة الأمن النفسي؟
بلى إنه كذلك..
أقول كلمة أخيرة : أن لا أمان ولا استقرار ولا سكينة سيحصل عليها الإنسان ما لم يكن بربه متصلاً، بقرآنه متمسكًا، وبسنة نبيه مقتديًا، وعن حرامه مبتعدًا، وعن شهواته وملذاته ضابطًا، وإلى جنته ساعيًا، وإلى رحمته وغفرانه ورضوانه طالبًا.
فوائد سماع القرآن الكريم و قراءة القران الكريم ؟؟
قراءة القرآن الكريم تورث الخشية وتلين القلب وتورث السكينة .تورث اليقين الذي هو الأيمان كله .تورث الخوف والحذر من الدار الآخرة . يحقق الدعوة الى الله تعالي وحده لا شريك له .يهدي للتي هي أقوم
ذكر تعالى علامة المؤمنين، فقال:
في تفسير الشيخ السعدي رحمه الله تعالى.
{الذين آمنوا وتطمئنُّ قلوبُهم بذكر اللّه}؛ أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضُرُها أفراحها ولذَّاتها.
{ألا بذكرِ اللّه تطمئنُّ القلوب}؛ أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئنَّ لشيءٍ سوى ذكره؛ فإنَّه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك.
وعلى قَدْرِ معرفتها باللّه ومحبَّتها له يكون ذِكْرُها له، هذا على القول بأنَّ ذكرَ اللّه ذِكْرُ العبد لربِّه من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك، وقيل: إن المراد بذِكْر اللّه كتابُه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين؛ فعلى هذا معنى طمأنينة القلب بذكر اللّه أنها حين تَعْرِفُ معاني القرآن وأحكامه تطمئنُّ لها؛ فإنَّها تدل على الحقِّ المبين المؤيَّد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئنُّ القلوب؛ فإنَّها لا تطمئنُّ إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب اللّه مضمونٌ على أتمِّ الوجوه وأكملها وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجع إليه فلا تطمئن بها، بل لا تزال قلقة من تعارض الأدلة وتضاد الأحكام.
نورتي