تخطى إلى المحتوى

أسلوب ابراهيم عليه السلام في إثبات الحق 2024.

قال تعالى :
{ ألم ترَ إلى الذي حاجّ ابراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت ، قال أنا أحيي وأميت، قال ابراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبُهت الذي كفر، والله لا يهدي القوم الظالمين} البقرة 258

ابراهيم عليه الصلاة والسلام يقول للذي حاجّه {ربي الذي يُحيي ويُميت….} فأجابه الكافر {أنا أُحيي وأميت…}

تخيل أن هذا الكافر يحاجج أحدنا ونحن نقول له ان الله يُحيي ويميت ، فيجيبنا الكافر أنه هو يحيي ويميت ماذا سنُجيب؟؟!
سنندفع بالرد قائلين (بل الله يحيي ويميت) وسنحضر له البراهين على بطلان وسفاهة قوله ، ونحاول جاهدين اثبات أن الحياة والموت بيد الله…

إن النفس البشرية عنيدة ، ولا تتنازل عن رأيها حتى لو اقتنعت ببطلانه فستظل تجادل… لذا بردّة فعلنا هذه سيصيرُ النقاش عقيما .. هدفه أن يُثبت كلّ رأيه…
ولكن ابراهيم عليه السلام يسعى لإظهار الحقيقة ، لا لكسب النقاش…
فتَرَك الرجل يقول {أنا أحيي وأميت} لم يجادله في هذا.. ولم يدع النقاش يستحيل إلى قضية كسب جدل وإثبات رأي وفقط..

وانتقل إلى قضية وحدانية جديدة فقال {قال إبراهيمُ فإنّ الله يأتي بالشمس من المشرق ، فأتِ بها من المغرب…}
فماذا كانت ردة فعل الرجل؟؟
{فبُهِت الذي كفر}
بُهِت : أي غُلب وتحير 😮 ولم تعد لديه حجة بالنقاش..

عليك من الله سلام يا ابراهيم ، والله أشعر أني أمام شخصية قد أبحرت في علم النفس البشري ، فخبُرت طبع الكفار المجادلين ، وعرفت كيف تُدحض حجتهم ، وتُثبت الحق دون الدخول في جدل تافه ، عليك من الله سلام يا ابراهيم…

*********

انتظرر أيها القارئ لا تذهب.. هذا المنشور ليس الهدف من كتابته ان تضع لايك وتمضي… بل المطلوب ان تفكّر في طريقتك في النقاش وتقارنها بطريقة ابراهيم عليه السلام وتحاول تصحيحها…
********
وهدانا الله واياكم وارجو ان يكون فهمي للآية سليما واسألكم الدعاء بالهداية…

جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا

الله يهدينا جميعا

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.