تتعرض الأطفال لنفس أنواع الصداع التي يتعرض لها الكبار، لكن الاختلاف يكون فى الأعراض. ومثالاً على ذلك، نجد أن الصداع النصفي عند الكبار يؤثر على جانب واحد فقط من الرأس فى حين أنه عند الأطفال يؤثر على كلا الجانبين، ونجد أن الصداع النصفي عند الأطفال لا يدوم لفترة طويلة من الزمن.
أ- أعراض الصداع النصفي:
– ألم بالرأس.
– غثيان.
– قيء.
– ألم بالبطن.
– حساسية زائدة من الضوء والصوت.
من الممكن أن يصاب الطفل الرضيع بالصداع النصفي، لكن الطفل ليس بوسعه التعبير عما يدور به، لذا نجد من علامات إصابته بالصداع الصراخ والبكاء مع الإمساك برأسه مما يشير إلى الألم الحاد.
الصداع النصفي عند الأطفال يستمر لساعة أو أكثر من الساعة.
ب- أعراض الصداع العصبي:
وهو الصداع المتصل بالتعرض للضغوط أو التوتر أو القلق، ومن سماته:
– ألم على كلا جانبي الرأس.
– استمرار الصداع لمدة نصف ساعة حتى عدة أيام.
ج- أعراض الصداع اليومي المزمن:
الصداع النصفي والصداع العصبي يتكرر حدوثهما، إذا استمر الصداع لأكثر من (15) يوماً فى الشهر أو لأكثر من ثلاثة شهور، حينها يطلقون الأطباء على هذا النوع من الصداع "الصداع اليومي المزمن" – وقد يصاب به الطفل إذا اعتاد على أخذ مسكنات الألم بشكل متكرر حتى تلك الأنواع التي تؤخذ بدون وصف من قبل الطبيب.
د- أعراض مجموعة من أنواع الصداع:
وهذا النوع أقل فى الشيوع عند الطفل، وعادة ما يحول دون ممارسة الطفل لأنشطته الطبيعية ويتميز ألمه بأنه صداع حاد فى شكل طعنات فى جانب واحد من الرأس ويستمر لأقل من ثلاث ساعات.
* أسباب الصداع عند الأطفال:
هناك بعض العوامل سواء أكانت مجتمعة أم منفردة تؤدى إلى إصابة الطفل بالصداع، ومن بين هذه العوامل:
– التحورات الجينية:
أنواع الصداع المختلفة وخاصة الصداع النصفي نجدها وراثية بين أفراد العائلة الواحدة .. وتزداد احتمالية إصابة بالطفل بهذا النوع من الصداع إذا كان الآباء يعانون منه.
– إصابة الرأس:
ارتطام الرأس بشيء أو التعرض للكدمات يسبب الصداع. وحتى لو كانت إصابات الرأس بسيطة لابد من استشارة الطبيب لأنه من الممكن أن يكون الطفل قد وقع على رأسه ولم تظهر عليه أية إصابات خارجية لكنه توجد إصابة داخلية من النزيف الداخلي الحاد الذي يهدد حياته. ولابد من اللجوء الفوري إلى الطبيب فى حالة شكوى الطفل من الآلام التي تزداد سوءًُ بعد حدوث إصابة بالرأس.
– الأمراض والتعرض للعدوى:
الصداع هو عرض من بين الأعراض المتعددة لكثير من أمراض الطفولة من عدوى الأذن أو عدوى الجيوب الأنفية أو نزلات البرد الشائعة أو الأنفلونزا.
– العوامل البيئية:
بعض الأحوال البيئية بما فيها تغيرات الجو تساهم فى إصابة الطفل بالصداع.
– العوامل النفسية:
التعرض للضغوط بشكل مفرط والذي يكون بسبب الأصدقاء أو الآباء أو المدرسين .. يلعب دوراً كبيراً فى إصابة العديد من الأطفال بالصداع. أما الأطفال التي تعانى من الاكتئاب تشكو من الصداع وخاصة إذا انتاب الطفل مشاعر الوحدة والحزن.
– بعض أنواع من الأطعمة والمشروبات:
المواد التي تضاف لبعض الأطعمة مثل الهوت دوج (Monosodium glutamate)، والكافيين المتواجد فى الشيكولاته والصودا والبن والشاي يسببوا الصداع.
* عوامل الخطورة:
أي طفل معرض للإصابة بالصداع، لكنه أكثر شيوعاً بين:
– الأطفال أكبر من عشر سنوات.
– الفتيان قبل الوصول لسن البلوغ.
– الفتيات قبل الوصول لسن البلوغ.
– الأطفال التي لها تاريخ وراثي فى العائلة بأنواع الصداع المختلفة أو الصداع النصفي.
* الذهاب إلى الطبيب:
لابد من الذهاب إلى الطبيب، إذا كان الصداع عند الطفل:
– يحدث مرة على الأقل فى الشهر.
– ظهور الصداع تالٍ على إصابة لحقت بالرأس أو لطمة قوية.
– يصاحب الصداع قيء أو تغير فى الرؤية.
– يصاحبه سخونة وألم فى الرقبة وتيبس بها.
يتم اللجوء إلى أخصائي أعصاب والمخ.
نظراً لأن وقت الزيارة محدود، فلابد من إعداد المعلومات التي قد يطلبها الطبيب من الشخص:
أ- ما الذي يمكن أن يفعله الشخص؟
– تدوين الأعراض، والفترة التي استمرت فيها الآلام.
– قائمة المعلومات الطبية، مثل وجود اضطرابات صحية ونوعية الأدوية.
– تدوين كافة المعلومات الشخصية التي قد يكون الشخص قد تعرض لها أو التغيير فى نمط الحياة.
– ملاحظة توقيت ظهور الأعراض.
– تدوين قائمة الأدوية والفيتامينات والمكملات التي يأخذها الشخص.
– كتابة الأسئلة الهامة التي يرغب المريض فى سؤالها للطبيب، والتالي هى الأسئلة الشائع تداولها .. مع عدم التردد فى إضافة المزيد إليها إذا لم يكن هناك شيئاً متضحاً أمام الشخص ويريد الاستفسار عنه:
1- ما السبب وراء ظهور هذه الأعراض؟
2- هل توجد أسباب أخرى محتملة لهذه الأعراض؟
3- كيف سيتم التشخيص؟
4- كيف سيتم التعامل مع الأعراض الحادة من الصداع؟
5- هل هذه الحالة طارئة أم مزمنة؟
6- ما هى الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة به أو عودة الأعراض؟
7- إذا كانت هناك معاناة من حالة طبية أخرى فكيف يمكن التعامل معها بجانب الصداع؟
8- ما هو نوع المتابعة الطبية التي يحتاجها الطفل؟
9- هل هناك تحذيرات ينبغي إتباعها؟
10- ما الذي ساهم فى تحسن الأعراض أو ازديادها سوءً؟
11- كيف يمكن وقاية الطفل من الإصابة بأنواع الصداع المختلفة؟
12- هل هناك احتمالية لحدوث المضاعفات، وكيف يمكن متابعة الحالة لتجنبها؟
ب- ما الذي يتوقعه الشخص من الطبيب؟
سيقوم الطبيب بسؤالك عدداً من الأسئلة، لذلك لابد أن يكون الشخص على استعداد للإجابة عليها من أجل التشخيص السليم للحالة:
1- ما هى الأعراض التي ظهرت؟
2- متى بدأت هذه الأعراض فى الظهور؟
3- هل ازدادت الأعراض سوءاً أم تحسنت؟ وما السبب؟
4- هل ظهرت الأعراض بشكل مؤقت أم مستمر؟
5- هل يعانى الطفل من أى اضطراب صحي آخر؟
6- أى يحدث الألم فى الرأس؟
7- هل يعانى الطفل من أعراض أخرى من القيء أو الغثيان؟
8- ما هى أنواع العلاجات المنزلية؟
9- ما هى أنواع الأدوية التي أخذها الطفل؟
10- هل يعانى أحد من أفراد العائلة من الصداع؟
ج- التصرف مع الحالة:
حتى يحين ميعاد الذهاب إلى الطبيب يتم عمل كمادات ثلجية أو بادرة على جبهة الطفل، مع تشجيعه على النوم قليلاً فى حجرة هادئة مظلمة.
إعطاء الطفل مسكنات للألم من "الأسيتامينوفين" أو "الأيبوبروفين".
تجنب الحذر فى إعطاء الطفل الأسبرين، على الرغم من اعتماد استخدام الأسبرين للأطفال بعد سن العامين والمراهقين إلا أن الأطفال والمراهقين المتماثلين للشفاء حديثاً من الجديرى أو من أعراض شبيهة بمرض الأنفلونزا يجب عليهم تجنب أخذ الأسبرين وذلك لاتصاله بمتلازمة "راى" التي تهدد حياة الأطفال.
* الاختبارات والتشخيص:
معرفة الصداع عند الطفل يكون بوصف مفصل للأعراض للطبيب، ومحاولة تتبع الأعراض النمطية لحدوثه، مع القيام بالفحص الجسدي للطفل واختبار الأعصاب .. والتأكد من غياب أية علامات لاضطرابات فى الحركة أو مهارات التنسيق أو الإحساس.
وقد يتم الاحتياج إلى اختبارات الدم أو الأشعة التشخيصية للجزم بالتشخيص ونفى أية حالات مرضية أخرى، ومن بين هذه الفحوصات الأخرى:
1- الأشعة المقطعية بالكمبيوتر:
تستخدم فى الأشعة المقطعية أشعة إكس لالتقاط صور مقطعية لهيكل المخ وأنسجته لمعرفة ما إذا كان هناك أورام أو عدوى أو أية حالة طبية أخرى قد تكون متصلة بالصداع.
المزيد عن الأشعة المقطعية بالكمبيوتر ..
2- الرنين المغناطيسي:
يُستخدم فى هذا الاختبار مجالات مغناطيسية وموجات إشعاعية لخلق صور مقطعية لما بداخل المخ. وتساعد الأطباء فى تشخيص السكتة الدماغية أو الأمراض المتصلة بالأعصاب.
3- الرنين المغناطيسي للأوعية:
هذا الاختبار يعطى صورة مرئية الطبيب للأوعية الدموية المؤدية للمخ أو تلك المتواجدة داخل المخ حيث اختبار حالة الإمداد الدموي للمخ.
4- عينة من سائل المخ:
قد تكون حاجة لأخذ عينة من سائل المخ بإدخال إبرة بين فقرات العمود الفقري فى أسفل الظهر. وذلك لتشخيص العدوى البكتيرية أو الفيروسية للحمى الشوكية.
5- التقييم النفسي:
القلق والضغوط والتوقعات التي يتعرض فيها الطفل للإخفاق كلها تتصل بإصابة الطفل بالصداع، فاستشارة الطبيب النفسي وتعليم الطفل كيفية ممارسة أساليب الاسترخاء المتنوعة تفيد فى علاج الصداع عند الطفل.
* العلاج والعقاقير:
يعتمد علاج الصداع فى الأساس على الأعراض وعلى حدتها، وعلى عمر الطفل ومدى تكرار الصداع لديه.
1- الأدوية:
إستراتيجية العلاج بالأدوية تختلف من طفل لآخر، وهناك العديد من الأدوية المتاحة فى الصيدليات المستخدمة للقضاء على الآلام، وعلى الجانب الآخر توجد أنواع أخرى تستخدم كعلاج وقائي يعمل على منع الإصابة المتكررة بالآلام .. لكن الأدوية وحدها لا تكفى فى التغلب على الصداع ولابد من وجود إجراءات داعمة فى المنزل تساهم فى استرخاء الطفل وإبعاده عن الضغوط التي قد تسبب له الصداع المزمن.
فمسكنات الألم من "الأسيتامينوفين أو "الأيبوبروفين" فعالة فى تخفيف حدة آلام الصداع.
وقد تعطى هذه المسكنات بجانب بعض المهدئات، لتكون أكثر فعالية فى علاج الصداع.
وإذا كان الطفل يعانى مع الصداع النصفي مع الغثيان أو القيء، فقد يصف الطبيب مع مسكنات الألم مضادات للقيء.
الأدوية لا تعالج الصداع، كما أن الإفراط فى استخدام مسكنات الألم على مدار فترة طويلة من الزمن يؤدى إلى فقدان هذه الأدوية فعاليتها وتخفيف حدة الأعراض .. وهناك بعض الأدوية قد يظهر معها بعض الأعراض الجانبية لذا لابد من أخذ الحذر عند إعطاء الطفل إياها .. وأن يكون ذلك بناءً على تعليمات الطبيب.
2- وسائل علاجية أخرى:
ويقصد بها وسائل العلاج السلوكية أو النفسية، وخاصة إذا كان الطفل يشكو من أعراض الصداع المرتبط بالتوتر أو القلق أو الضغوط أو الاكتئاب أو أياً من الاضطرابات النفسية العصبية الأخرى.
ومن وسائل العلاج النفسي:
أ- وسائل الاسترخاء المتنوعة من اليوجا أو النفسي العميق أو التأمل أو ممارسة التمارين المتقدمة لإرخاء العضلات .. وتكون أكثر فعالية مع الأطفال الكبار لوعيهم وفهمهم بهذه التمارين.
ب- العلاج الإدراكى السلوكى:
وفيه يتعلم الطفل كيفية التغلب على الضغوط مع تقليل قابلية التعرض للصداع وتكراره، وذلك بالتحدث للطبيب وإرشاده إلى التفكير بإيجابية والتكيف مع الضغوط.
ج- تدريب "البيوفيدباك/"Biofeedback:
حيث يتعلم الطفل فى هذه الطريقة العلاجية كيفية التغلب على استجابة الجسم والحد من الألم. وخلال جلسات العلاج يتم توصيل الطفل بأجهزة تتتبع وظائف جسده وتعطى مرجعية لها، مثل توتر العضلات ومعدل ضربات القلب وضغط الدم، ثم يتعلم الطفل كيفية تقليل توتر العضلات والإبطاء من معدل خفقان القلب وتنفسه، والهدف الأساسي منه هو مساعدة الطفل أن يدخل فى حالة استرخاء وأن يتعايش بشكل أفضل مع الألم.
* نمط الحياة والعلاج المنزلي:
العلاج من مسكنات الألم "الأسيتامينوفين" أو "الأيبوبروفين" عادة ما تكون فعالة فى تخفيف آلام الصداع، لكنه على الآباء أخذ التالى فى الاعتبار:
– قراءة التعليمات جيداً المصاحبة لمسكن الآلام وإعطاء الطفل الجرعات الموصى بها فقط.
– عدم تكرار إعطاء الجرعات المسكنة.
– عدم إعطاء الطفل المسكنات المتاحة فى الصيدليات بدون وصف من قبل الطبيب أكثر من يومين إلى ثلاثة أيام، لان الاستخدام اليومي يؤدى إلى الإصابة بالصداع "الصداع المرتبط بالاستخدام المفرط لمسكنات الألم".
– مع إتباع الإجراءات التالية فى المنزل من أجل تخفيف حدة الأعراض:
أ- الراحة والاسترخاء:
تشجيع الطفل على الراحة والاسترخاء فى حجرة هادئة مظلمة، لأن النوم يحرر الطفل من آلام الصداع.
– استخدام الكمدات الباردة المبللة:
أثناء استرخاء الطفل يمكن وضع قطعة من القماش مبللة بالماء البارد على الجبهة من أجل تخفيف حدة الألم لديه.
– تقديم وجبة خفيفة للطفل:
عدم ترك الطفل بدون طعام، فترك الوجبات يعمل على ازدياد الصداع سوءً، فثمرة الفاكهة أو جبن قليل الدسم، أو البسكويت من الطحين الخالص (القمح) يفيد الطفل.
* الوقاية:
الإجراءات التالية تعمل على وقاية الطفل من الصداع أو تخفيف حدة الأعراض لديه:
– ممارسة العادات الصحية:
السلوك والعادات التي تدعم الصحة العامة، تقلل بدورها تعرض الطفل الإصابة بالصداع. ومن العادات التي تحقق جودة الحياة للطفل هي:
– النوم الجيد.
– البقاء فى حالة نشاط وممارسة الرياضة.
– تناول الطعام والوجبات الصحية بشكل منتظم (وخاصة الوجبات الخفيفة).
– تجنب تناول الطفل لمادة الكافيين.
– تقليل الضغوط للطفل:
الضغوط تزيد من تكرار نوبات الصداع، مع الانتباه لمثيرات الضغوط مثل صعوبة أداء الوجبات والأعمال المدرسية أو ضغوط العلاقات المتمثلة فى أصدقاء الدراسة أو أصدقاء النادي. إذا كان الصداع متصلاً بالاكتئاب أو القلق لابد من الاستشارة النفسية.
– تدوين يوميات للصداع:
لابد من تحديد مسببات الصداع عند الطفل بشكل يومي، ملاحظة متى بدأت الأعراض، وكم من الوقت استمرت، وما الذي ساهم فى تخفيف حدة الصداع، وتسجيل استجابة الطفل لمسكنات الألم.
معرفة كل هذه الملاحظات تساعد الآباء على معرفة كيفية تجنب الطفل الإصابة بالصداع فى المستقبل.
– تجنب مثيرات الصداع:
من الأطعمة والمشروبات التي تتسبب فيه، وخاصة تلك التي تحتوى على الكافيين.
– الأدوية الوقائية:
أخذ بعض الأدوية على فترات منتظمة قد تخفف من تكرار حدوث الصداع أو تساهم فى تخفيف حدة أعراضه، وخاصة للصداع الذي يتكرر بشكل يومي ويؤثر على أنشطة الطفل اليومية.