تخطى إلى المحتوى

أم البنات المظلومة دائمًا!! 2024.

  • بواسطة
مازال لإنجاب الذكور بريق خاص بين الناس، ذلك البريق يقابله على الجانب الآخر رعب يسيطر على السيدة التي تصادف أنها لم تنجب سوى البنات، وهكذا تكون مهددة بين لحظة وأخرى بالطلاق، حتى يحقق زوجها حلمه في إنجاب "الذكر" من امرأة أخرى!!
و على الرغم من أن السخط من البنات من أخلاق الجاهلية، و على الرغم من أننا في القرن الحادي والعشرين بكل مظاهر التطور الفكري والعلمي، إلاّ أنه ما زالت بشارة الأنثى تختلف عن الذكر!!
ومازالت الرغبة في إنجاب الذكور في ميراثنا الثقافي نتوارثها جيلاً عن جيل.

لمن تكون الأفضلية؟!

إن الكثير من الناس يفضلون إنجاب الأولاد على البنات، ومن لا يُرزق بالولد يعيش في جحيم دائم، وتنقلب حياته الزوجية إلى عذاب. تقول السيدة أزهار(أم لخمس بنات وشارف عمرها على الخمسين) :"على الرغم من أن صحتي في تدهور، إلاّ أن زوجي يطلب مني الحمل مرة أخرى لعلنا نُرزق بولد، و على الرغم من أنني سعيدة ببناتي، لكنني أخشى على زوجي أن يتزوج لتحقيق حلمه في إنجاب الولد، ولهذا سألبّي له رغبته على حساب صحتي".
وفي السياق ذاته، تؤكد السيدة (صفاء محمد أم لأربع بنات) :"بعد إنجابي للبنت الرابعة أصبح زوجي يتردّد على الأطباء؛ يسألهم عن صفات الجنس، وكيف يكون الجنين ولدًا؟… وهو حتى الآن يأمل أن أنجب الولد، ومازال يبحث مع الأطباء، حتى تحولت حياتنا إلى جحيم…!!
فقد أصبح الولد "الذكر" هو شغله الشاغل"!!

البنات=الطلاق!

وفي أحيان كثيرة يختصر الزوج الطريق، ولا يحتمل الانتظار، وتنتهي بذلك فترة صلاحية زوجته في بيته فتكون النتيجة الطلاق، وما يحمل من ألم لا يَمَّحي من نفس الزوجة والبنات اللاتي تخلى عنهن والدهن بلا ذنب أو جريرة سوى أنهن جئن إلى الدنيا بنات!
وتروي السيدة هدى شكري (وهي أم لست بنات) : "عندما وضعت ابنتي رقم ثلاثة، كان زوجي يتمنى أن يكون المولود ولدًا، ولكن الأمر أتى على غير رغبته، ونفس الشيء تكرر في المرة الرابعة والخامسة والسادسة، التي لم يتحملها، وقرر أن ينهي حياتنا بالطلاق، بسبب كثرة المشاكل التي حدثت بيني وبينه لإنجابي المتكرر للبنات، على الرغم من أني ليس لي أي ذنب في هذا الأمر، ولا أدري ماذا أفعل؟ وماذا سيكون مصير بناتي؟!!"

واسألوا أهل "الطب"!

وفيما يتعلق بالسبب الجوهري في تحديد نوع الجنين يقول د. عادل فؤاد -أستاذ كلية طب القاهرة في تصريحات خاصة لـ(الإسلام اليوم) حول هذا الموضوع: "كلنا يعلم أن الإنسان يتكون من حيوان منوي من أبيه وبويضة من أمه، ويتكون الإنسان إما من الكروموسومات (xy) فيكون ذكرًا أو (xx) فيكون أنثى، ونلاحظ أن الأم تقدم دومًا الكروموسوم (x)، والذي يحدد جنس الجنين هو الذكر؛ لأنه هو الذي يقوم بإعطاء الكروموسوم (y) الخاص بالذكور فيكون المولود ذكرًا، وهو أيضًا الذي يعطي الكروموسوم (x) الخاص بالإناث، ولذلك فالرجل هو السبب في إنجاب الأنثى أو الذكر، وليس للمرأة أي علاقة في تحديد جنس المولود".

البنت ليست كالولد!

وتؤكد الدراسات الاجتماعية أن الكثيرين مازالوا يعتقدون أن الولد أفضل من البنت، وأكثر تقديرًا واهتمامًا، فتشير تلك الدراسات أن الابن الذكر يُمنح أولوية في الرعاية الصحية تفوق تلك التي تُمنح للبنت.. وفيات الأطفال للإناث تزيد عن وفيات الأطفال الذكور.. شريحة كبيرة في مجتمعنا توَرّث الأبناء الذكور ولا تورث الإناث.. شريحة كبيرة في مجتمعنا تفضل تعليم الذكور على الإناث.

أجدادنا.. لا ديننا!

وتشير أ. حسنة شاكر -أخصائية علم النفس لـ(الإسلام اليوم): "ورثنا عن الأجداد القيم والأخلاق التي تربّينا عليها، وأخذنا منهم كل جميل، ولكن ورثنا عنهم أيضًا أن البنت تمثل عبئًا ثقيلاً، تأتي ومعها القلاقل، حيث تجد البنت في المجتمعات البدائية لا تورَّث، وهذا الفكر يجب علينا تصحيحه -هذه التركة المجحفة في حق كل بنت- فليس كل ما ورثناه أمراً مسلّماً به، وما كان يُعتقد بسلامته ووجاهته في الجاهلية لا يصلح الآن".
وليس في ديننا الإسلامي ما يميز الذكر على الأنثى، والمؤمن يعرف أن الله سبحانه وتعالى يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور، والإنجاب أمره راجع إلى مشيئة الله.
الشيخ خالد الجندي وهو داعية مصري مشهور يقول: "إنه ليس في قدرة أي إنسان -مهما كان علمه- أن يحدد المولود بذكر أو أنثى، فقد استأثر -سبحانه وتعالى- بهذا التنظيم الدقيق والتوازن، فهو القائل: ( اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ ). [الرعد:8]، وهو القائل في كتابه العزيز: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ). [الشورى: 49-50]، ويكفي في قبح كراهة البنات أن يكره العبد ما وهبه الله ورضيه له وأعطاه".
ويضيف الجندي: "إن المرأة ساوت الرجل في العلوم المختلفة، وساهمت في تشييد حضارة الإسلام، بل صارت مرجعًا وحجة للكثير من الرجال، ومن أمثلة ذلك من العالمات فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وعائشة أم المؤمنين، وحفصة أم المؤمنين، وأسماء بنت أبي بكر، ومن الفقيهات: عائشة أم المؤمنين، وزينب بنت أبي سالم".
ويختم الشيخ الجندي كلامه: "إن البنات نعمة وهبة من الله سبحانه، وإن التسخّط بالإناث من أخلاق الجاهلية التي ذمها الله سبحانه في قوله: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ). [النحل:58-59]، ولا تمييز إطلاقًا من حيث الكيان الإنساني، يقول المولى عز وجل: ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ).

:11_1_212[1]:

جزاكي الله كل خير علي الموضوع الرائع بارك الله فيك واكثر من امثالك

خليجية
شكرلك
مشكوره حبيبتي على الموضوع

يكفينا قول الرسول الله صلى الله عليه وسلّم :-

(( من عال جاريتين حتى تُدركا كانتا له عوناً من النار ))

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

عال = ربّى *** تُدركا =تبلُغا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.