تخطى إلى المحتوى

اثر التدين على العلاقة الزوجية 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

اقراو يا بنات

أثر التدين على العلاقة الزوجية

لا تقوم كل البيوت على الحب

قد يتساءل المرء هل تقوم كل البيوت على الحب المتبادل بين الزوجين
والجواب إن فكرة الحب التى روج لها الكثيرون وخاصة وسائل الإعلام التى اجتاحت بتلك المفاهيم الكثير من الأسر المستقرة وفكتها ، ليس من الضرورى أن تحيا الأسر بالحب ودليلنا على ذلك أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب يريد أن يطلق زوجته ، فسأله عمر : ( لماذا تريد أن تطلقها فقال الرجل : لأنى لا أحبها ، فقال عمر : أين المروءة وأين الشهامة ) ، فليس من الضرورة أن تبنى البيوت على الحب ، والحب فى الأسر بذرة تنبت وتنمو إذا توفر لها الاحترام والمودة ، وقد لا يكون الحب ظاهراً بالألفاظ والكلمات ولكن الرجل المتدين ينفذه عملياً من خلال الاحترام والمودة وتلبية رغبات الزوجة ومراعاتها فى كل الأمور الأسرية والبيتية والأخذ برأيها حتى فى أموره الشخصية .

مسؤولية وسائل الإعلام

إن المسؤول عن ترويج الصورة الخيالية للبيوت وبزخم شديد غير موجود فى الواقع أصلاً ، هو
وسائل الإعلام ومنذ منتصف هذا القرن ، حيث صورت واقعاً بعيداً عن واقعنا لفارس الأحلام ،

المحب الولهان ، والمغامرات العاطفية والسفر ، والتضحيات الزائفة ، ولكن من يتبع واقعية هذه الأمور يجدها فى معظمها خيالاً بعيداً كل البعد عن الواقع .
وبناء على ذلك فلا يمكن اعتماد ذلك الميزان الخيالى لقياس واقعية الحياة الزوجية التى تختلف كل الاختلاف عما جاء فى ذلك الخيال ، فالحياة الزوجية واقع يتطلب الصبر والتضحية والتعليم والمتابعة والمسؤولية ، إضافة إلى الجانب الوجدانى والعاطفى والمتعة والفرح .. إلخ .
ولكن الإعلام لم يأخذ بواقعية تلك الجوانب بل أخذ الجانب الخيالى لتعيش الأجيال فى وهمه فكانت النتيجة الطلاق والتفك الأسرى والانفصام العاطفى بين الخيال والواقع .

مفهوم التدين

ليس التدين بالمظهر ، والرجل المتدين ليس الذى يرتدي زياً معيناً ويظهر بمظهر معين ، ويتكلم بلغة معينة ويواظب على المسجد ، فالإنسان المتدين هو الإنسان الذى يخاف الله ويخشى الله ويكون صادقاً مع نفسه ومع الله ويعتبر العائلة والزوجة مسؤولية دينية فى عنقه أمام الله عز وجل

الشريعة الإسلامية دستور الأسرة وسبب استقرارها

أوضح الدكتور محمد عبد الغفار الشريف هذا الجانب الهام فى حياة الأسرة بقوله : الزوجة رفيقة العمر وهى السكن بالنسبة للإنسا ، ولو تعمقنا فى معنى السكن لوجدنا أنه يأتى من السكون والاستقرار ، وبذلك يكون الإنسان إلى جانب زوجته وادعاً مستقراً قادراً على التفكير والإبداع ، والسكن هو الستر وكذلك الزوج والزوجة بعضهما لبعض ستر ، فالعلاقة مبنية على الرحمة .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، وهذه إشارة واضحة إلى أهمية حسن الخلق فى الزوج لأنه ليس كل متدين حسنَ الخلق ، فالرجل لديه الفكر قابل للانفصل عن الانفعال السلوكي ، خاصة إذا كانت مصلحته تتطلب ذلك فعند بعض الرجال يتنحى الفكر جانباً ويتصرف بقناعة مغايرة تماماً لقناعاته وفكره ، أما بالنسبة للمرأة فالرسول صلى الله عليه وسلم حض على خطبة ذوات الدين لأن التدين بالنسبة للمرأة جانب هام من حياتها العاطفية والخاصة ، وكل إنسان يحتاج إلى الراحة فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يحتاج إلى السكن وكان عندما تكذبه قريش بما جاء به من عند الله ، يعود مهموماً محزوناً فيجد القلب الكبير الذى يسعه ويستقر إليه وهى السيدة خديجة رضى الله عنها التى تقول له : والله لن يخزيك الله أبداً ، فكانت هذه الكلمات تنزل على روحه كالبلسم فتعالجها من الهم ، وكالدواء الذى يشفي الجراح ، وكانت رضى الله عنها تعطيه الدافع لأن يستمر فى دعوته وذلك من خلال تعداد خصائله الحميدة ..
والقول بأن وراء كل رجل عظيم امرأة قول صحيح ، وفى أوج انتصار النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة وهم خارجون للعمرة : احلقوا رؤوسكم وانحروا هديكم فلم يفعلوا ، وعندما دخل إلى أم سلمة قال : لقد هلك الناس ، قالت : لماذا ، قال صلى الله عليه وسلم : لأنهم يخالفوني ، قالت له : أتريد أن يفعلوا : قال : نعم ، قالت له : أخرج إليهم ولا تكلمهم بل احلق رأسك وانحر هديك ، فكانت زوجته بمثابة مستشار له ، وهى لا شك امرأة متدينة فالتدين ليس بالمظهر لأن الله لا ينظر إلى المظاهر وإن دلت على المحتوى ، ولكن الله ينظر إلى القلوب ، والتدين سلوك نابع من التفكير والانفعال العاطفى .
والتدين مبادئ فكرية يبنى عليها سلوك عملى يطبق فى الحياة الواقعية ، فالوحدة الفكرية ومعرفة ما يريده الإنسان تؤدى إلى الاستقرار الفكرى لاسيما إذا كان هنالك وضوح في الهدف ، فعائشة رضى الله عنها قالت عن الرسول صلى الله عليه وسلم : إنه لم يضع لبنة على لبنة ، ولكن رفُع له علمُ فشمر إليه ، أى إنه لديه هدف مستقر ومعين يمشى إليه ، والدين الإسلامى يجيبك من قبل أن تولد وحتى تدخل القبر ، وإن كانت هناك قصورات سلوكية فهى نابعة من سوء فهم التدين .
ولو أمرت أن تسجد لغير الله لسجدت لزوجها ، فأى حق يريده الزوج أكثر من هذا وأنّ لا تصوم النوافل إلا بعد موافقة زوجها .
فالتدين من الضوابط الاجتماعية والإنسانية والسلوكية والفطرية التى تربي الأسرة وتوجهها التوجيه الصحيح .

خليجية

خليجية
تسلمي
شكرا لردودكم نورتو
بارك الله فيكِ..موضوع رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.