في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي صنع العالم الجغراي العظيم ((الادريسي)) كرة ضخمة تزن 400رطل من الفضة الخالصة , منقوشا عليها صور الاقاليم السبعة ,ببلادها و اقطارها وبحارها و انهارها بدقة متناهية ,كان تعبير الاقاليم السبعة فب ذلك الحين يعني جميع البلاد المعروفة في العالم..
في متحف التاريخ والعلوم في بريطانيا , توجد كرة نحاسية تمثل حركة النجوم والكواكب ,صنعها العالم العربي (( ابراهيم السهلي )) المتوفى عام 1140م …..
و في المتحف البريطاني ,كرة رائعة صنعها العالم العربي (( محمد الموصلي)) عام 1275م,قطرها 2,40 متر, ومنقوش عليها 47 مجموعة من النجوم بماء الفضة , مع تحديد لمواضع الابراج …
في متحف الرياضيات بمدينة (( درسدن)) الالمانية , كرة نحاسية للفلكي الدمشقي
((محمد بن مؤيد الدين )) ,
وفي المكتبة الوطنية بباريس كرة مشابهة لعالم عربي مجهول!!
هكذا تنتشر روائع الابداع العلمي العربي في معظم متاحف العالم, معبرة عن ريادة الحضارة العربية الاسلامية في عصرها الذهبي, ومدى اسهام العلماء العرب في تقدم علوم وحضارة البشرية, بما في ذلك معرفتهم بكروية الارض, وصنعهم لكرات ارضية تعبر عن هذه الحقيقة …
أهم اكتشاف في سنة 1929 كان وقعه كالقنبلة عندما نشر في الأوساط العلمية , حتى اللحظة كان الاعتقاد السائد أن المجرات تسير في حركة عشوائية تشابه حركة جزيئات الغازات بعضها في تقارب والبعض الآخر في تباعد ولكن هذا الاكتشاف قلب ذلك الاعتقاد رأسا على عقب , لقد اكتشف هابل أن كل هذه الملايين المؤلفة من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء وكذلك بالنسبة لنا فكل المجرات التي نراها حولنا – ما عدا الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة – في ابتعاد مستمر عنا . ولنا الآن أن نتساءل عن معنى هذا الاكتشاف . إذا كانت وحدات الكون كلها في ابتعاد مستمر عن بعضها فإن ذلك لا يعنى إلا شيئا واحدا وهو أن الكون في تمدد حجمي أو اتساع مستمر قال تعالى : ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) الضوء كما نعلم مركب من سبع ألوان وكل لون منهم له موجة ذات طول وذبذبة معينة وأقصر موجة أعلى ذبذبة هي موجة اللون الأزرق وأطولها أوطاها ذبذبة هي موجة اللون الأحمر وعندما حلل هابل الضوء الصادر من المجرات التي درسها وجد أنه في جميع الحالات – ماعدا في حالة الأندر وميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة يحدث إنزياح تجاه اللون الأحمر وكلما زاد مقدار الإنزياح الأحمر زادت بُعدا المجرات عنا وبعد اكتشاف هذا الأمر ظهرت دلائل كميات كبيرة من الفجوات المظلمة وخلف هذه الفجوات جاذب هائل يؤدي بنا إلى الانزياح الأحمر يتمدد الكون ويتسع من نقطة البداية إلى الإشعاع الأحمر .. قد تبدو الآن معاني الآية الكريمة قريبة إلى أذهاننا بعد توصل العلم إلى حقيقة أن الكون له بداية يتسع منها ويتمدد ( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) يقول سبحانه إنا بنينا السماوات وإنا لموسعون قول لا يحتمل التأويل , وهذا ما يحدث للكون الآن بل ومنذ بلايين السنين اتساع وتمدد مستمر السماوات تتسع والكون يتمدد وكما لاحظنا أن هذه الحقيقة ليست قائمة على نظرية أو افتراض أو نموذج فحسب ولكن المشاهدات قد أثبتت هذه النظرية واتفاق التجارب التي قام بها الكثير من الفلكيون في أزمان وأماكن مختلفة قد جعلت من هذه النظرية حقيقة علمية , إذ لم يظهر حتى الآن ما قد يعارضها أو ينال من صحتها فأصبحت حقيقة اتساع الكون كحقيقة دوران الأرض حول الشمس أو كروية الأرض