فقد أظهرت الدراسات الجديدة التي أجرتها إدارة الشؤون الطبية العسكرية الأمريكية، أن الأغذية الغنية بالألياف لا تلعب دوراً وقائياً في الحماية من سرطان القولون ومن أمراض القلب والسكري وحسب، بل تساعد أيضاً في الوقاية من مرض المعدة والمريء الارتدادي، أو ما يعرف بحرقة الفؤاد، الذي يسبب عسر الهضم الحمضي الذي يعاني منه واحد من كل خمسة أمريكين.. وأوضح الباحثون أن الحرقة تنتج عن دخول أحماض المعدة إلى المريء، لذا فإنها قد تؤدي إلى القرحة والنزيف في هذه المنطقة إذا تركت دون علاج، كما قد تزيد خطر الإصابة بسرطان المريء.
وجد هؤلاء بعد متابعة تكرار حالات الحرقة وشدتها وأعراضها عند 371 شخصاً، وتسجيل نوعية غذائهم اليومي وعدد الحص، التي يتناولونها من الطعام، وفحص المريء لكل مشارك، باستخدام منظار داخلي خاص، للكشف عن أية التهابات أو تآكلات في أنسجته، أن الاستهلاك اليومي من الكوليسترول والدهون الكلية، بما فيها الأنواع المشبعة، كان أعلى عند الأشخاص المصابين بالارتداد المريئي أو الحرقة، وكلما كان عدد السعرات وحص الدهون المستهلكة أعلى، كان الشخص أكثر عرضة للإصابة.
ولاحظ الباحثون أن الأشخاص المصابين بالبدانة تعرضوا لأعلى خطر، مقارنة بمن اتبعوا نظاما غذائياً قليل الدسم، مشيرين إلى أن السمنة تحفز الإصابة بالحرقة، أو تزيد أعراضها سوءا.
وجد الخبراء بعد أن خضع المشاركون لخطة غذائية تناولوا فيها وجبات منتظمة غنية بالألياف، شملت الخبز الأسمر الغني بالنخالة والفواكه والخضراوات والفاصولياء والبقوليات، أن خطر إصابتهم بالحرقة انخفض بنسبة 20% بصرف النظر عن أوزانهم.
واكتشف الأطباء أن الأشخاص المصابين بتآكل أنسجة المرئ كانوا أكثر استهلاكاً للأطعمة الدسمة كثيرة الدهون والبروتين، في حين تعرض الذين تناولوا الألياف الغذائية لإصابات أقل بمثل هذه الحالة.