بالنسبة لعدد كبير من الرجال (77 % طبقا لإحصائيات الدراسة) فإن العامين الأولين من الزواج يمران على خير، ولكن بعد مضي خمس سنوات على الزواج تنقلب هذه الإحصائية رأسا على عقب بحيث تصبح نسبة 69 % من الرجال يشعرون بأنهم فقدوا أشياء رئيسة بسبب الزواج، فما هي؟
القائمة متشابهة:
برأي الدكتورة بريتو أن جميع الرجال تقريبا متفقون حول قائمة الأشياء، التي يشعرون بأنهم فقدوها بعد الزواج وأهمها:
فقدان الأصدقاء:
من المعروف أن الزواج يبعد كثيرين من الرجال عن صداقات كانوا قد بنوها خلال فترة العزوبية، وهذا يجعلهم في كثير من الأحيان يحنون إلى هذه الصداقات. ورغم إمكانية الشخص الإبقاء على بعض صداقات العزوبية فإن نوعية وأهداف تلك الصداقات تتغير بعد الزواج. ويشتكي الأزواج كثيرا من فقدانها، وينحون باللائمة على الزواج في ذلك.
فقدان عطلة نهاية الأسبوع:
إن الرجل قبل الزواج يخط لعطلة نهاية الأسبوع بشكل فردي، حيث إنه يقوم بمزاولة النشاط الذي يرغبه، لكن ذلك يتغير بعد الزواج؛ لأن الزوجة تشارك في التخطيط لهذه العطلة، فتختلف وجهات النظر حول النشاط المراد ممارسته، وتنشأ اختلافات في الرأي بينهما تؤدي إلى نشوب شجارات في بعض الأحيان. ويعتبر هذا الجدال حول عطلة نهاية الأسبوع من الأشياء الغالية التي يشعر الرجل بأنه فقدها؛ لأنه كان ينفرد في اتخاذ القرار حولها.
اللهو غير المنظم:
عن هذه النقطة أوضحت الدكتورة بريتو أن الرجل يبحث عن سبل للهو، تعتبر على الأغلب غير منظمة من حيث اختيار الأشياء التي تلهيه وتشعره بالسعادة، ولكن بعد الزواج يغيب ذلك؛ لأن اللهو الذي كان يمارسه قبل الزواج لايناسب مرحلة مابعد الزواج. فالزوجة ربما لاتوافق على الأشياء التي كانت تمثل لهوا بالنسبة له، ويبدأ نوع آخر من اللهو الذي يعتبره الكثيرون من الرجال محدودا بسبب تواجد الزوجة.
الحرية الشخصية:
تعتبر بالنسبة للرجل المتزوج أهم الأشياء التي يفقدها بعد الزواج. فهو لم يعد حرا مائة بالمائة، كما كان يشعر قبل الزواج، فتواجد الزوجة يشعره بضيق هامش الحرية، التي كان يتمتع بها قبل الزواج.
هروبات إستراتيجية:
إن الرجل قبل الزواج يمارس أنواعا من الهروبات التي وصفتها الدكتورة بريتو ب«الإستراتيجية»، ويأتي على رأسها هروبات من مسؤوليات والتزامات واجبات، والهروبات تتضمن أيضا التنقل من امرأة إلى أخرى حتى المغازلة من دون التزام. لكن الزواج يضع حدا لهذا، ويضع الرجل أمام الأمر الواقع في تحمل مسؤوليات الزواج الضخمة.
الاستقلالية المالية:
يشعر الرجل بعد الزواج بأنه لم يعد يتصرف بأمواله كما يشاء؛ لأن هناك زوجة إلى جانبه يهمها معرفة كيفية صرف أمواله، وقد تمنعه من التصرف بها؛ لأشياء غير متعلقة بمتطلبات الحياة الزوجية، بل هناك زوجات يطلبن تنظيم كل شاردة واردة من دخل الأسرة، بما في ذلك دخل الزوج.
الشعور بفقدان الخيارات:
إن الرجل يشعر بأنه قد فقد عددا كبيرا من الخيارات التي كانت متوفرة أمامه قبل الزواج، مثل خيار قضاء الوقت في المكان الذي يرغبه وخيار قضاء الإجازات، وكذلك خيار انتقاء ما يريد شراءه، وخيار ممارسة نشاط رياضي أو اجتماعي يريده. بعد الزواج يبرز الرأي الآخر للزوجة التي ربما لاتوافق على كثير من هذه الخيارات أو تحاول تغييرها.
اختلافات بينكما.. تعرفي عليها
أعدتها الدكتورة ماريزا بريتو، المحاضرة في قسم العلوم الإنسانية في جامعة، يونيبان، في مدينة ساو باولو؛ لتجنيب الزوجات شجارات تغيير الزواج عند الزوج:
– اعلمي أن مفهومه للزواج يختلف عن مفهومك أنت كامرأة عنه، فإذا كان الزواج بالنسبة لك مكسباً ليس فيه أي خسارة. فقد يشعره هو بفقدان أشياء كثيرة، من هنا عليك تفهم هذا الأمر.
– الإحساس بالأمان أمر مهم عندك، وهذا ما لا يعيره الرجل اهتماما كبيرا مهما؛ لأنه كرجل لايشعر بأنه بحاجة لمنحه الأمان، ولذلك فإن شعوره بأنه يتوجب عليه منح الزوجة الأمان يعد نشاطا ذهنيا إضافيا بالنسبة له، فلا تستغربي تذمره من هذه الحقيقة.
– لا تكتئبي لو اكتشفت أن الزواج بالنسبة له واجهة اجتماعية، تكسبه احترام المجتمع؛ ذلك أن التهرب من الالتزام بعلاقة ثابتة ودائمة معك، تطارده دائماً، فيبرز عنده هذا الإحساس.
– الزواج قد يحميك من الوحدة وكلام الناس وانتقادات الآخرين، أي أنك معرضة للانتقادات أكثر من الرجل في مرحلة ما قبل الزواج، لكن الأمر لا يعني له هذا أبداً.
– سيظل زوجك طفلا من الداخل، ولذلك فهو يعتبر أية محاولة منك للتحكم بتصرفاته أشبه بالضغوط التي كانت تمارسها عليه أمه عندما كان صغيرا. فالرجل يشعر بأنه نضج عندما يبتعد عن تحكم أمه بتصرفاته. فلا تحدي من حرية تحركاته، وابتعدي عن التحكم بكثير من تصرفاته.
– ابتعدي عن لعب دور الأم معه؛ لأن ذلك يعتبر من الأشياء التي تضيق هامش الحرية لديه.
– قومي بدور الشريكة المتفهمة وليس الشريكة المتحكمة. ولا تجعلي علاقتكما تنافسية وغير مبنية على الاحترام المتبادل لهامش حرية الآخر.
– ثقي بزوجك فإن لم تفعلي ذلك لمجرد أنه رجل، فإن هذا سيعقد الأمور بالنسبة له، ويدفعه باتجاه الحنين لمرحلة العزوبية
يستحق الشكر